من دبي.. «امرأة الساعة» تبدأ جولتها العالمية
كشفت دار سوذبيز للمزادات، عن رائعة بابلو بيكاسو «امرأة الساعة» في مقر الدار بدبي، أمس، لتبدأ الجولة العالمية للوحة التي ستحط بعد ذلك في مدن وعواصم أخرى منها لندن وهونغ كونغ.
وتقدر قيمة اللوحة التي تعرض لأول مرة خارج الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 1968، بما يزيد على 120 مليون دولار، وستعرض في مزاد نيويورك في الثامن والتاسع من نوفمبر المقبل.
وقال الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة والشباب، الذي حضر الكشف عن اللوحة التي يستمر عرضها حتى اليوم في مقر سوذبيز بمركز دبي المالي العالمي: «اكتسبت دولة الإمارات على مر السنين مكانة مميزة كوجهة فنية عالمية تتعزز اليوم من خلال الكشف عن لوحة بيكاسو النادرة، وسيحظى عشاق الفن وجامعو الأعمال الفنية في الدولة بشرف مشاهدة هذه التحفة الفنية أولاً قبل انطلاقها في جولة حول العالم».
وأضاف: «نشيد باختيار دار سوذبيز دولة الإمارات لتكون أول محطة للأيقونة الفنية الشهيرة. وتؤكد استضافة دبي لها دور الإمارة في استقطاب أرقى الأعمال الفنية واهتمامها بدعم الحركة الفنية العالمية».
ورحب بالمساعي التي تعزز مشاركة المجتمعات المحلية في عالم الفن الدولي، مع الحرص على بناء منظومة ثقافية وإبداعية أقوى، كونها وسيلة لتثقيف الجيل المقبل من الفنانين وتعرفه بأهمية الإبداع والقيمة التي يحملها.
حدث مهم
من جانبه، قال رئيس قسم الفن الانطباعي والحديث في دار سوذبيز في الأميركيتين، جوليان دوز لـ«الإمارات اليوم» عن أيقونة بيكاسو: «يعد عرض هذه اللوحة في دبي حدثاً مهماً، فـ(امرأة الساعة) لم تعرض منذ عام 1968 خارج الولايات المتحدة، ما يؤكد أن دبي باتت محوراً فنياً وثقافياً عالمياً، كما أن عرض اللوحة يمنحنا الفرصة للتواصل مع المجتمع المحلي على نحو أكبر، وهذا ما نقوم به منذ خمس سنوات، فنحن مهتمون بمواصلة عرض القطع الفريدة في دبي».
وأضاف دوز أن عرض لوحة فنية بهذه القيمة يمنح الجمهور في دبي الفرصة للتعرف على الدار عن كثب، مشيراً إلى أن الحصول مثل هذه الأعمال القيّمة، ليس سهلاً، إذ إن هناك منافسة دائمة بين دور المزادات للحصول على هذه اللوحات القيمة.
وتابع «فخر للدار أن تقدم لجمهور دبي لوحة قيمة من مجموعة إميلي فيشر لانداو، خصوصاً أنها من القطع الفنية المميزة والنادرة في مجموعتها»، معتبراً أن «اللوحة ستتحدث إلى الجمهور، ولذا يتم تقديمها في جولة عالمية، فالوقوف أمامها لا يضاهيه أي صورة أو فيديو لها».
قيمة كبيرة
ويقدر سعر «امرأة الساعة» بـ120 مليون دولار، ولفت دوز إلى أن هذه هي القيمة الفعلية التي وضعت من قبل الدار، ولكن المزاد قد يحمل الكثير من المفاجآت، متوقعاً أن تباع اللوحة بما يقارب 180 مليون دولار.
وشدد على أن الدار سبق أن باعت أكثر من لوحة لبيكاسو، ولكن ليس كهذه التحفة الفنية، ووصلت أسعار بعض الأعمال إلى ما يقارب 100 مليون دولار، لذا تعد «امرأة الساعة» اللوحة الأعلى قيمة.
وذكر دوز أن بيكاسو من الفنانين الذين تباع أعمالهم بأسعار عالية منذ عقود، ولكن ما يميز هذه اللوحة هو أنها رسمت في عام 1932، وهي السنة التي شكلت علامة فارقة في مسيرة الفنان، بسبب بداية التقدير لأعماله. إلى جانب ذلك، تستمد اللوحة أهميتها من كونها الأولى التي رسم فيها بيكاسو ماري تيريز والتر بشكل مباشر، وتبدو وكأنها بورتريه، إذ كانت تظهر في أعماله على نحو تشخيصي.
وأوضح أن ماري كانت ملهمة بيكاسو، وتتميز اللوحة بالأبعاد التي تحملها حول علاقتهما، فضلاً عن ارتداء ماري لساعة في يدها، إذ تعد واحدة من اللوحات الثلاث التي رسم فيها بيكاسو ساعة، إذ كان شغوفاً بالساعات الاستثنائية ويمتلك ثلاث ساعات قيمة، ورسم ملهمته وهي ترتدي واحدة من تلك الساعات.
مشاعر مبهجة ومؤلمة
تعد لوحة «امرأة الساعة» إحدى أولى الأعمال التي اقتنتها جامعة الأعمال الفنية إميلي فيشر لانداو، وهي تحفة فنية بكل المقاييس.
رسمت اللوحة عام 1932، وتتسم بكونها مليئة بالمشاعر المبهجة والمؤلمة في الوقت عينه. كما أنها من أهم الأعمال في مسيرة بابلو بيكاسو وفي الفن الغربي.
واشترت إميلي اللوحة عام 1968، في بداية رحلة جمعها للأعمال الفنية، وكان شراء اللوحة خطوة كبيرة بالنسبة لجامعة فنون جديدة، ولكنها أدركت أنها لوحة قيمة وجعلتها حجر الأساس في مجموعتها لأكثر من خمسة عقود، وعلقتها في منزلها بنيويورك.
سالم القاسمي:
«الإمارات اكتسبت مكانة مميزة بوصفها وجهة فنية عالمية تتعزز اليوم من خلال الكشف عن لوحة بيكاسو النادرة».
جوليان دوز:
«الكشف عن اللوحة الفريدة في دبي حدث فني مهم.. إذ إن المدينة باتت محوراً فنياً وثقافياً عالمياً».
• 120 مليون دولار، السعر المقدر للوحة، بينما تتوقع الدار أن تصل إلى 180 مليوناً.