أول صانعة محتوى إماراتية مختصّة بالاستدامة: الحكاية بدأت من حديقة جدتي

أكثر من 10 أعوام، أمضتها المهندسة الإماراتية عذاري السركال، في مجال صناعة المحتوى الرقمي الهادف، مراهنة على رفع الوعي العام بقضايا الاستدامة وتأثيراتها على الشعوب والدول، رافعة سقف طموحاتها لتجسد نموذجاً لنجاحات بنات الوطن.

وفي بداية حوارها مع «الإمارات اليوم»، شددت السركال على رغبتها الصادقة في إيصال شغفها بموضوعات البيئة والاستدامة إلى أوسع شريحة من المجتمع، كاشفة عن بدايات قصة هذا الشغف وتأثير جدتها في لفت انتباهها منذ الطفولة لسحر الطبيعة وقيّم الحفاظ عليها.

وقالت: «أعتقد أن حرص جدتي على تسمية النباتات التي كانت تحرص على زراعتها في حديقة منزلنا بأسمائنا، كان لها الدور الأبرز في لفت انتباهنا إلى أهمية البيئة في حياتنا، ودفعي من ثم نحو التطلع والبحث في مجالات الزراعة منذ الصغر، ومع الوقت، اندفعت بقوة نحو هذا الشغف وأردت أن أتخصص في المجال».

معارف وخبرات

وأضافت المهندسة وصانعة المحتوى الإماراتية: «لعبت فترة الحجر المنزلي التي رافقت جائحة (كورونا)، دوراً إضافياً في تشجيعي على الانخراط مجدداً في هذا الاتجاه الذي تعزز بشكل كبير، بالتوازي مع التحاقي بأكاديمية الإعلام الجديد التي قدمت لي على مدار ستة أشهر، جميع المعارف والخبرات التي يتطلبها المجال، سواء في مجال التخطيط أو وضع التصورات، أو حتى طرق إعداد وتحرير المحتوى الرقمي المخصص لوسائل التواصل الاجتماعي، وآليات طرحه على الجمهور».

وحول خصوصية المواد التي تقدمها عبر حساباتها، أكدت السركال التزامها بتعزيز ثقافة المجتمع البيئية وترك أثر إيجابي على الفضاء الاجتماعي، وتركيزها بالتالي، على تحري الدقة والموضوعية في البحث عن آخر الأخبار والمستجدات العلمية والعالمية في المجال. وتابعت: «لا أبالغ إن قلت إنني أمضي أحياناً أكثر من 12 ساعة في قراءة وترجمة بعض الأوراق البحثية قبل بلورتها في شكل محتوى رقمي، وذلك، من منطلق إيماني بالمسؤولية والأمانة العلمية في نقل مختلف المعلومات بشفافية وعناية للجمهور».

وحول أصداء تجربتها المتخصصة وردود الأفعال العامة التي سجلتها على الفضاء الاجتماعي، أعربت عن سعادتها بالتفاعل الإيجابي الذي حققته في مجالها، والذي أكد نجاحها في رفع مستويات الوعي وخدمة القضايا البيئية واستشراف المستقبل، موضحة: «أسعى من خلال طرح محتويات علمية بأسلوب مبسط، سلس ومؤثر، إلى التوجه إلى كل الفئات العمرية، ومناقشة موضوعات تخدم مساعي الدولة في هذا المجال. وأعتقد أنني نجحت على الأقل في جذب انتباه الناس نحو أهمية المحافظة على البيئة، وإلهام عدد من (بنات الإمارات) اللاتي تواصلن معي، لاقتحام مجال صناعة المحتوى البيئي واستكمال مسيرة بناء مستقبل مستدام».

طموحات

وحول أحلامها في هذا المجال، أكدت السركال أن اختيارها في منصّة «زايد الملهم» ضمن فئة القيادات النسائية، باعتبارها «قصة ملهمة» ونموذجاً يحتذى به للفتاة الإماراتية، وعضويتها الحالية في «مجلس الشباب العربي للتغيّر المناخي»، وفي «سيدات الاستدامة والبيئة والطاقات المتجددة» أوسمة فخر، وثمار تجنيها في مجال بحثها الدؤوب عن الفرص وتميزها في مواجهة التحديات وتحقيق طموحاتها بخدمة وطنها.

كما تعتبر نفسها محظوظة للغاية بأن تكون ابنة الإمارات التي تقود بلادها مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغيّر المناخي «كوب 28» الخاص بتوحيد الجهود العالمية الموجهة نحو تقليل انبعاثات الكربون، والإسهام في تقييم التقدم المسجل في هذا الإطار.

يشار إلى أن المهندسة عذاري تحمل درجة الماجستير في الإدارة الهندسية بتقدير امتياز من جامعة أبوظبي، ودرجة البكالوريوس في الهندسة الإلكترونية من كليات التقنية العليا، وتفخر بالتحاقها ببرنامج «رائدات» الاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة، التابع لـ«مصدر»، الذي يتناول موضوعات تتعلق بالمساواة بين الجنسين، والدور المحوري الذي تلعبه المرأة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، واصفة هذه التجربة بالمثمرة، باعتبار ما شمله برنامجها القيم الذي امتد على عام كامل، من موضوعات هادفة تخدم أهداف التنمية المستدامة العالمية، والجهود التي تبذلها الدول والأطراف في هذا المجال.

• 10 أعوام، مسيرة المهندسة الإماراتية مع التوعية بقضايا البيئة، عبر محتوى هادف.

• «محظوظة لأنني ابنة الإمارات التي تقود مؤتمر الأطراف بشأن التغيّر المناخي (كوب 28)».

• «نجحت في جذب الانتباه لأهمية المحافظة على البيئة، وإلهام عدد من بنات الوطن لدخول هذا المجال».

رد جزء من جميل الوطن

لم تتوقف طموحات المهندسة عذاري السركال، عند إحداث تغيير إيجابي، وتعزيز الوعي بقضايا البيئة والاستدامة وآثارها على الشعوب والدول، عبر صناعة المحتوى الرقمي فحسب، بل تعدته إلى مجالات الأعمال المجتمعية والتطوّع للمصلحة العامة بداية من عام 2008، من بوابة مشاركتها الفاعلة في بطولة الألعاب الإقليمية السادسة للأولمبياد الخاص التي أقيمت في أبوظبي، وتجربتها مع زوجها في جهود خطوط الدفاع الأولى لمواجهة جائحة «كورونا»، معتبرة هذه الخطوة مفصلية بما قدمته لها من فرص لمساندة جنود الدولة والانتصار على الوباء، ورد جزء ولو صغير من جميل وطنها وقادتها، وتجسيد قيّم العطاء اللامتناهي التي نشأت وترعرعت على احترامها.

الأكثر مشاركة