شابة إماراتية تهزم التوحّد بالنغم: طموحي العالمية

من خلال العلاج بالموسيقى لطيف التوحد، اكتشفت الشابة الإماراتية سارة الهاشمي شغفها بالغناء والعزف، إذ بدأت بتلقي دروس الموسيقى في سن صغيرة، وتحديداً حين كانت تبلغ أربع سنوات، وتبلورت قدراتها ونمت بفضل والدتها التي أسست مدرسة خاصة بتعليم الموسيقى بعد بروز موهبة الابنة التي تابعت مسيرتها حتى حصلت على شهادة البكالوريوس في الموسيقى من أميركا، وتحلم اليوم بتقديم عروضها على أهم المسارح العالمية، ومنها برودواي.

وقالت سارة الهاشمي عن علاقتها بالموسيقى، وكيف تطورت مع الوقت لـ«الإمارات اليوم»: «عندما شُخصت بالتوحّد وبدأت رحلة العلاج بالموسيقى كنت صغيرة جداً، ولكنني أذكر أنني أحببت العزف على آلات عدة، خصوصاً الغيتار، ومن هنا بدأت علاقتي الفعلية بعالم الأنغام».

في مدرسة أمي

وأضافت سارة: «اعتدت تقديم أنواع متباينة من الموسيقى في طفولتي، وتلقيت العديد من الدروس الخاصة في العزف، في مدرسة أمي الخاصة، وتعلمت العزف على البيانو والغيتار، وحالياً ألعب كثيراً على الأخير، ولكنني أعشق سحر البيانو لأنه من أصعب الآلات».

واجهت سارة بعض التحديات البسيطة في دراستها للموسيقى، إذ إن كونها مشخصة بطيف التوحد كفيل بجعل التحديات من نوع خاص، والتي تمثلت بالممارسة الفعلية للموسيقى، ومن ثم إدارة الوقت، وتقديم العروض، وقد تمكنت من التعامل معها في مشوارها الموسيقي.

ولم تكتف سارة بالعزف والغناء، إذ بدأت بكتابة الأغنيات حين كانت في الثانوية العامة، وكانت الأغنية الأولى مهداة لصديقتها، موضحة أنها كتبت عدداً من الأغنيات، إلا أن التي تشعر بالثقة بتقديمها أمام الجمهور تصل إلى أربع.

كما وضعت سارة بعض الألحان؛ ما شكل إضافة لها في الغناء والعزف، ولذا تطمح إلى تقديم العروض الموسيقية على مسارح عالمية، ومنها الخشبة الأشهر، مسرح برودواي في أميركا.

معايير اختيار

تعزف سارة الهاشمي وتغني وتعيد أداء بعض الأعمال الشهيرة، لافتة إلى أن المعايير التي تحكم اختيارها للأغنيات التي تعيد تسجيلها، تعود إلى حبها لتقديمها أولاً، وأدائها بطريقتها الخاصة ثانياً، إذ لا يمكن نسخ الفنان وأسلوبه على حد تعبيرها.

وأكملت الموهبة الإماراتية الواعدة: «يمكنني الاستكشاف أكثر في عالم الموسيقى، ولهذا أسعى دائماً إلى تحضير نفسي للمزيد من العروض على المسارح، وأمتلك حسابات أقدم فيها أغنياتي على مواقع التواصل الاجتماعي، ولمست تفاعلاً إيجابياً من الناس مع الموسيقى التي أقدمها».

تنبيه الحضانة

من جهتها، قالت والدة سارة، تالا بدري عن المرحلة الأولى من تشخيص ابنتها وعلاجها، والذي بدأ بالموسيقى: «عندما بلغت سارة العامين، شُخصت بالتوحد، بعد أن تلقينا تنبيهاً من إدارة الحضانة إلى ضرورة تشخيص حالة سارة كونها لا تركز كثيراً، وبعدها بدأت رحلة العلاجات لحالتها، وكان من بينها العلاج بالموسيقى، إذ تخلصت من خلاله من حالة الانعزال عن الناس».

وأضافت الأم: «أحبت سارة الموسيقى، وانعكس هذا الشغف عليها، إذ باتت أكثر انفتاحاً على الآخرين، كما أصبحت تتميز بشخصية مرحة وسعيدة وتضحك كثيراً، وبعد أن بلغت الرابعة من العمر، تعلمت البيانو والغيتار، وهكذا بدأت موهبتها تتبلور».

واجهت سارة في البدء بعض الصعوبات، ولكن ليس في التعلم، إذ أكدت والدتها أن التحديات برزت لأنه لم يكن هناك الكثير من المعلومات حول التوحد وقتذاك، كما أن مقربين منها أرادوا التكتم على كونها مصابة بالتوحد، إذ كانوا يضعون الكثير من الاعتبارات لرد فعل المحيط الاجتماعي.

وشددت الأم على أن عائلتها قدمت لها دعماً كبيراً، ما شكل الداعم الأساسي لسارة، مضيفة أن رؤيتها لشغف ابنتها بعالم الأنغام، دفعها إلى تأسيس مدرسة خاصة بتعليم الموسيقى، فباتت تدرس ابنتها في المدرسة التي أنشأتها مع مركز الجليلة لثقافة الطفل، وبات لديها اليوم أكثر من 1500 طالب في هذا المجال.

وأشارت تالا بدري إلى أنها وجدت من خلال تلك التجربة أن الموهوبين بالموسيقى ليسوا الأكثرية في المدرسة، فمعظمهم موجودون لأن أهاليهم سجلوا لهم، ولكنهم من الداخل لا يحملون الشغف بهذا العالم.

وعبرت عن سعادتها بابنتها وما حققته في مجالها بعد أن تخرجت في الجامعة، موضحة بأن هناك من يعتقد أن الموسيقى مجرد موهبة، ولكن في الواقع يمكنها أن تكون مهنة المرء الأساسية.

لغة عربية

تحب سارة الهاشمي الاستماع إلى الأغنيات الجميلة باللغة الإنجليزية، معترفة بأنها لم تختبر الغناء باللغة العربية، إذ إن صعوبة تحدثها بها يعود إلى أنه لم يكن هناك معالجون للمصابين بالتوحّد يتحدثونها في صغرها وخلال رحلة علاجها، ما جعلها أكثر طلاقة باللغة الإنجليزية.

وأضافت بتفاؤل «من الممكن أن أقدم أغنيات باللغة العربية، في حال خرجت من منطقة الراحة التي اعتدتها»

• تابعت الموهبة الواعدة مسيرتها حتى حصلت على شهادة البكالوريوس في الموسيقى من أميركا.

سارة الهاشمي:

• «أعزف على البيانو والغيتار.. وأعشق سحر الأول لأنه من أصعب الآلات».

• «أمتلك حسابات أقدم فيها أغنياتي على مواقع التواصل، ولمست تفاعلاً إيجابياً».

تالا بدري:

• «أحبت سارة الموسيقى، وانعكس شغفها على شخصيتها، إذ باتت أكثر انفتاحاً على الآخرين».

 

الأكثر مشاركة