«فستيفال إكس».. نباتات تتحكم في الروبوتات وابتكارات تنتصر للبيئة

رحلة مشوقة للفن والذكاء الاصطناعي في دبي

المشاركون في الحدث قدّموا أعمالاً مبتكرة تجمع بين الفنون والعلوم والتكنولوجيا. الإمارات اليوم

بأعمال تمزج بين الفن والعلم والذكاء الاصطناعي، قدّم فنانون ومبتكرون عالميون، أحدث ابتكاراتهم التي تجمع بين الفنون والعلوم والتكنولوجيا في معرض «فستيفال إكس» في نسخته الثانية التي أقيمت في حي السركال أفينيو، وكانت فعالياتها تحت شعار «من الماضي الجميل إلى المستقبل المشرق»، مستقطباً أكثر من ستة آلاف زائر من جميع أنحاء العالم، وعكست الأعمال تنوعاً فريداً من الإبداع والابتكار والتطلعات المستقبلية.

وقال الشريك المؤسس ومدير «فيستيفال إكس»، أمین دوائي: «نحن اليوم في الخطوات الأولى من التحضير للعام المقبل، إذ نسعى بشكل دؤوب إلى تعزيز مجتمع الفنون الإعلامية الذي يجمع نخبة من الخبراء والمبدعين في مجالات الفنون والعلوم والتكنولوجيا في مكان واحد ينبض بالحياة، ويعكس طموحاتنا لبناء مستقبل أكثر إشراقاً».

5 موضوعات

وشكّل «فيستيفال إكس» 2023، منصة عالمية للابتكار والإبداع، حيث تضمنت فعالياته خمسة موضوعات مميزة، أسهم كل واحد منها في تقديم تجربة مفيدة وذات مغزى، لتكون جزءاً من الذكريات الملهمة لدى الزوار الذين حضروا الحدث البارز على مستوى المنطقة، وهي: المعرض الرئيس، والعروض السمعية والبصرية، وورش عمل، ومعرض الجيل المقبل، والحوارات والجلسات النقاشية.

وتحت عنوان «من الماضي الذي نحب إلى المستقبل الذي نتطلع إليه»، شكّل الحدث منصة متعددة التخصصات تم فيها تسليط الضوء على القضايا المتعلقة بالبيئة، في أعمال تجسد أبرز التحديات التي يواجهها العالم.

وشهد المعرض مشاركات واسعة تراوحت بين روبوتات ذكية وأعمال فنية ومعارض متنوعة لفنانين محترفين وشباب، من خلال ثلاثة أقسام مختلفة تمكّن الزوار من التنقل بينها، حيث ضم القسم الرئيس للمعرض المقام في مبنى concrete، مجموعة من الفنانين والباحثين المحترفين، والأعمال الفنية التي تقدم عرضاً للمشكلات التي يواجهها العالم بطريقة مستقبلية، منها عمل الفنان إيفان هنريكس الذي عرض روبوتاً يحمل نبتة ويتفاعل مع الزوار فقط عند لمس أوراق النبات، ما يؤكد ارتباط الكائنات الحية بالآلات. وأكد خلال لقائه مع «الإمارات اليوم»، حرصه على استكشاف ذكاء النباتات والجمع بينه وبين ذكاء الآلات، عن طريق هذا العمل الذي تم تصميمه بتقنية تشبه تلك التي يتم استخدامها عند قراءة دقات القلب. وقال: «أعمل في مجال مثير يجمع بين الطبيعة والتكنولوجيا، حيث صممت الروبوت بقراءة واستشعار الإشارات الخاصة بالنبات، والتي تتغير عند لمسها، وبذلك يتحرك الروبوت عند تغير هذه الإشارات، وهو ما يعمل على استكشاف الارتباط المعقّد بين الكائنات الحية والآلات».

