«حمدان بن محمد للتصوير الضوئي» تنتصر للتنوّع وأسرار جمال الكوكب
التنوع هو العنوان الذي حملته الدورة الـ12 من جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي التي تُوجت الأعمال الفائزة فيها، أمس، على خشبة دبي أوبرا، وحصد المصور الإيطالي ماسيمو جورجيتا الجائزة الكبرى وقيمتها 120 ألف دولار أميركي. ووثّقت صورة المصور الإيطالي كائناً مدهشاً من فصيلة قنديل البحر الغلالي، وبداخله وعلى سطح جسمه، عدد من الكائنات التي تعيش فيه وعليه. وحصدت الدول العربية في هذه الدورة، 40% من الجوائز، وجسدت الأعمال الفائزة في مختلف المحاور، أسرار وجمال الكوكب الذي نعيش عليه.
وشهد سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي الرياضي، الحفل الختامي وتكريم الفائزين بجوائز الدورة الـ12 من جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي. وتحدث أمين عام الجائزة، علي خليفة بن ثالث، في بداية الحفل قائلاً: «نحتفل معكم اليوم بتكريم نجوم الدورة الـ12 من الجائزة التي حملت عنوان (التنوع)، أحد أهم أسرار الكوكب الذي نعيش عليه، وبسبب الأحداث المتعاقبة يجب علينا أن نستعيد فهمه من جديد، على الرغم من الأحادية الفكرية المنتشرة».
وأضاف بن ثالث: «لقد خُلقنا مختلفين وورثنا الأرض متنوعة لحكمة، ومُنحنا خمس حواس لندرك ما حولنا، وإدراكنا لم يتطابق وهذا لحكمة أيضاً». ولفت إلى أن مشروع الاتحاد الذي كان لبنة تأسيس دولة الإمارات، ونموذج الريادة الإماراتية الدولية، ارتكز على فلسفة التنوع، مشيراً إلى أن الفنون تبقى من أرقى أدوات تحسين الحياة، مستشهداً بمقولة إرنست ليفي: «ستبدأ الإنسانية بالتحسن عندما نأخذ الفن على محمل الجد، مثل الفيزياء أو الكيمياء أو المال». وأشاد بن ثالث بتفوق العدسة الإماراتية والعربية في هذا المحفل الدولي، معتبراً أن التفوق الإماراتي بفوز المصورة الإماراتية فاطمة الموسى بجائزة الشخصية الفوتوغرافية الواعدة، وفوز المصور الإماراتي عبدالله البقيش بالمركز الثالث في محور التنوع، ما هو إلا تجسيد لرؤى تأسيس «هيبا» والمسارعة الحقيقية إلى صناعة النتائج المستدامة فيها. وأكد أن الحضور الإماراتي المميّز في محفل عالمي، هو إنجاز عظيم يدعو للفخر. وعبر عن سعادته بالفوز الكويتي الثلاثي وبالإنجاز الثنائي الرائع للسعودية وسلطنة عُمان، وبالحضور الفلسطيني المشرّف، قائلاً: «الاحترافية العربية للفوتوغرافيا وصلت إلى مرحلة عليا من الجدية والإبداع، حيث إن 40% من فائزي هذه الدورة يمثّلون دولاً عربية ويفرضون أنفسهم على الساحة العالمية، معلناً عن محور الدورة المقبلة وهو الاستدامة».
جوائز خاصة
وكرّم سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، الفائزين بالجوائز الخاصة، حيث نال لقب الجائزة التقديرية المصور الهولندي فرانس لانتينج، نظراً لإسهاماته الفوتوغرافية المميزة، حيث حصد عشرات الجوائز والألقاب والتكريمات المرموقة واعتُبرت بعض كتبه ضمن الأكثر تأثيراً في القرن الـ20، وكان له الفضل في استقطاب الاهتمام العالمي بقضايا بيئية مهمة. أما جائزة صناع المحتوى الفوتوغرافي فقد مُنحت للمصورة الأميركية، مارغريت ستيبر، التي منحتها مجلة «ناشيونال جيوغرافيك» عام 2013 لقب «صاحبة الرؤية»، وتتمتع بخبرة طويلة في مجال التصوير الصحافي، كما عرضت صورها في أماكن عدة عريقة في العالم، منها مكتبة الكونغرس الأميركي.
