تدعو الجمهور إلى التريث والاهتمام بالتفاصيل في «فراغات مصمتة»
أسماء بالحمر.. فنانة إماراتية تجسّد «عمارة الوطن» من نافذة سيارة
مستلهمة ذكريات طفولتها وهي تجلس في سيارة أسرتها، تراقب المباني التي تتجاور على جانبي الشوارع، التي تمر بها المركبة، وما شهدته تلك المباني من تغيرات سريعة، اتجهت الفنانة الإماراتية أسماء بالحمر للاهتمام بالتاريخ المعماري للدولة، والعلاقة المتبادلة بين التراث المعماري من جهة، والمتغيرات الاجتماعية والمظاهر الحضرية والهوية الوطنية من جهة أخرى.
وقالت أسماء بالحمر، وهي فنانة متعددة التخصصات ومدرس مساعد في جامعة زايد، لـ«الإمارات اليوم»، إن أعمالها تهتم بالسرعة، ودعوة الناس إلى التريث والتفاعل مع الطبيعة، والمحيط الذي يعيشون فيه بكل تفاصيله، لافتة إلى العلاقة الوثيقة بين العمارة والفن بشكل عام ومفهوم الاستدامة، معربة عن سعيها إلى تقديم أعمال يتم تنفيذها بطرق مستدامة بشكل كامل.
وأضافت بالحمر، خلال الجولة الإعلامية التي نظمت في معرضها «فراغات مصمتة» بمجمع 421 للفنون بأبوظبي أول من أمس: «نعيش في وقت يتسم بالسرعة في كل شيء حتى إننا قد نرى شيئاً ونود العودة إليه مرة أخرى، لكن نجده اختفى أو تغيرت ملامحه بعد فترة وجيزة، وهذا الأمر لفت نظري بشدة منذ طفولتي؛ إذ كنت أذهب مع أسرتي في عطلة نهاية الأسبوع لزيارة الأهل في رأس الخيمة أو في أبوظبي، وطوال الطريق أتابع من نافذة السيارة المباني والشوارع التي نمر بها، وأتعجب من التغييرات الكثيرة التي تشهدها، وكانت هذه هي نقطة البداية التي عدت إليها بعد الانتهاء من دراستي، لتكون محور أعمالي الفنية، فهي تمثل ذاكرة جمعية للمكان والإنسان معاً، وفي أعمالي الفنية، أدعو الناس إلى الانتباه للتفاصيل، والتريث، والتفاعل مع البنيان والمحيط الذي يعيشون فيه، بعد أن لاحظت أن كثيراً منهم يمرون بالأماكن والاشياء من دون أن يلاحظوا تفاصيلها».
وأوضحت أن التغير العمراني مر بمراحل مختلفة، حملت كل مرحلة منها طابعاً خاصاً مثل الطابع الإسلامي ثم الاتجاه إلى البساطة في التصميم مع الاعتماد على الأسمنت في البناء، ثم الاتجاه الحديث في التصميم، كما اختلف التصميم المعماري من إمارة لأخرى وفقاً للطابع العام لها.
وأشارت أسماء بالحمر إلى أن توجهها نحو الإحساس بالمكان والتفاعل بين البيئة العمرانية والأشخاص تبلور خلال مشاركتها في «بينالي الشارقة» هذا العام، وتمثلت مشاركتها في استكمال أجزاء مهدمة من بيت قديم، يعود إلى فترة الستينات، لكن بطابع فني يحمل رؤيتها. وأكملت في نفس المنظور، ولكن بطريقة بحثية أكثر عمقاً، تتجاوز الجانب الشاعري للفكرة ضمن برنامج التطوير الفني، الذي ينظمه مجمع 421 للفنون في أبوظبي، بالشراكة مع معهد الفن الناشئ، وأجرت مقابلات مع معماريين يمتلكون خبرة في التراث المعماري في الإمارات، وحصلت منهم على معلومات وكتب ونقوش أسهمت في إثراء فكرتها، ونتج عن هذا التعاون، معرض «فراغات مصمتة»، الذي يضم أعمالاً مستوحاة من التاريخ المعماري للإمارات وتأملاتها حول الثقافة والهوية الوطنية، وما يطرأ عليهما من تغيير، عبر عمل يتكون من منحوتات جدارية بارزة لتكوينات مزينة بزخارف إسلامية، تعبر عن النسيج الحضري الإماراتي الذي تحتضنه معالمها، وتبدو هذه الزخارف من منظور يشبه ما يراه الشخص من نافذة السيارة، بما يشير إلى سرعة الحركة والتطور الطبوغرافي للدولة.
وسائط متنوعة
يضم مجمع 421إضافة إلى معرض أسماء بالحمر، «تسع عُقد للّاوجود»؛ وهو معرض جماعي، يضم أعمال تسعة فنانين ومخرجين وباحثين ناشئين: أبيتشاتبونج ويراسيثاكول، وأمبا سايال-بينيت، وأنميك لاب، وأيمن زيداني، وفيصل بغريش، وكليمنسيا إيتشفيري، ومالك إرتيزا، ومريم الزياني، وزارا محمود.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news