خطأ طبي أجبرها على التزام الكرسي المتحرك 8 سنوات
الإماراتية أمل أحمد.. الإرادة ترفع سقف طموحات «أصحاب الهمم»

أمل أحمد تراهن على تغيير العقول والارتقاء بتجارب الشباب وتحفيزهم على امتلاك ناصية الحاضر والمستقبل. تصوير: يوسف الهرمودي
رغم التجارب العصيبة والقاسية التي عاشتها قبل سنوات عدة، إلا أن طموحها الكبير وشغفها بمجال الإعلام الذي عشقته وتخصصت به لم يتوقف للحظة واحدة، حيث نجحت الإماراتية أمل أحمد، في تحدي تداعيات إعاقتها الاضطرارية التي أجبرتها على الخضوع لـ18 عملية جراحية، لشحن عزيمتها على استكمال مشوار التميز والعطاء وتكريس تجارب النجاحات المتتالية وصولاً إلى تحقيق أحلامها التي غدت اليوم حقيقة ملموسة، وواقعاً ملهماً للكثير من أصحاب الهمم، ممن يرون فيها التجربة الأنجح والأنموذج الإماراتي الأقدر على تجاوز أشد وأصعب أزمات الحياة.
تداعيات الأزمة
وأكدت المعلقة الصوتية وصانعة المحتوى التحفيزي والمتطوعة المجتمعية أمل أحمد، لـ«الإمارات اليوم»، أنها تعتبر نجاحاتها في المجال، تتويجاً لجهودها الحثيثة على مدار الأعوام الماضية، لطرح تجربة مضامين إنسانية اجتماعية ومهنية هادفة، تتماشى مع اهتمام أصحاب الهمم، وترفع سقف طموحاتهم بالإنجاز وتحقيق أهدافهم بالتميز، وذلك، بعد أن أجبرها خطأ طبي عابر قبل نحو 15 عاماً، على الانضمام لهذه الفئة والتعرف عن قرب إلى احتياجاتها وطموحاتها، قائلة «قد لا يعلم الكثيرون أنني درست الإعلام في جامعة الشارقة وتخصصت في مجال الإذاعة والتلفزيون، لكن تداعيات الحادث الأليم الذي تعرضت له أثر بشكل واضح في صحة ووظائف عضلات وأعصاب رجلي وأجبرني على ملازمة الكرسي المتحرك لأكثر من ثماني سنوات، ليمنعني بالتالي من نعمة المشي وحتى الوقوف، وقتها أدركت استحالة خوض غمار الإعلام مجدداً بعد اشتغالي في مجال التعليق الصوتي وعملي مراسلة في إحدى القنوات المحلية».
دروس حياتية
وأكدت أمل أنها لم تتعرض للرفض من قبل القائمين على الإعلام في ذلك الوقت، لكن الجميع نصحوها بالتركيز على استكمال رحلة علاجاتها وأخذ قسط أكبر من الراحة قبل التفكير في استعادة نشاطها في المجال الإعلامي الذي يحتاج إلى استعداد وبنية جسدية قوية قادرة على تحمل ساعات العمل الطويلة وأعباء التنقل، قائلة «ألهمني الله القدرة على تفهم وضعي الجديد فاتجهت نحو العمل الحكومي، لكنني لم أنسَ دراستي ولا شغفي الكبير بالإعلام وألق التواصل مع الناس، لهذا قررت بداية من عام 2012، التوجه نحو العالم الافتراضي ووسائط التواصل الاجتماعي، ورغم قناعتي آنذاك بعدم قدرتي على تقبل نفسي على كرسي متحرك، إلا أنني واجهت صورتي وتحديت ظروفي لأتجاوز واقعاً مريراً قد لا يتجاوزه كثيرون، فيما قادتني مصادفة التعرف إلى مبادرة (صناع الأمل)، نحو توسيع أفقي الإنساني والسفر معهم في رحلات ميدانية حول العالم وصولاً إلى كينيا وسريلانكا وزنجبار لمساعدة الآخرين والتعرف إلى ظروف حياتهم الصعبة، التي عاينت فيها البؤس والفاقة وجوع الناس وحرمانهم لأتعلم دروساً عظيمة من ثباتهم وبسالتهم في مواجهة واقعهم بالإيمان والأمل والعمل، وقتها فقط، تغيرت نظرتي للحياة وللأشياء من حولي».
جهود مجتمعية
ابتداء من عام 2018، بدأت أمل في خوض غمار العمل التطوعي على مستوى الدولة، فالتحقت متطوعة ومشاركة في مبادرات تنمية المجتمع، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي وجمعية الإحسان الخيرية وجمارك دبي ومتطوعي الإمارات، وغيرها من الفعاليات المجتمعية غير الربحية التي آزرت بها أمل أحمد جهود العديد من الهيئات والمؤسسات العامة والخاصة في وطنها، متابعة القول «أدركت أن العطاء من غير مقابل يخلف شعوراً لا يضاهى بالسعادة والرضا، فبدأت العمل على توسيع آفاق تجربتي وعدم الركون إلى اليأس، لألتحق من ثم بنادي دبي لأصحاب الهمم الذي اكتشفت في رحابه شغفي المتجذر بعدد من الرياضات الفريدة مثل تنس الطاولة والرماية، وأخوض مسابقة تحديات حققت فيها المركز الثالث داخلياً».
تجارب ملهمة
وأشارت أمل أحمد إلى أنها تراهن على تغيير العقول والارتقاء بتجارب الشباب وتحفيزهم على امتلاك ناصية الحاضر والمستقبل خصوصاً فئة أصحاب الهمم، عبر توثيق معظم أنشطتها الاجتماعية في مجالات عدة وصولاً إلى دفعهم نحو الإبداع والانطلاق نحو تجارب العطاء غير المحدود، مضيفة «أتمنى أن أكون ملهمة حقيقية لكل شخص مرّ بتجربة المرض والعجز ونجح في ترجمتها إلى نجاحات ملموسة بالاعتماد على الإيمان والعمل الدؤوب والإرادة».
سفيرة ووجه إعلامي
كشفت أمل أحمد أنها مازالت تحلم بالوقوف أمام الكاميرا والعودة إلى العمل التلفزيوني واستكمال شغفها المهني بالإعلام الذي افتقدته، قائلة «أتمنّى أن تُتاح لي الفرصة للعودة مجدداً إلى منصات الإعلام، وأن يكون لي برنامج تلفزيوني أو إذاعي أطل من خلاله على الجمهور، وأستفيد فيه من خبرتي المهنية التي اكتسبتها على مدار السنوات الماضية».
أمل أحمد تراهن على تغيير العقول والارتقاء بتجارب الشباب وتحفيزهم على امتلاك ناصية الحاضر والمستقبل. تصوير: يوسف الهرمودي
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news