عبدالله بن زايد: «البردة» تجسد ثراء الفنون الإسلامية
أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، أن «جائزة البردة تجسد تنوع وثراء الفنون الإسلامية وجمالياتها، كما رسخت مكانتها منصة عالمية مرموقة للإبداع الذي يُعرّف بحضارتنا العربية والإسلامية»، مشيراً إلى أن وجود السنغال ضيف شرف لدورة هذا العام، أضاف بُعداً ثقافياً فريداً يعكس مدى الترابط الذي يجمع الدول حول جماليات وأصالة الفنون الإسلامية.
وأضاف سموه، على هامش احتفاء جائزة البردة، مساء أول من أمس، بـ24 فائزاً بالنسخة الـ17، أن «الجائزة تجسد حرص دولة الإمارات على ترسيخ مكانة الفنون الإسلامية عالمياً، متوجهاً بالشكر إلى أعضاء لجنة التحكيم على جهودهم لاختيار الأعمال الفنية الفائزة التي عكست جوهر الفنون والحضارة الإسلامية، كما تقدم بالتهنئة لجميع الفائزين بجائزة البردة التي باتت منصة ملهمة للمبدعين حول العالم».
وبحضور سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، كرّم الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة، الفائزين بالجائزة التي تحتفي بالفن الإسلامي، وتسلط الضوء على المواهب الاستثنائية التي أثرت تراث الجائزة بإبداعها وتفانيها في الفنون التقليدية، خلال حفل استضافه متحف اللوفر في أبوظبي.
فائزون
وكرّم الشيخ سالم القاسمي الفائزين بالجائزة ضمن فئات «الشعر والخط والزخرفة»، إذ تم تقليد الشاعر أحمد حافظ الجائزة الأولى عن فئة «الشعر الفصيح»، فيما حصلت على المركز الثاني الشاعرة مريم قوش، وحلّ ثالثاً الشاعر أحمد الجهمي، وذهب المركز الرابع إلى الشاعر محمد أب، أما الشاعر قيس قوقزة فحل خامساً.
وعن فئة الشعر النبطي نال الشاعر عوض العود، المركز الأول، تلته الشاعرة بدرية البدري ثانياً، والشاعر عبدالعزيز المحمد ثالثاً، وحل رابعاً الشاعر محمد الزعبي، وكان المركز الخامس من نصيب الشاعر صالح النبع.
وفي فئة «الخط العربي التقليدي» حصل الخطاط، عارف أوزديم، على المركز الثاني، وخلفه الدكتور بلال مختار صلاح عطية ثالثاً، ومريم نوروزي رابعاً، وأحمد علي نمازي خامساً.
وفي فئة «الخط العربي الحديث» تصدّر المركز الأول الخطاط زيد أحمد أمين الأعظمي، تلاه ثانياً الخطاط محمود الشيخ، وثالثاً محمد رضا علي بشيري، أما المركز الرابع فكان من نصيب محمد رضا شفيعي، وذهب المركز الخامس لإبراهيم إيبكلي.
وعن فئة الزخرفة توّجت الفنانة الإيرانية، افسانه مهدوي، بالمركز الأول، في حين ذهبت جائزة المركز الثاني لزهرة أسدي، وحل ثالثاً علي رضا أباصلت، وجاءت في المركز الرابع ليلى نائيني، وفي المركز الخامس سلجان بلجين بالكجي.
مبادرة جديدة
وأعلن الشيخ سالم بن خالد القاسمي خلال الحفل، إطلاق «منحة البردة»، المبادرة الرائدة والأولى من نوعها الهادفة إلى إثراء مجالات الفنون الإسلامية والارتقاء بممارساتها على نطاق عالمي، بما يسهم في تعزيز استدامة الفنون الإسلامية، واستشراف مستقبلها، بالتعاون مع أبرز المنظمات الدولية والمؤسسات الثقافية الشهيرة، مثل مؤسسة الآغا خان، والوكالة التنموية الدولية الخاصة غير الربحية الهادفة إلى التصدي للتحديات التي تواجهها المجتمعات الأكثر فقراً وتهميشاً في العالم.
وستقدم المبادرة 20 منحة مصممة لتعزيز المواهب والابتكار في مجال الفنون الإسلامية، كما ستلتزم ببناء القدرات وتعزيز البحث في ميادين الفنون الثقافية والإسلامية، وتطوير قواعد بيانات شاملة لإثراء هذا القطاع، كما تهدف المنحة إلى تمكين الجيل المقبل من الفنانين والمفكرين من تقديم مشروعات تسهم في التعريف بأهمية وعراقة هذا النوع من الفنون، إذ تنسجم المبادرة مع رؤية الوزارة المتمثلة في إبراز الفنون الإسلامية محفّزاً رئيساً للحوار الثقافي، وعنصراً حضارياً أساسياً في التراث الإنساني.
وقال الشيخ سالم القاسمي: «تستمر جائزة البردة عبر دوراتها المتلاحقة، في تقديم نفسها باعتبارها منصة إماراتية عالمية للاحتفاء بأرقى الفنون الإسلامية، واستقطاب وتقدير أبرز المواهب العالمية. وقد اخترنا أن نُطلق خلال دورة هذا العام منحة البردة التي تمثّل شهادة لتفاني دولة الإمارات في تنمية النسيج الغني للفنون الإسلامية، وضمان مكانتها البارزة على الساحة العالمية». وأضاف: «تسعى الجائزة إلى تمكين الفنانين الناشئين ودعم سبل البحث والتطوير في مجال الفنون الإسلامية العريقة، إذ تعد منحة البردة امتداداً مهماً لإرث الجائزة، ما يعزز دورها منصة ثقافية مهمة تسهم في تعريف العالم وحضاراته بجماليات وعراقة الفنون الإسلامية».
استكمال للإنجازات
واستكمالاً للإنجازات الفنية التي تم الاحتفاء بها خلال الحفل، شهدت الأمسية عروضاً ثقافية وفنية متنوعة، واستُهِلّت بعرض لفرقة المالد الإماراتية التي قدمت أداء لفن المالد الإماراتي، تلتها أنشودة «بونان (باي فال)» الإيقاعية السنغالية التي قدمها الفنان لساديبو سامب، وعزفت فاتح كوجا وفرقة الكورال التركية على أنشودتي «اسم النبي» و«بسم الله»، في حين قدّمت فرقة «سماع للإنشاد الديني» من مصر وسورية، مقطوعة موسيقية متنوعة شملت «المسك فاح».
وكان ختام الأمسية عبارة عن مزيج من الألحان الأندلسية والمعاصرة من تأليف أوركسترا أمستردام الأندلسية، مع أحمد المي، وصلاح مصباح، ونبيلة معن، تسليطاً للضوء على الثراء الثقافي والإبداعي للفنون الإسلامية الذي تحتفي به جائزة البردة.
وحضر الحفل المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، زكي أنور نسيبة، ووزير التربية والتعليم، الدكتور أحمد بن عبدالله بالهول الفلاسي، ووزيرة دولة، نورة بنت محمد الكعبي، ووزير دولة، أحمد علي الصايغ، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، محمد أحمد المر، ووزير الثقافة السنغالي، عليو سو، ووزيرة الثقافة النيجيرية، هيناتو هانيا، وعدد من السفراء والمديرين ورؤساء الدوائر المحلية.
وزير الخارجية: جائزة البردة تجسد حرص دولة الإمارات على ترسيخ مكانة الفنون الإسلامية عالمياً.