اقتراب الدولفين من البشر نتائجه كارثية
يعتبر خليج ساراسوتا قبالة سواحل غرب فلوريدا في الولايات المتحدة بقعة شهيرة لأنشطة الصيد والرحلات البحرية الترفيهية، وتعيش في هذا الخليج أعداد كبيرة من الدلافين، التي اعتاد علماء الأحياء البحرية على دراسة أنماط حياتها اليومية منذ سبعينات القرن الماضي.
وأظهرت الأبحاث العلمية أن أجيال الدلافين التي تعيش في هذا الخليج تعلمت الاقتراب من البشر وقواربهم، بغرض الحصول على وجبات غذاء سهلة. وأدت هذه السلوكيات إلى أضرار بالغة بالنسبة للدلافين نفسها، فقد وجد العلماء أن إناث الدلافين التي تتفاعل وتتجاوب مع ركاب القوارب تنجب ضعف عدد الدلافين الصغيرة الذي تنجبه الإناث اللاتي تظل بعيدة عن البشر، ولكن الصغار الذين تنجبهم هذه الأمهات تتزايد احتمالات نفوقهم قبل وصولهم إلى عمر البلوغ، وأن ارتفاع معدلات وفاة الدلافين الصغيرة يمثل مشكلة بالنسبة لتعداد الدلافين في خليج ساراسوتا بشكل عام.
وتقول كايلي ديماجيو، خبيرة الأحياء البحرية، إن «السبب الرئيس لنفوق الدلافين في خليج ساراسوتا هو التفاعل بينها وبين البشر، والمرتبط بأنشطة الصيد الترفيهية».
وأظهرت دراسات علمية سابقة، أجريت على فصائل بحرية أخرى حول العالم، أن الكائنات البحرية التي تقترب من الإنسان، وتعتاد أن تتم تغذيتها بواسطة البشر، تتوقف عن الصيد والبحث عن الغذاء بنفسها، وهذا السلوك ينتقل عبر الأجيال من الكبار إلى الصغار.
وتقول الدراسة: «نحن لا يمكننا أن نمنع الدلافين من التفاعل مع الإنسان، ولكن يمكننا تعليم البشر الاستمتاع برؤية الكائنات البرية من مسافة آمنة.. ونرجو منكم التوقف عن إطعام الدلافين».