صوت الأجراس يؤرق الجيران
أبقار الريف السويسري أمام القضاء بتهمة «الإزعاج»
تشكّل الأبقار المزوّدة بأجراس تدق كلما تحركت لترعى العشب الأخضر، أحد أبرز التقاليد في سويسرا، ومشهداً شائعاً فيها، لكن هذه الأصوات لم تعد تروق لجميع السويسريين؛ ففي مدينة أرفانغن الواقعة وسط جبال الألب، رُفعت شكوى في مطلع العام بسبب «ضجيج» ليلي يحدثه قطيع من نحو 15 بقرة تقضي لياليها في حقل مجاور لمنطقة سكنية.
وطلب سكان شقتين مجاورتين للحقل من السلطات التدخل ودفع المزارع لإزالة الأجراس عن أبقاره خلال الليل.
ويقول رئيس بلدية البلدة الصغيرة البالغ عدد سكانها 4800 نسمة نيكلاوس لوندسغارد: «دُهشت عندما علمت أن شكوى قد رُفعت في هذا الخصوص»، مضيفاً: «لم أكن أُدرك أن الأبقار تحدث ضجة كبيرة، لكنني لاحظت أنها قد تزعج السكان».
وبينما كانت الأجراس تُستخدم سابقاً لتتبّع الحيوانات في المراعي الجبلية، تقلصت أهميتها مع ظهور أجهزة التتبع بنظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس).
وخلال السنوات الأخيرة، شهدت بلدة أرفانغن عدداً متزايداً من الشكاوى ضد أجراس الأبقار وضد الأجراس التي تقرع كل ربع ساعة في مناطق سويسرية عدة.
ويقول أندرياس باومان، وهو طبيب أعصاب مُدافع عن الأجراس، «إنها من تقاليدنا».
ويضيف: «هل نريد المحافظة على ما ابتكره أجدادنا أم نضعه ببساطة في المتاحف؟»، مؤكداً أن «الأجراس جزء من الحمض النووي للسويسريين».
وراهناً تضم المنطقة التي تبعد 30 دقيقة فقط بالسيارة عن العاصمة برن وساعة عن زيوريخ وبازل، 19 مزرعة نشطة.
ويوضح رئيس البلدية أن رجلاً وزوجته، وهما أحد الطرفين المتقدمين بالشكوى، قررا سحبها، بينما يعتزم الثنائي الآخر مغادرة القرية.
ومن المتوقع صدور قرار قضائي في هذا الخصوص قريباً.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news