«منار أبوظبي» يحتفي بالحياة عبر الضوء والصوت والألوان

عبر تفاعلات الضوء مع عناصر البيئة والألوان والأصوات، يحتفي الفنانون المشاركون في السلسلة الثانية من معرض «منار أبوظبي»، والتي كشفت عنها دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، أخيراً، في أعمالهم الفنية التي توزعت بين جزر العاصمة أبوظبي وشملت الحياة والطبيعة والتفاعل المتواصل بين الإنسان والكائنات الحية من جهة، والبيئة المحيطة بها من جهة أخرى، حيث إن الأعمال التي يضمها المعرض تعد جزءاً من أكثر من 35 عملاً من الأعمال التكليفية الفنية المخصصة للمواقع، بتوقيع أكثر من 20 فناناً محلياً وإقليمياً وعالمياً.

يشارك الفنان الإماراتي محمد كاظم بعمله الفني «الاتجاهات - الإمارات العربية المتحدة»، الذي يعرض في جزيرة السمالية، وهو عمل جديد ضمن السلسلة التي تحمل نفس الاسم، وبدأها في عام 1999، وفق ما ذكر خلال الجولة التي تم تنظيمها في الجزيرة.

وأوضح كاظم لـ«الإمارات اليوم» أن العمل يجسّد الإحداثيات الجغرافية لإمارات الدولة السبع، وهو أول عمل ينفذه بهذا الحجم الكبير، وهو عبارة عن أسطوانة تتكون من قطعة واحدة يصل وزنها إلى 12 طناً، ويصل قطرها إلى ثلاثة أمتار، وارتفاعها يبلغ 20 متراً، ويقوم العمل على قاعدة أسمنتية، وهو يجسّد العلاقات الراسخة والمتجذرة في الأرض، وتتصاعد بشكل رأسي بين الإمارات السبع على مدى 52 عاماً على الصعد كافة، والتعاون والتلاحم في ما بينها، كما يشير إلى مراحل تطور الدولة والإمكانات التي لا نهاية لها فيها. 

ضربة فرشاة واحدة

وعن سلسلة «اتجاهات»، أشار إلى أن هذه النوعية من الأعمال تقوم على التفاعل مع المكان والحدث والثيمة الرئيسة المطروحة، حيث يعتمد دائماً على أن يطرح من خلال أرقام وإحداثيات العمل، أبعاداً مختلفة بعضها شخصي وبعض الآخر عام، بحيث يتفاعل المتلقي مع العمل. وذكر أن العمل الجديد هو أول عمل فني من السلسلة يحمل عنوانه دولة الإمارات.

وضمت جزيرة السمالية أيضاً أعمالاً للمجموعة الفنية الدولية «تيم لاب»، والتي حولت جزيرة القرم إلى غابة يمر خلالها الزائر بأعمال فنية عدة والتي تقوم على التفاعل بين الضوء والبيئة والألوان والأصوات، بداية من عمل بعنوان «الكتابة الفضائية في الغابة - ضربة فرشاة واحدة»، والذي يتيح للجمهور مشاهدة كتابات ضوئية تظهر في فضاء الغابة وبين الأشجار، بألوان لافتة للنظر. يليه عمل «كوكب الجسيمات النارية»، وهو يعتمد على تطبيق للهاتف الذكي، يسمح لمن يحمله بإشعال لهب افتراضي على الهاتف، ويمكن له نقل الشعلة الافتراضية إلى هواتف الآخرين.

الاحتفال بالحياة والناس

المزج بين الصوت والضوء كذلك، هو محور العمل الفني «صدى الحياة والأشجار» والذي يتكون من مجسمات مضيئة، تصدر نغمات فريدة عندما يلمسها الزوار، وتترافق النغمات مع الأضواء التي تنبعث من بين الأشجار المحيطة بالمكان، ليعكس تألق الضوء وارتفاع النغمات، وجود الأشخاص في المكان، بما يشبه احتفالاً بالحياة والناس، ويعبر عن التفاعل بين البيئة والإنسان. بعد ذلك يقود مسار الأعمال الفنية الزوار إلى الطريق المؤدية إلى جزيرة القرم عبر جسر خشبي يمتد لمسافة طويلة، وترتفع خلال السير أصوات الموسيقى وفقاً لسرعة السير. ومع نهاية الطريق، يقابل الجمهور العمل الفني «بين العوالم الدقيقة - الألوان الصلبة للضوء» والذي يتكون من أشكال بيضاوية، تصدر ألواناً مختلفة، وأصواتاً ذات إيقاعات عدة كلما دفعها الناس، ويختتم «تيم لاب» سلسلة أعماله الفنية بعمل «الأعمدة المتراقصة مع الرياح»، والذي يتكون من هياكل شفافة تتحرك في الهواء.

روابطنا مع الأرض

وتضم جزيرة السمالية أيضاً العمل الفني «تريبوليس» الذي يقدمه الفنان أيمن زيداني، والذي يهدف إلى استكشاف اندماج الطبيعة والتكنولوجيا، ويبحث في العلاقة بين الإنسان والطبيعة، وطمس الحدود بين أشكال الحياة المختلفة، ويشجع على فهم أعمق لروابطنا مع الأرض.

ولا تقتصر سلسلة الأعمال الفنية الجديدة على السمالية؛ بل إنها تشمل جزيرتي جبيل والسعديات، فيضم منتزه قرم الجبيل في جزيرة الجبيل، العمل الفني «واحد مع التربة، واحد مع السحابة» للفنانة رين وو، والذي تستخدم فيه مجموعة من الأضواء، لتصوير دورة حياة أشجار القرم، وتقديم مشهد جوي متميز، يمنح الزائر حالة من الهدوء والتأمل الذي تعده الفنانة بداية الطريق نحو الفلسفة والحكمة.

النهوض في السعديات

أما الفنانة آلاء إدريس فتشارك بعملها الفني «النهوض»، المقام في المنطقة الثقافية الجديدة في جزيرة السعديات، وهو عمل رقمي وظفت فيه الفنانة منطقة الإنشاءات لمتحف جوجنهايم أبوظبي الجديد، ليكون خلفية للعمل، وجزءاً مكملاً له.

الجسد والعقل والروح

الأعمال التي يضمها معرض «منار أبوظبي» هي جزء من أكثر من 35 عملاً من الأعمال التكليفية الفنية المخصصة للمواقع، من توقيع أكثر من 20 فناناً محلياً وإقليمياً وعالمياً. ويعد معرض «منار أبوظبي» محوراً رئيساً ضمن مبادرة «أبوظبي للفن العام»، التي دشنتها دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، تحت شعار «سكون الضوء»، حيث يستكشف مفهوم التأسيس والتنوير الذاتي، ودور الضوء، كونه يعد انعكاساً لذواتنا الداخلية والجسد والعقل والروح، ويتواصل المعرض حتى 30 يناير 2024.

. المعرض جزء من 35 عملاً من الأعمال التكليفية المخصصة للمواقع بتوقيع أكثر من 20 فناناً محلياً وإقليمياً وعالمياً.

الأكثر مشاركة