دراسة: أدوية علاج الكولسترول قد تلعب دورا في منع سرطان القولون
تعتمد آفات القولون والمستقيم السابقة للسرطان والتي يصعب اكتشافها والمعروفة باسم الزوائد اللحمية المسننة، والأورام العدوانية التي تتطور منها، بشكل كبير على زيادة إنتاج الكوليسترول، وفقًا لدراسة ما قبل السريرية أجراها باحثون في كلية طب وايل كورنيل. وتشير النتائج إلى إمكانية استخدام أدوية خفض الكولسترول للوقاية من مثل هذه الأورام أو علاجها. وفي الدراسة، التي نُشرت في 13 أكتوبر في مجلة Nature Communications، قام الباحثون بتحليل حال الفئران التي تصاب بالسلائل والأورام المسننة، مع شرح تفاصيل سلسلة الأحداث الجزيئية في هذه الأنسجة التي تؤدي إلى زيادة إنتاج الكوليسترول. وأكد الباحثون النتائج التي توصلوا إليها في تحليلات الأورام الحميدة والأورام البشرية المسننة، حيث أظهرت نماذج الفئران التي تحاكي السرطان البشري أن منع إنتاج الكوليسترول يمنع تطور هذه الأنواع من الأورام المعوية.
وقال الدكتور خورخي موسكات، أحد كبار مؤلفي الدراسة، وهو أستاذ علم الأورام في علم الأمراض أنه "لا يتم علاج الأورام الحميدة والأورام من النوع المسنن حاليًا بشكل مختلف عن أورام القولون والمستقيم الأخرى، ولكن كما يظهر عملنا، فإن لديهم ضعفًا استقلابيًا محددًا يمكن استهدافه".
ويعتبر الكولسترول عمومًا جزئيا مؤيدًا للنمو، كونه لبنة بناء لأغشية الخلايا وله وظائف أخرى داعمة للنمو. وربطت دراسات سابقة بين ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم وأنواع مختلفة من السرطان، بما في ذلك سرطان القولون والمستقيم.ومع ذلك، لم يكن من الواضح ما إذا كان خفض نسبة الكوليسترول، على سبيل المثال باستخدام أدوية الستاتين الشائعة، يمكن أن يمنع سرطان القولون والمستقيم.
وقالت الدكتورة دياز ميكو وهي مؤلف رئيسي آخر للدراسة : "إن تجارب الستاتينات للوقاية من سرطان القولون والمستقيم كانت لها نتائج متضاربة". إذ" تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن السبب في ذلك هو أن استهداف الكوليسترول له تأثير وقائي ولكنه انتقائي فقط ضد الأورام الحميدة والأورام من هذا النوع المسنن."وتسمى السلائل المسننة بهذا الاسم بسبب مظهرها المسنن تحت المجهر وهي أكثر تسطيحًا من سلائل القولون والمستقيم العادية ويمكن غالبًا إغفالها أثناء تنظير القولون. ومع ذلك، فإن الأورام التي تتطور إليها، والتي تمثل ما يقرب من 15 إلى 30 بالمائة من سرطانات القولون والمستقيم، تحتوي على العديد من الخلايا "الحؤولية" التي تكون غازية ومقاومة للعلاجات بشكل خاص.
وفي الدراسة الجديدة، وجد العلماء أنه في الأورام المسننة في هذه الفئران، وحتى في الأنسجة المعوية المستعدة لتطور هذه الأنواع من الآفات السرطانية، تم تنظيم تخليق الكوليسترول بشكل لافت للنظر، مما يشير إلى أن الكوليسترول قد يكون محركًا مبكرًا لتطور الورم.
وقال الدكتور موسكات: "في الوقت الحالي، عندما يتم اكتشاف هذه الأورام الحميدة مبكرًا عن طريق تنظير القولون، تتم إزالتها ويجب على المرضى أن يأملوا في عدم عودتها". وتابع"في المستقبل، نأمل أن يكون لدينا طريقة أكثر فعالية للوقاية من هذا النوع العدواني للغاية من السرطان قبل أن يتطور بشكل كامل ويصبح علاجه أكثر صعوبة."
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news