عرض صامت بلغة الفكاهة

«سلافا سنو شو».. دعوة صريحة إلى البهجة في «دبي أوبرا»

صورة

عالم من الكوميديا والضحك والسحر، قدمه مسرح «سلافا سنو شو»، في أول عروضه أمس، على خشبة دبي أوبرا، مقدماً لجمهور دبي عرضاً صامتاً يتقن لغة الفكاهة. ويتميز العمل الذي يواصل عروضه حتى الغد، ويعتمد على سبعة مهرجين، بكونه يحمل مشهداً حافلاً بالخيال والعجائب الطفولية، فهو يداعب الفرح في نفوس الصغار، ويعيد الكبار إلى عالم المرح البريء، كما أنه يمثل دعوة صريحة للبهجة وسط أجواء سيريالية ساحرة.

تاريخ طويل

ولعل الحكاية الأبرز لهذا العرض، تكمن في تاريخه الطويل، فهو يقدم منذ 17 سنة، حيث أنتج العرض وقدمه سلافا بلونين، ويواصل تقديمه ابنه مع عدد من أفراد الأسرة، بتوليفة تجعل منه عرضاً عائلياً إلى حد ما. وعن العرض الذي واصل تقديمه بعد والده، قال فانيا بلونين، لـ«الإمارات اليوم»: «تبدو الحكاية التي يحملها العرض مختلفة، فهو يحمل العديد من المعاني والمشاعر التي تخاطب جميع البشر على اختلاف ثقافاتهم، ومنها الصداقة والحب والخسارة والوفاء وغيرها من المشاعر التي يتم وضعها في قصة واحدة متميزة ومختلفة». وأضاف: «خضع العرض بالطبع لكثير من التغييرات منذ أن بدأت أقدّمه بعد والدي، فقد كان يقدم من قبل شخصين على المسرح، واثنين من العاملين في الكواليس، وكانوا يقومون بجميع المهام، ومهمتهم الأساسية إبراز كيفية الاستمتاع بالحياة للجمهور، ولكن اليوم بات الفريق أكبر، وجرعة المتعة أعلى، فيما يمكن القول إنه لايزال عائلياً». ووصف بلونين العرض بأنه أشبه بالحصول على قطعة ثمينة وقديمة من الماضي، في مدينة نسافر إليها، فهو محمّل بكثير من الذكريات المرتبطة بتاريخه، موضحاً أن هذا العرض يوصف دائماً بكونه العرض الأصغر والأضخم في آن. وتابع حول تفاصيل العرض، «على المسرح يكون هناك سبعة مهرجين فقط، ونعمل في كل عرض على تبادل الأدوار، وكذلك على تبديل الفريق مع كل مدينة نسافر إليها، لأن هناك ما يقارب الـ50 مهرجاً في الفرقة، وهذا ما يجعل العرض مختلفاً تماماً في كل مرة يقدم فيها».

وحول التحديات التي يحملها العرض، لفت بلونين إلى أنها تتمثل في إيجاد مفاتيح إضحاك الجمهور في كل دولة، فلابد من ملاحظة ردود فعل الناس مع ما يقدم على المسرح، ولهذا يكون أول عرضين في أي دولة عبارة عن محاولة فهم الجمهور، ومن ثم الانتقال إلى تقديم ما يحاكي كل ثقافة، موضحاً بأن الجمهور في دبي سيكون مختلفاً، نظراً لتنوع الجنسيات والثقافات فيه.

جرعة كوميديا

أما جرعة الكوميديا والضحك التي تقدم للجمهور، فأشار بلونين إلى أن الأداء الصادق يمتع الجمهور، مبيناً أن عروض المهرجين ليست مخصصة للأطفال فحسب، فحين يحضر البالغون، سيتمكنون من الاستمتاع بالعرض، وسيشعر الجميع في الختام بالمرح نفسه. مشيراً إلى أن أبرز ما اكتسبه من والده من خلال العمل على العرض، هو الصبر، موضحاً أن والده لم يكن يُعلّم بطريقة مباشرة، ولكنه كان يوجد بيئة حاضنة للإبداع، تتيح التجريب والوقوع في الخطأ من أجل التعليم، فلا يوجد أي نوع من التدريبات للعرض، لأن التدريب لا قيمة فعلية له من دون جمهور. واعتبر أن المهرج يجب أن يحمل بعض صفات «الأحمق»، ولكن بالمعنى الإيجابي لهذه الكلمة، وليس مجرد امتلاك حس الفكاهة فحسب، ولهذا فالفريق مكون من مهرجين لديهم مهن أخرى يمارسونها في حياتهم اليومية.

من جهته، لفت برادفورد ويست، الذي تحدث عن دوره في العمل، إلى أنه يشارك في العرض منذ 17 عاماً، وأنه يحمل خلفية في مجال التمثيل، ولهذا يعمل على توظيفها في العرض فيما يقدمه على المسرح في إطار يحمل الكثير من الصدق، لأن المهرج لا يمكنه أن يكذب. وأشار إلى أن المهرج ليس دائماً مضحكاً، فهو قد يمر بلحظات بائسة أحياناً، وما قدمه تشارلي شابلن لم يكن دائماً فرحاً، معتبراً أن المهرج بالعموم قد يقدم اللحظات المأساوية من خلال لغة الجسد، لاسيما أن عروض المهرجين صامتة. ولفت ويست إلى أن العرض لا يقوم على التدريبات، بل على التلقائية على المسرح، ولذا فإن ما يحكم أي مشهد مرح، وإمكانية إعادته، هو صدقية الممثل وقدرته على تقديمه مجدداً، فيجب ألا يبقى المهرج عالقاً في مشاهد محددة. واعتبر ويست أن المهرج لا يقدم مجرد دور، فهو فعلياً يمكن وصفه بأنه أسلوب حياة في كيفية مقاربة الأمور في الحياة أو حل المشكلات، فالعرض هو تجربة، وحين يذهب الجمهور إلى المسرح، يذهب لمشاهدة قصة، والتعرف إلى الشخصيات والصراع والأهداف، ولكن ما يضيف إلى القصة هنا أيضاً هو التنوع في جنسيات فريق العمل أيضاً.

• 50 مهرجاً في الفرقة.

• أنتج العرض سلافا بلونين منذ 17 سنة، ويواصل تقديمه ابنه، بتوليفة جعلته عرضاً عائلياً إلى حد ما.


فانيا بلونين: 

• الحكاية التي يحملها العرض تحمل العديد من المعاني والمشاعر التي تخاطب جميع البشر على اختلاف ثقافاتهم.


«المسرح الأكثر إمتاعاً»

قدّم المهرج الحائز لقب أفضل مهرج في العالم، سلافا بلونين، عرض «سلافا سنو شو» للمرة الأولى في عام 2004، ويتضمن العرض العديد من الفقرات الفنية والتفاعلية التي تقوم على فن التمثيل الصامت. وقد حاز العرض تقييمات عالية من عشاق العروض الثلجية على مستوى العالم، وتابع ابنه فانيا بلونين تقديم العرض، معتمداً على أن يكون عرضاً عائلياً بالدرجة الأولى. وقدم العرض على مسارح عالمية، وقد وصفته صحيفة «الغارديان» البريطانية بـ«المسرح الأكثر إمتاعاً»، ذلك أنه في ذروة العرض تجتاح الجمهور عاصفة ثلجية شديدة، ويتم قصفهم ببالونات ضخمة متعددة الألوان، والتي سيشرع الجمهور في قذفها بمرح.

تويتر