مهرجان الإمارات لمسرح الطفل يُطل مع بهجة «العالم الآخر»
في حفل بهيج، ووسط جمهور غفير، امتلأت به قاعة قصر الثقافة بالشارقة، انطلقت الليلة قبل الماضية فعاليات الدورة الـ17 من مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، التي شهدت عرضاً يحث أجيال المستقبل على الابتكار، وحظي بتفاعل لافت من الجمهور.
وتضمنت انطلاقة المهرجان - الذي حضره رئيس دائرة الثقافة بالشارقة عبدالله العويس، والأمين العام للهيئة العربية للمسرح رئيس جمعية المسرحيين رئيس المهرجان إسماعيل عبدالله - تكريم شخصية الدورة الـ17 الفنانة القديرة بدور الساعي، واستعراض لجنتي تحكيم الكبار والأطفال، وعرضاً وثائقياً تضمن تعريفاً بالمهرجان وأهم المحطات التي عبرها منذ نسخته الأولى في عام 2005، إضافة إلى نبذة عن شخصية المهرجان منذ أول ظهور لها على الخشبة في 2003 بمسرحية «جني أكاديمي»، وطوال مشوارها الذي حصدت خلاله أكثر من 20 جائزة في مسرح الأطفال ومسرح الكبار.
رسائل أخلاقية
وبعد نهاية حفل الافتتاح قدمت فرقة جمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح مسرحية «العالم الآخر»، من تأليف حمد الظنحاني وإخراج إبراهيم القحومي، وتمثيل الفنانين: أيمن الخديم، عادل سبيت، عبدالله نبيل، جودي، محمد العبدولي، علي الغيص، منى البلوشي، سعيد الناعور، سلطان شرارة، وآخرين. وتفاعل الأطفال مع أحداث المسرحية التي بعثت بالعديد من الرسائل الأخلاقية والتربوية، أهمها التأكيد على أهمية العلم والاكتشاف والابتكار في خلق جيل قادر على مواجهة التحديات.
وتدور أحداث المسرحية حول الشقيقين: علي وسلطان، كل منهما له عالمه الخاص، فعلي يحب المرح والألعاب الإلكترونية، بينما سلطان عاشق للاستكشاف والعلوم، ويطلب سلطان من علي ارتداء نظارة الواقع الافتراضي التي ستنقلهما إلى عالم آخر وتساعدهما على اكتشاف ما هو جديد في العلوم. يرفض علي في البداية ارتداء النظارة التي أسهم سلطان في تطويرها غير أنه في النهاية يقتنع، فتنقلهما تلك النظارة لكوكب المريخ، وتتعطل نظارة الواقع الافتراضي هناك حيث لا يستطيعان العودة مجدداً، ويقعان هناك في مشكلات عدة: أولاها الجاذبية، حيث لا يمكنهما المشي بصورة طبيعية، ويشاهدان في المريخ كائنات تساعدهما في توازن الجاذبية، من بينهم رجل المريخ وحارسه اللذان استمعا لقصة الأخوين وجهازهما المعطل، وبدورهما أبلغا كبير أهل المريخ عما حدث، ورحب بالشقيقين وقرر مساعدتهما. وظل سلطان الذي يحب العلوم يقضي وقته في المريخ للاستكشاف، بينما علي يمارس اللعب بالقرب من كهف الديناصورات إلى أن خطفه كبير الديناصورات واتهمه بأنه يريد التخلص من العدد المتبقي من تلك الكائنات بعد انقراضها على كوكب الأرض، حتى نهاية أحداث المسرحية بالتخلص من قبضة الديناصور، وإصلاح نظارة الواقع الافتراضي بمساعدة أهل المريخ، والعودة مجدداً إلى الأرض.
السينوغرافيا بطلة
في «العالم الآخر» كانت السينوغرافيا بطلة العرض بما حوته من إبهار وتنوع، جذبت جمهور الأطفال إليها، وأسهمت في إيصال خطاب العرض كاملاً، كما تميز العرض بالأداء التمثيلي المتقن والمنضبط، وبالعفوية التي كانت واحدة من إضاءات المسرحية.
ونجح المخرج في ما ذهب إليه من حلول إخراجية بصرية حافظ من خلالها على إيقاع العرض، إضافة إلى الموسيقى والأغاني التي كانت جزءاً مهماً في عمل مسرحي تمكن من جذب الجمهور، وجعلهم يتفاعلون معه في حكاية غير تقليدية أضاءت بكثير من البهجة الليلة الأولى من ليالي المهرجان.
حكايات جديدة
أكدت جمعية المسرحيين، الجهة المنظمة لمهرجان الإمارات لمسرح الطفل على أهمية هذا الحدث، باعتباره المنطقة التي تسكن إليها وتطمئن بها قلوب أهل المسرح، لإيمانهم بأنه ضرورة اجتماعية ومفردة أصيلة في قوائم التطور والتمدن، بطروحاته التي تبحر عميقاً في قضايا الطفولة، بالقصة والفكرة، بالحكمة والعبرة، بالأضواء وبالأشكال وبالغناء وبالموسيقى، وبالشخصيات التي اختارتها الفرق المسرحية، لتصوغ الدهشة وتنعش الوعي وتغذي الذائقة، عبر جديد حكاياتها التي تعرضها أمام الجمهور، حسب كلمة الجمعية في الدليل الخاص بالمهرجان.
. المسرحية تميزت بالأداء التمثيلي المتقن والمنضبط، وبالعفوية التي كانت واحدة من إضاءات العمل.