صورته تصدرت غلاف مجلة جائزة «حمدان بن محمد للتصوير الضوئي»
مايكل أمندوليا... يوثّق إبصار عيون غرقت في الظلام
بعد أن بدأ مشواره مع التصوير في الصحافة، انتقل المصور الأسترالي مايكل أمندوليا إلى التصوير مع المؤسسات الإنسانية، إذ يعمل حالياً مع مؤسسة فريد هولوز التي تعنى بمكافحة العمى.
يوثق مايكل حالات الأشخاص الذين يخضعون لعمليات جراحية في عيونهم، فيكون معهم في اللحظات التي تسبق الجراحة، وما بعدها، حيث تكون عدسته الشاهد الأول على أولى لحظات الإبصار لعيون لطالما كانت غارقة في الظلام.
تحدث مايكل إلى «الإمارات اليوم»، بعد وضع إحدى صوره على غلاف مجلة «هيبا» بمناسبة اليوم العالمي للعمل الخيري، وسرد قصته مع هذا النوع من التصوير والرسالة التي يحملها وتحدياته.
رواية القصص
وفي البدء تطرق مايكل أمندوليا إلى الحديث عن بدايته مع التصوير، وقال: «بدأت في عالم الصحافة منذ أن بلغت 20 عاماً، وبعد أن أمضيت 15 عاماً في الصحافة، انتقلت إلى التصوير مع مؤسسات، حتى بدأت مع مؤسسة فريد هولوز، ويمكن القول إنني استخدمت المهارات نفسها في المجالين، ولكن ما أقوم به هو أنني أسعى إلى رواية القصص الإنسانية من خلال الصور». وحول نشر الصورة التي التقطها على غلاف مجلة «هيبا»، التي تصدرها جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، نوه بأنها نشرت بطريقة مميزة، كما أن القصة التي أرفقت مع استخدام الصورة كانت رائعة، معرباً عن سعادته بنشر الصورة في الإمارات، لاسيما أنها نشرت في عدد من المجلات في مدن عالمية أخرى.
حالة إشباع
وحول عمله مع مؤسسة فريد هولوز لمكافحة العمى، نوه بأنه عمل ما يقارب 30 عاماً، وقد صور الكثير من القصص للمؤسسة، موضحاً أن هذا النوع من التصوير يحمل الكثير من الإشباع للمصور، لأنه يمكنه من التقاط الصورة التي تحدث فرقاً، فهنا المصور لا يلتقط الصور من أجل المال، وإنما ما يهمه بالدرجة الأولى هو رفع الوعي حول الحالات والظروف غير الاعتيادية التي يعيشها هؤلاء الأشخاص. واعتبر أن هذا النوع من التصوير يحمل الكثير من الحساسية، واصفاً إياها بكونها حساسية ثقافية، ففي كل مدينة يكون هناك فريق يساعده على كيفية التعامل مع الناس، مشيراً إلى أنه غالباً ما يسعى إلى بناء علاقات مع العائلة التي سوف يلتقط الصور لأحد أفرادها، لأن مثل هذه الروابط تسهل عملية التصوير. وأشار إلى أن الأحاديث التي تدور بينه وبين الأشخاص الذين يصورهم مهمة جداً، لذا يقوم أحياناً بدمج عملية التصوير بالأحاديث الخاصة كي يجعل الجلسة أكثر راحة. ونوه بأنه يتم التعاطي مع الحالات قبل العملية وتتبعها إلى العملية وإزالة الغشاوة ومن ثم العودة إلى المنزل، وبعدها بأسبوعين أو شهر، وهي تجربة غنية مع المرضى، إذ تتحول من تصوير إلى مشاركة لحياة، وتفهم للظروف التي يمرون بها، فالعمل يحمل الكثير من المشاعر الإنسانية.
