قصي المعمري: «صدفة» البدايات لها حلاوتها

خمسة أعوام مضت على الانطلاقة الأولى للمغني والملحن الإماراتي الشاب قصي المعمري على الساحة الفنية المحلية، بعد مرحلة الهواية التي أمضاها في تعلم العزف على آلة البيانو، ومن ثم آلة العود، قبل أن يجد الجرأة الكافية للعزف أمام أصدقائه الذين كانوا بمثابة الجمهور الأول الذي كشف عن موهبته الفنية الفذة وقدراته اللافتة في مجال الغناء والعزف. ويقول المعمري «لعبت المصادفة دوراً مهماً في مسيرتي الفنية، فبعد أن كنت مجرد هاوٍ، قام أخي بجلب آلة العود إلى منزلنا ليتعلم أصول العزف عليها، إلا أنني وجدت نفسي حينها منجذباً نحوها، ومندفعاً بشغف لا محدود نحو فهم تفاصيلها وبالتالي تفاصيل المقامات الشرقية ومبادئ العزف المنفرد، معولاً في ذلك على مختلف الدروس والشروحات المتوافرة آنذاك على منصة (يوتيوب) وعلى الفضاءات الرقمية عموماً». ويضيف «فيما كنت سعيداً بتشجيع الأصدقاء، وبالحماسة التي أحاطوني بها كل مرة أتقن فيها عزف أغنية جديدة، وصولاً لمرحلة الثقة بقدرتي على تلحين بعض المقاطع الشعرية ومن ثمَّ تقديم أغنية إماراتية بالكامل».

مشوار البداية

يتوقف المعمري عند أول أغنية خاصة قام بتسجيلها قبل نحو ثلاثة أعوام، واصفاً هذه التجربة بالجميلة ومتوجهاً بالشكر إلى الشاعر خليفة سالم بن عايش «الذي كان من أوائل المشجعين والداعمين لي، إذ قدم لي كلمات أغنيتي الأولى (صدفة) وتكفل بعملية إنتاجها، لهذا، يمكنني القول إن هذا الشاعر هو أول من دفعني للنجاح في عالم الأغنية الإماراتية»، ويضيف «كانت لهذه التجربة خصوصيتها وكذلك حلاوتها، فعلى الرغم من الانتقادات البسيطة التي طالتها باعتبارها أول تجربة فنية وجماهيرية لي، إلا أنها ساعدتني في المقابل على تفادي أخطاء البداية والانطلاق مجدداً في تجربة غنائية ثانية ناجحة وفارقة بشكل واضح في مسيرتي الفنية، وهي أغنية (عناقه) التي تعاملت فيها مع نفس الشاعر نفسه، أما الألحان فكانت لسالم بن الشبعان العامري».

ألوان فنية

وحول اللون الغنائي الذي انخرط فيه، أوضح المعمري أن الجمهور تعرف إلى موهبته من خلال الأغاني التراثية أولاً، ليتوجه من ثم نحو اللون الشعبي الإماراتي، وصولاً إلى تجربة أولى في مجال الأغاني الوطنية في أغنية «دام عزك» التي طرحها الفنان بمناسبة عيد الاتحاد الـ52 لدولة الإمارات العربية المتحدة، معلقاً «سعيت جدياً لتقديم هذه الأغنية، وهي من كلمات الشاعر سالم حميد بن قمّاش الدرعي، وألحان مبارك سهيل العامري، أما التوزيع الموسيقي فكان لعبدالعزيز العبري».

وللمعمري الكثير من النشاطات الفنية المتعددة والمشاركات في مهرجانات وفعاليات فنية وثقافية عدة في الإمارات، أبرزها مشاركته أخيراً في مهرجان أبوظبي للشعر، ومهرجان التراث البحري، ومهرجان قصر الحصن، فضلاً عن مشاركة خارجية واحدة العام الماضي في المكسيك بمناسبة احتفالات هيئة الشارقة للكتاب بعيد الاتحاد، وصولاً إلى مشاركته الأخيرة على امتداد يومين في احتفالات «دبي للإعلام» بعيد الاتحاد الـ52، مؤكداً رغبته في مراكمة التجارب وفي التواجد الإعلامي والفني في أغلب المناسبات والمهرجانات التي يدعى إليها، وانتظار الفرصة السانحة للظهور على خشبات المسارح الكبيرة في الإمارات، حيث «تنقصه إلى حد اليوم التجربة في هذا المجال» كما يقول، فيما أعرب الفنان الصاعد بقوة، عن جاهزيته لخوض غمار هذه التجربة التي ستمنحه فرصة ذهبية لطرح موهبته على جمهور أوسع في المستقبل القريب.

«يا زين»

في سياق حديثه عن إنتاجاته، لفت المعمري إلى أغنية «سيد العذارى» التي قدمها من كلمات الشاعر جاسم المسعودي الزعابي، وألحانه، وأغنية «حبه طغى» التي لحنها بنفسه عن كلمات الشاعر سالم الكتبي، في الوقت الذي توقف الفنان عند أغنية «يا زين» التي أصدرها العام الماضي، قائلاً «تُعد هذه الأغنية التي قمت بتلحين كلماتها للشاعر سعيد بن سالم الخاطري، من أكثر الأغاني رواجاً لدى الجمهور خصوصاً السعودي، وربما يعود هذا الأمر إلى تقديمها على آلة العود بإيقاع موسيقي بسيط وجد صداه لدى فئات واسعة من الجمهور.

منصات التواصل

في معرض حديثه عن علاقته بالجمهور ووسائل التواصل الاجتماعي، أكد المعمري أهمية التقنيات والمنصات الرقمية في انتشار الفنان بين شرائح متعددة من الجمهور، قائلاً «كان التلفزيون في السابق الوسيلة الأسرع للانتشار بالنسبة للفنان الصاعد، لكن هذا الأمر اختلف في الآونة الأخيرة مع اختلاف معايير النجومية واقترانها بالقدرة على الوصول إلى الجمهور على الفضاءات الرقمية».

 

. كان التلفزيون الوسيلة الأسرع لانتشار الفنان الصاعد، لكن معايير النجومية الآن الوصول إلى جمهور الفضاءات الرقمية.

 

الأكثر مشاركة