6 فتيات إماراتيات مثقفات وطموحات أسسن فريقاً لصيد السمك
«الناموس»: نحمل رسائل مجتمعية هادفة أكبر من الفوز بالبطولات
ستة أعوام من التجارب المتنوعة والمشاركات الناجحة في فعاليات ومنافسات محلية خاصة بالصيد البحري، هي الحصيلة الأولية لإنجازات فريق «الناموس» النسائي الإماراتي لصيد السمك، الذي يضم ستاً من فتيات الإمارات المثقفات والطموحات إلى تقديم نموذج مشرف للمرأة الإماراتية القادرة على امتلاك ناصية الحاضر، والمراهنة على نجاحات المستقبل.
وجاءت الفكرة انطلاقاً من تجارب الماضي وموروثاته الشعبية النفيسة التي برع فريق «الناموس» في النظر إليها بتمعن من نافذة صيد الأسماك، وتحديداً تراث البحر العريق، الذي كان لأزمان بعيدة جزءاً رئيساً من حياة الناس وقصص الأجداد على أرض الإمارات.
وهنا تروي الإماراتية لمياء الصيقل، قائدة «الناموس» ومؤسِسته، ورفيقاتها بالفريق فاطمة يوسف الحمادي ومريم العامري وأسماء الريسي وعائشة الكعبي وشيرينه البلوشي، أبرز تفاصيل وأسرار رحلتهن الطويلة مع البحر، متوقفات عند محطاتها، وتحدياتها، وأحلامها الأكبر التي شكلت نقطة انطلاق جديدة نحو المستقبل، ودافعاً إضافياً لهن للاستمرار في إنجاح هذه التجربة لتشمل فئات أوسع من الفتيات والنساء، وصولاً إلى منصات الشباب الإماراتي على وجه العموم.
رسائل مجتمعية
وحول فكرة تأسيس الفريق، توقفت لمياء الصيقل عند مرحلة انطلاق هواية صيد السمك، التي تقاسمت شغفها على شواطئ العاصمة أبوظبي مع عدد من الصديقات، قبل أن يقررن استئجار مركب متخصص وتوسيع آفاق هذه الهواية، قائلة «أتيحت لنا في عام 2017 فرصة للمشاركة في بطولة الجهات الحكومية، وتحقيق المركز الثالث، ما فتح لنا الباب لتوسيع نطاق هوايتنا، ومن ثم توطيد علاقتنا على المستوى المجتمعي، حيث أتيحت لنا بعد عامين فرصة المشاركة في بطولة صيد الكنعد التي يقيمها نادي أبوظبي للرياضات البحرية، ثم نيل المركز الأول في بطولة الإمارات الافتراضية في عام 2019، كما حصلنا على جائزة ثاني أثقل سمكة في البطولة نفسها، وكان وزنها 29 كيلوغراماً. إضافة إلى ذلك، حصلنا على المركز الثالث في بطولة الظفرة الكبرى في عام 2021، والمركز الثاني في البطولة نفسها في عام 2023، وصولاً إلى المركز الأول أخيراً في الفئة النسائية في بطولة الفجيرة الدولية لصيد الأسماك، والمركز السابع في المجموع العام للبطولة، التي كنا فيها أول فتيات إماراتيات يشاركن في مسابقة دولية من هذا النوع».
وفي السياق نفسه، أشارت عضوات «الناموس» إلى حرصهن المستمر على بث رسائل مجتمعية هادفة، تتجاوز حدود الفوز في البطولات والفعاليات المحلية والدولية، ومضمونها التعريف بالمكانة والقيمة الأثيرة التي تتمتع بها المرأة الإماراتية في المجتمع، وجدارتها في عكس نموذج مشرف للمرأة العربية عموماً، إذ أكدت مريم العامري «أفتخر دائماً بالتاريخ الحافل لجدي (النوخذة)، الذي كان حريصاً على نقل خبراته في المجال لأحفاده بطرق بسيطة وسلسة، تركت عميق الأثر في عقولنا وقلوبنا لتغذي لاحقاً هذا الشغف الجميل لدي. واليوم، يذكرني شغف الصيد ضمن فريق (الناموس) بما أحمله من حنين وتوق إلى هذا الماضي الجميل الذي يعد جزءاً من ذاكرتي»، مضيفة «لا تختلف قصة تعلقي بالصيد عن لمياء التي كان والدها حريصاً بدوره على اصطحابها إلى البحر، ولعل هذا ما دفع مجمل عضوات الفريق للاجتماع حول هذه الهواية الجميلة، رغم مشاغلنا المتعددة، وارتباط معظمنا بمسؤوليات العمل الحكومي، حيث أتولى حالياً مهمة مشغّل مفاعل أول في شركة (نواة) للطاقة النووية، فيما تعمل فاطمة الحمادي موظفة في إدارة علاقات الموظفين في شركة (أدنوك)، وتتولى أسماء الريسي مهام أخصائي أول خدمات عامة، إلى جانب توليها مهام المبعوث الخاص للتغير المناخي في مؤتمر (كوب 28)، وصولاً إلى لمياء وعائشة وشيرينه اللاتي يعملن في جهات حكومية في أبوظبي».