قصص لا تنسى
بعد سنوات من التصوير في الشق الإنساني، لفت أمندوليا إلى أنه اكتسب الكثير من الأمور على المستوى المهني والشخصي، موضحاً أنه مازال إلى اليوم على تواصل مع بعض الحالات التي صورها. وأشار إلى وجود بعض القصص التي تركت أثراً فيه، مستحضراً صورة الفتاة التي نشرت على غلاف هيبا، والتي كانت تبلغ 15 عاماً، وهي من إندونيسيا، إذ لا يمكنه نسيان وضعها بعد أن أزالوا الغشاوة عن عينيها، لاسيما أنه يمكن أن يلتمس المرء حالتها الاجتماعية، فهي تنحدر من عائلة فقيرة، وكان من الممكن أن تمضي حياتها كاملة تعاني من فقدان البصر، فهذه القصص لا يمكن نسيانها، خصوصاً أنها تحمل الكثير من المشاعر. كما أشار إلى بعض المواقف التي تحدث مع أولى لحظات الإبصار، ومنها الفتاة نبريثا التي فور إبصارها سألت والدتها إيميلي عن الجرح في وجهها، لأنهم أخفوا عنها تعرض والدتها لحادث.
لا تخلو تجربة تصوير المرضى من التحديات، ولفت أمندوليا إلى أن أبرزها قد يكون مع ردود الفعل بعد الجراحة والإبصار، متحدثاً عن فتاة تدعى نايت حين التقط صورها قبل الجراحة كانت مفعمة بالحياة وترقص طوال الوقت دون خجل، ولكنها بعد أن أبصرت باتت تتعاطى بطريقة مختلفة وتبدلت ردود فعلها، فلم تتحدث مع أحد، وقد تطلب الكثير من الوقت حتى تمكنت من العودة إلى التعاطي بهدوء والتواصل على نحو طبيعي.
مكافحة العمى
يتعاون المصور الأسترالي مايكل أمندوليا مع مؤسسة فريد هولوز، وهي منظمة تنمية دولية رائدة نجحت في إعادة حاسة البصر لأكثر من ثلاثة ملايين شخص حول العالم، ودعمت برامج قدمت أكثر من 200 مليون جرعة من المضادات الحيوية لعلاج الرمد الحبيبي. وتتلخص رؤية المؤسسة في عالم لا وجود فيه لإنسان كفيف أو يعاني من ضعف في البصر، مع الإشارة إلى أنها تواصل العمل الذي بدأه البروفيسور الراحل فريد هولوز، جراح العيون المعروف عالمياً الذي كان مؤمناً بأن من حق كل البشر أن يحصلوا على رعاية للعيون عالية الجودة وميسورة الكلفة أينما كانوا. وتعمل المؤسسة في أكثر من 25 بلداً في مختلف أرجاء إفريقيا وجنوب آسيا والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وأستراليا ومنطقة المحيط الهادئ. وتقوم بتعزيز الأنظمة الصحية والعمل مع المجتمعات لتحسين صحة العيون، وتقوم بالعمليات الجراحية والإجراءات العلاجية التي تغيّر حياة الناس، وتدريب الأطباء والعاملين في الرعاية الصحية.
ردود فعل إيجابية
أكد المصور مايكل أمندوليا أن التحديات تتلاشى مع ردود الفعل الإيجابية التي يتلقاها من الناس حول الصور وما توجده من وعي في المجتمع، مشيراً إلى أن طبيب العيون الراحل فريد هولوز يتمتع بسيرة مميزة في أستراليا بكل ما قدمه طوال حياته، وما يسعى إلى تقديمه من خلال الصور هو أن يجعل الناس يتواصلون عاطفياً معها لإيصال الرسالة الإنسانية التي تحملها المؤسسة.
• 13 أكتوبر اليوم العالمي للعمى.
• 43 مليون إنسان حول العالم يعانون من فقدان البصر.
• %90 من حالات فقدان البصر يمكن علاجها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news