لتأثيره في البيئة.. إيرلندا تودّع «صديق الشتاء»
يتمتع الخث بجاذبية لدى العديد من السكان في أيرلندا، بسبب ارتباطه بمشاعر الحنين إلى الماضي، حتى إنه يسمى «صديق الشتاء». كما أن درجة الحرارة المريحة والهادئة المنبعثة من حرق الخث، عندما تختمر العواصف في الخارج، جذابة للغاية، لدرجة أن كثيرين يميلون إلى نسيان حقيقة أن الخث له بصمة كربونية عالية للغاية.
ويتعين استخراج هذا العشب يدوياً. ويتم وضعه بعد ذلك ليجف، قبل أن يتم تكديسه على هيئة أهرامات، ثم نقله إلى أماكن أخرى. وثمة ميزة للخث، وهي أن استخدامه ليس معقداً مثل البترول والغاز، ومع ذلك فإن هذا الوقود المستخدم في التدفئة، ضار على البيئة مثلهما، وينتج عنه تلوث كبير للهواء.
ولأن هذه النوعية من الفحم النباتي تلحق الضرر بجودة الهواء، اضطرت دبلن إلى التخلي عن عملية التدفئة التقليدية هذه، رغم أزمة الطاقة في مختلف أنحاء أوروبا. وصار السكان في الوقت الحالي يحرقون الخث، في حالات استثنائية فقط، على الرغم من أن التعداد الذي أجري عام 2022، أشار إلى وجود 70 ألف منزل في أيرلندا، لاتزال تستخدم قوالب الخث الجافة في التدفئة.
يشار إلى أن أراضي الخث تخزن الكربون تحت المياه، حيث يبقى في مكانه آلاف الأعوام، وهذا يجعل أراضي الخث جزءاً من الدورة التي تساعد على تنظيم المناخ ودرجات الحرارة.
يبلغ عمر مستنقعات أيرلندا المرتفعة أكثر من 10 آلاف عام، وهي واحدة من أقدم النظم البيئية شبه الطبيعية في أوروبا.
من ناحية أخرى، ينبعث من أراضي الخث، التي يتم تصريف مياهها بشكل مصطنع 25ر1، ميغاطن من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي كل عام، و3ر1 غيغاطن من ثاني أكسيد الكربون، في جميع أنحاء العالم كل عام، أي نحو 6ر5% من إجمالي حجم انبعاثات الغازات، المسببة لارتفاع درجة الحرارة على كوكب الأرض.