من وراء الميكروفون وفي الميدان.. إماراتية تشجّع على العطاء

بين صناعة المحتوى الرقمي الهادف والكتابة والإعلام والخدمة المجتمعية، تتنوع اهتمامات ومواهب الإماراتية أماني المطروشي، لتساعدها على التميز في مسيرتها المهنية، إذ تطمح إلى تقديم نموذج مشرف للمرأة الإماراتية القادرة على خدمة بلادها، والمشاركة في مستقبلها الزاهر.

تهدف أماني المطروشي إلى تشجيع الشباب الإماراتي على ثقافة العطاء، سواء من وراء الميكروفون عبر عملها الإعلامي، أو من خلال المحتوى المحفز على ذلك، ووسط كل هذه الانشغالات، تجد دوماً حيزاً خاصاً لإحداث التغيير الذي تتمناه عبر إنتاج محتوى راق وهادف على منصات التواصل الاجتماعي، إذ تخصص وقتاً ثابتاً لاستنباط أفكار وتقديم موضوعات مغايرة وصفتها بالقول في حوارها مع «الإمارات اليوم»: «أعتمد كلياً على نفسي في إعداد وإنتاج هذه المواد التي أسعى من خلالها إلى نقل تجربتي وخبراتي المتنوعة إلى الشباب، إيماناً مني بأهمية مشاركة المعلومات والخبرات، وإيصالها إلى أوسع شريحة من الجمهور وتوعيته بأهمية بناء قدراته المعرفية واختيار أفضل التجارب الإنسانية»

«من عمق المشاعر»

وتوقفت أماني المطروشي عند بداياتها في مجال الكتابة، مشيرة إلى تعلقها منذ أيام الدراسة بتدوين يومياتها، وملاحظتها مع مرور الوقت ميلها الواضح للتعبير عما يجول في خاطرها من مشاعر وأفكار عن طريق الكلمات التي عمدت إلى تطوير أدواتها فيها، وصولاً إلى عام 2018، الذي أيقنت معه قدرتها على إصدار كتابها الأول «من عمق المشاعر».

وأوضحت «ذلك الكتاب الأول كانت مجموعة من النصوص والخواطر النثرية، التي حرصت من خلالها على وصف العديد من المواقف الإيجابية والسلبية التي تسهم في تغيرنا نحو الأفضل، كما هو تعبير عن قصص لأشخاص مقربين مني لم يسعفهم التعبير عن مشاعرهم، أو رواية المواقف التي مروا بها»، مضيفة «بعد هذه التجربة، دفعني عشقي للحرف والكلمة إلى تقديم إصداري الثاني (مستعمرة الصمت.. للحياة بقية)، الذي أعتبره مختلفاً عن سابقه».

وحول الأصداء الإيجابية التي حققها الإصداران، أشارت إلى تقديمها الكتاب الأول في معرض أبوظبي الدولي للكتاب عام 2021، فيما تعرف الجمهور إلى مضمون الكتاب الثاني في معرض الشارقة الدولي للكتاب العام الماضي، وكذلك أثناء مشاركتها في معرض الكويت الدولي 2022.

وأكملت «لا شك أن الأصداء الطيبة شجعتني بالتأكيد على التفكير في تقديم منتج إبداعي جديد، سيكون مغايراً في الأفكار وتحفيز الذات، وكذلك في النصوص».

مع الأثير

وأشارت أماني المطروشي إلى تجربتها عبر أثير «إذاعة الشارقة»، التي حملتها رمضان 2021 نحو تقديم برنامج من 30 حلقة حمل عنوان «أجمل عطاء»، وتناول ثقافة التطوع والمسؤولية المجتمعية، لافتة إلى تحقيقه نجاحاً دفع القائمين عليه آنذاك إلى بثه ثلاث مرات في اليوم.

وأضافت «لا شك أن المصادفة لعبت دوراً كبيراً في خوضي غمار العمل الإعلامي، إذ تزامنت تجربتي فيه مع استضافتي آنذاك للحديث عن تجارب تنمية الذات وثقافة العمل التطوعي، باعتبار تجربتي الطويلة في المجال والجوائز التي حصلت عليها في هذا الإطار، وبعد ملاحظة تمكني من أدواتي، عرضت عليّ إدارة الإذاعة فكرة تقديم برنامج اجتماعي، فاندفعت نحو هذه الخطوة التي أتمنى أن تتكرر في مقبل الأيام، وأن تتطور معها تجربتي الإعلامية وراء الميكروفون، خصوصاً بعد اكتشافي هذا الشغف الجديد، وامتلاكي القدرة على مخاطبة الجمهور بلغة سلسلة وبطرق تلامس اهتماماته».

نحو التخصص

إضافة إلى شغف الكتابة والإعلام، عمدت أماني إلى صقل تجربتها عبر الدراسة الأكاديمية والتحصيل العلمي، فنالت في 2016 درجة البكالوريوس في علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية من جامعة عجمان، ساعية نحو التخصص في مجال التنمية البشرية والتطوع والمسؤولية المجتمعية. فيما نجحت في 2018 في الحصول على شهادة مدرب معتمد محلياً ودولياً، والانصهار بثبات في المجال.

وأكملت «تعاملت مع مراكز تدريبية متخصصة عدة، كما قدمت في هيئة الهلال الأحمر الإماراتي دورات تطوعية في التنمية البشرية والمسؤولية المجتمعية والتطوع، الذي أطمح من خلاله إلى تشجيع الشباب الإماراتي على ثقافة العطاء». ونالت أماني المطروشي أربعة تكريمات من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي.

طموحات

من خلال عملها الحالي في مجال الاتصال المؤسسي تنفيذية برامج إعلامية في حكومة عجمان، تؤكد أماني المطروشي أن أحلامها وطموحاتها المهنية وقلمها المراهن على تطوير الذات والتنمية البشرية وإخلاصها في تحمل مسؤولياتها المجتمعية وحرصها على رفع مستويات الوعي والمعرفة من حولها.. كلها أمور ستؤهلها لأن تكون نموذجاً للمرأة الإماراتية الطموحة والمسهمة في مسيرة نهضة وطنها في مختلف الميادين.

أماني المطروشي

• أعتمد على نفسي في إنتاج المواد التي أسعى من خلالها إلى نقل تجربتي إلى الشباب.

• المصادفة لعبت دوراً في خوضي غمار العمل الإعلامي.. وسعيدة بنجاح (أجمل عطاء).