الشخصية الواعدة
وحصدت الإماراتية فاطمة الموسى، جائزة الشخصية الفوتوغرافية الواعدة، تقديراً لحضورها الفني المتوهج، من خلال منهجية بصرية تعتمد فيها على الأبيض والأسود، بعيداً عن تشتيت الألوان. واستحقت الموسى هذه الجائزة نظراً لإبداعها في استحضار الماضي وتخليد التاريخ، وتجسيد تراث الأجيال السابقة وثقافتها وأسلوب حياتها، فهي تصبو إلى مشاركة إرثها وثقافتها من خلال أعمالها، وإلى تسليط الضوء على قيم الانسجام والتعايش.
وفي محور التنوع حاز المركز الأول، المصور إيمري بوتيو من هنغاريا، تلاه ثانياً المصور العُماني محمد البحر رواس، وحل في المركز الثالث المصور الإماراتي عبدالله البقيش، بينما حجز المصوران الكويتيان محمد يوسف الكندري ومحمد القطان، المركزين الرابع والخامس.
• الإماراتية فاطمة الموسى حصدت جائزة الشخصية الفوتوغرافية الواعدة تقديراً لحضورها الفني المتوهّج.
المحور العام الملوّن
كرّمت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيسة والمديرة التنفيذية لهيئة المُسرّعات المستقلة لدولة الإمارات للتغير المناخي، الفائزين في المحور العام الملوّن. وفاز بالمركز الأول ألكسندر شيهونين من روسيا الاتحادية، وحل ثانياً المصور الكويتي بدر علي حسين، بينما جاء المصور الهندي هيرميس فالياندييل في المركز الثالث. أما المحور «العام.. الأبيض والأسود» فقد انتزع صدارته المصور رافي كانت كورما من الهند، تلاه ثانياً المصور السعودي طالب عبدالله المري، وجاء ثالثاً المصور سالم سلطان الحجري من سلطنة عُمان.
وفي المقابل كرّم وزير الصحة ووقاية المجتمع، ورئيس مجلس أمناء الجائزة، عبدالرحمن بن محمد العويس، الفائزين في محور «ملف مصور»، حيث فاز المصور الأسترالي سكوت بورتيلي بالمركز الأول، تلاه عارف هودافردي يامان من تركيا في المركز الثاني. أما المركز الثالث فكان من نصيب الأميركي برنت ستيرتون، وحل في المركز الرابع أنطونيو أراغون رينونسيو من إسبانيا، ثم المصور الهولندي جاسبر دوست في المركز الخامس.
أليكسندر شيهونين الأول في «المحور العام الملون».
استحواذ نسائي
كرّم عضو مجلس أمناء الجائزة ماجد عبدالرحمن البستكي الفائزين في محور «الفن الرقمي»، وقد استحوذت المصورات على أربع جوائز في هذا المحور، حيث حلت في المركز الأول المصورة الصينية وانهوا تشاو عن صورة تجسد طفلاً يحاول اصطياد القمر، ثم حل المصور الفلسطيني محمود الكرد ثانياً، لتحصد الألمانية هانيلور شنايدر المركز الثالث، ثم المصورة السعودية جوهرة سعيد الزهراني في المركز الرابع، بينما جاءت الروسية أيرينا بتروفا في المركز الخامس.
كائن مدهش
حصد المصور الإيطالي ماسيمو جورجيتا الجائزة الكبرى وقيمتها 120 ألف دولار أميركي. ووثّقت صورة المصور الإيطالي كائناً مدهشاً من فصيلة قنديل البحر الغلالي، وبداخله وعلى سطح جسمه، عدد من الكائنات التي تعيش فيه وعليه.
خُلقنا مختلفين
قال أمين عام الجائزة، علي خليفة بن ثالث: «لقد خُلقنا مختلفين وورثنا الأرض متنوعة لحكمة، ومُنحنا خمس حواس لندرك ما حولنا، وإدراكنا لم يتطابق وهذا لحكمة أيضاً». ولفت إلى أن مشروع الاتحاد الذي كان لبنة تأسيس دولة الإمارات، ونموذج الريادة الإماراتية الدولية، ارتكز على فلسفة التنوع، مشيراً إلى أن الفنون تبقى من أرقى أدوات تحسين الحياة.