وشارك الفنان ديفيد بوين، بعمل فني تم تصميمه بطريقة تمكّن النبات من التحكم في سكين مثبتة عن طريق ذراع روبوت، مجسداً بذلك استطاعة الروبوت التحكم في حركة السكين، حيث استخدم في تصميم هذا العمل وحدة تحكّم صغيرة متصلة بالنبات لقراءة إشارات أوراق النبات. وباستخدام برمجيات مخصصة، يتم رسم هذه الإشارات في الوقت ذاته إلى حركات مفاصل الروبوت الصناعي الذي يحمل السكين، وبهذه الطريقة يتم تحديد حركات السكين، وفقاً للإشارات المرسلة من النبات.

البذرة

الفنان أتسوشي شارك بعمل فني يجمع بين الصوت والرسوم المرئية وتقنية الهولوغرام يحمل عنوان Germination، أي عملية بدء البذرة في النمو لتصبح نباتاً جديداً، وهو ما عمل عليه خلال جائحة «كوفيد-19» وعرض لأول مرة عام 2021 في طوكيو. وقال الفنان: «يمثل العمل طريقة النبتة ووضع جذورها بقوة في التربة، ونموها بقوة على سطح الأرض، وهو ما ربطته بالطريقة التي عاش بها البشر حياتهم اليومية مرة أخرى بعد الجائحة، حيث تم العمل على تنسيق ذراع الروبوت كبذرة نباتية نشأت من الأرض بعد فترة سكون وازدهرت مرة أخرى، وقد نرى في المستقبل أن جميع الأشياء وليس فقط النباتات، ستبدأ في التعبير عن نفسها بمساعدة التكنولوجيا في ساحة الفن».

قطع الأشجار

وعرض الفنان تيس بيرستيكر عملاً فنياً يجسد مشكلة قطع الأشجار في الغابات حمل عنوان «Wither 1m3» بصورة مرئية تمكّن الزوار من تصور حجم الآثار السلبية لهذه المشكلة، حيث صمم عمله الفني على شكل شجرة تحمل أوراقاً تومض فور قطع أشجار الغابات، وذلك بربط البيانات المتعلقة بقطع أشجار غابة الأمازون البرازيلية التي تقدّمها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، وتحدّثها بصورة تشير إلى فقدان مساحة 128 متراً مربعاً من الغابة المطيرة، أي 641 متراً مربعاً كل ثانية، وهو ما يؤدي إلى وميض أوراق الشجر في المجسم المعروض.

تكنولوجيا تفاعلية

وضم المعرض مجموعة من الأعمال تتميز بتفاعلها مع الزوار، ما يسهم في إيصال الأفكار والتحديات التي تواجه البيئة بطريقة مبتكرة، حيث شارك الفنان الأيسلندي فينبوجي بيتورسون، بتصوير ما هو غير ملموس وغير مرئي، بتجسيد الموجات في عمل يحمل عنوان Earth، يدمج فيه الصوت والفن ويمكن سماعه والشعور به، حيث يصبح مرئياً على شكل أمواج على سطح الماء، ممثلاً بذلك ترددات كوكب الأرض، بينما شاركت الفنانة الإسبانية روسيو بيرينجير بعرض أداة IAgotchi التي صممتها وعملت عليها بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بطريقة تمكّنها من التفاعل مع الزوار عند ارتدائهم السماعات بطريقة مختلفة في كل مرة، كما شاركت الفنانة الكندية صابرينا راتيه بعمل يحمل عنوان Objets-monde صوّرت من خلاله النفايات بعمل فني لرسوم متحركة ثلاثية الأبعاد، ودمجتها بطريقة الواقع الافتراضي لتجسد أثر هذه النفايات في البيئة والآثار المترتبة عليها.

منصة للشباب

كمبادرة لتعزيز ودعم الشباب، ضم المهرجان أعمالاً فنية من صنع الشباب عرضت في «Warehouse 46»، وتم التعاون فيها مع عدد من الجامعات وعرضها في مساحة خاصة، بهدف مساعدتهم على مشاركة أفكارهم وبناء شبكات تواصل مع الآخرين.

تويتر