حاضنة ودعم
وحول أكبر التحديات، أجمعت عضوات «الناموس» على حاجة الفريق الماسة إلى دعم حكومي يليق بالمستوى والمكانة التي بات يعكسها في مختلف المحافل المحلية والدولية حالياً، إذ لفتت أسماء الريسي «نسعى من خلال مشاركاتنا الدائمة في المعارض والفعاليات على مستوى الدولة لإيجاد آلية دعم، ففي بداية انطلاقتنا، وبعد أن توافرت لنا رعاية جزئية للفريق، عمدت لمياء إلى شراء المركب المخصص للصيد، فيما تتولى بقية فتيات الفريق اليوم تأمين المصروفات التشغيلية الأخرى من ميزانياتهن الشخصية، وتخصيص قسم من عائدات الجوائز لتغطية نفقات الفريق واحتياجاته».
عضوات جديدات
في معرض حديث الفريق عن طموحات المستقبل، أجمعت منتسباته على طموحهن في المشاركة بأكثر من قارب واحد في المسابقات المحلية والدولية، وسعيهن الجاد لإفساح المجال لعضوات جديدات يشكلن إضافة مثرية لتجربتهن، حيث أوضحت مؤسسة «الناموس»، لمياء الصيقل، متحدثة عن الشروط الأساسية لعضوية الفريق قائلة «الباب مفتوح لجميع الفتيات دون تحديد لعمر معين، لكن الشيء الأهم هو القدرة على التناغم والتجانس مع الفريق، وتجسيد روح التعاون والإيجابية والشغف بهذه الهواية التي يراها البعض صعبة وشاقة، ونراها نحن كأول فريق نسائي إماراتي، ممتعة، وتخدم طموحاتنا وآمالنا».
مواقف وذكريات
لم تخل تجربة فتيات «الناموس» من اللحظات الجميلة التي تحملها كل رحلة، ولا من المواقف الطريفة التي حجزت حيزاً مهماً من ذاكرة الفريق النسائي الأول في الإمارات، حيث توقفت عائشة الكعبي وفاطمة يوسف الحمادي عند مفاجأة غير متوقعة، تمثلت في توقف المحرك في عرض البحر على بعد 100 ميل من أبوظبي، ما اضطرهن إلى طلب المساعدة والدعم، واصفتين هذه اللحظات بالقول «صادف توقف محركنا خلو المكان، وعودة معظم المراكب القريبة منا إلى الميناء، بعد تحذيرات من عاصفة محتملة، لكننا كنا محظوظات بتبدد مخاوفنا مع وصول أول دعم في الوقت المناسب».
في معرض حديث الفريق عن طموحات المستقبل، أجمعت منتسباته على طموحهن في المشاركة بأكثر من قارب واحد في المسابقات المحلية والدولية، وسعيهن الجاد لإفساح المجال لعضوات جديدات يشكلن إضافة مثرية لتجربتهن، حيث أوضحت مؤسسة «الناموس»، لمياء الصيقل، متحدثة عن الشروط الأساسية لعضوية الفريق قائلة «الباب مفتوح لجميع الفتيات دون تحديد لعمر معين، لكن الشيء الأهم هو القدرة على التناغم والتجانس مع الفريق، وتجسيد روح التعاون والإيجابية والشغف بهذه الهواية التي يراها البعض صعبة وشاقة، ونراها نحن كأول فريق نسائي إماراتي، ممتعة، وتخدم طموحاتنا وآمالنا».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news