تجمع بين الطب والروائح في «قارورة واحدة»
الدكتورة صفاء.. إماراتية تحوّل مشاعرها إلى عطور صديقة للبيئة
بعزيمة وشغف، تحدّت الدكتورة صفاء النقبي ظروفها الصحية التي وقفت بينها وبين تحقيق حلمها في أن تصبح طبيبة جراحة، إذ استطاعت تغيير مسار حياتها أكثر من مرة، حتى نجحت في تطوير هوايتها بعالم الروائح الجميلة، لتجمع بين الطب والعطور في «قارورة واحدة»، مقدمة روائح صديقة للبيئة، مستلهمة عطورها من مشاعرها وانطباعاتها حول الأشخاص الذين تقابلهم في حياتها اليومية.
وقالت الدكتورة صفاء لـ«الإمارات اليوم»، إنها كانت تحلم منذ طفولتها بأن تصبح «جرّاحة»، ولكن شاء الله أن تصاب بظرف صحي صعب، فطلب منها طبيبها عدم دراسة الطب البشري، واختيار مجال آخر، كما نصحها عميد الكلية كأب بأن تتجه لدراسة طب الأسنان، الذي تعتبر أنه اختارها ولم تختره، مشيرة إلى أنها مارست عملها كطبيبة أسنان لفترة ثلاث سنوات تقريباً، ثم تعرضت لإصابة عمل، فتحولت إلى وظيفة إدارية كمفتش طبي، وفي الوقت نفسه اتجهت لدراسة التدريب والتطوير لمدة ستة أشهر، وتخصصت فيه منذ عام 2012 حتى اليوم.
نقلة أخرى
نقلة أخرى قامت بها الدكتورة صفاء في مسيرتها المهنية، عندما اتجهت لتطوير هوايتها وشغفها باقتناء العطور عبر الدراسة المتخصصة، والحصول على شهادة معتمدة كمصنعة للعطور، مضيفة: «عندما قررت أن أنتقل إلى مستوى احترافي في مجال الاهتمام بالعطور، اتجهت لاكتساب العلم من أهله، ومعروف أن الفرنسيين والإيطاليين هم الأشهر في هذا المجال، فدرست هناك، وحصلت على شهادة متخصصة كمصنعة للعطور، وبدأت في صناعة خلطات خاصة بي وتسويقها للمصنعين».
وحول ما تتميز به عن غيرها في هذا المجال، أشارت الدكتورة صفاء إلى أنها دمجت الطب مع صناعة العطور، لتقديم روائح طبية يمكن أن يستخدمها الأشخاص الذين يعانون مشكلات صحية، مثل الأكزيما والربو ونقص المناعة، إذ يمكنهم اللجوء إليها بأمان تام، وهي عطور صديقة للبيئة، إذ تعتمد في تصنيعها على أنقى أنواع الزيوت، ولا تستخدم الكحول في التركيب، وهناك عطور للأطفال، وأخرى لكبار السن.
ولفتت إلى أن اختيار الزيوت النقية قد يكون أكثر في الكلفة المادية، ولكن الأهم لديها أن تكون عطورها آمنة، ولا تتسبب في أي مشكلات صحية للمستخدم: «فالحصول على ثقة المستهلك وولائه مهمة صعبة للغاية، والتميز يجب ألا يقتصر على الشكل الخارجي والتغليف فقط».
توجيه الدفة
وذكرت الدكتورة صفاء أنها في بداية عملها في عام 2021، كانت تتعامل مع مصانع عطور في الخارج للحصول على الزيوت المستخدمة، ثم فكرت في أن تحول المبالغ التي تدفعها للخارج إلى داخل الدولة، موضحة «قررت توجيه الدفة إلى هنا، إذ أجهز التحضيرات اللازمة لإنشاء مصنع في الإمارات، خصوصاً أننا نعيش في دولة داعمة للمشروعات، وبالفعل استطعنا أن نحصل على موافقة مصرف التنمية لدعم المشروع ليكون المصنع بإدارة إماراتية وتمويل إماراتي حكومي».
ونوهت بأنها تعتمد حالياً بشكل كبير على التسويق الإلكتروني، إلى جانب منافذ بيع في دبي، وتخطط للتوسع في أبوظبي.
أشخاص في زجاجة
وكشفت الدكتورة صفاء عن أنها تستوحي عطورها من مشاعرها الخاصة، وانطباعاتها عن الأشخاص المحيطين بها، والذين تقابلهم في حياتها اليومية، فأول سبعة عطور قامت بتصنيعها استوحتها من الفضائل التي كانت تقوم عليها المدينة الفاضلة لدى أفلاطون، وهي الجانب الإيجابي للخطايا السبع المعروفة، وكذلك تستوحي عطورها من الحالة الشعورية التي تمر بها.
واستطردت «أحياناً أجلس مع شخص فيتكون لدي انطباع معين، يظل مخزناً في تفكيري حتى أحوله إلى معادلة ثم عطر، فالشخصية التي تلهمني أو التي أحبها أجسدها في زجاجة عطر، حتى المشاعر السلبية، مثل الغضب أو الحزن أحولها إلى عطر، مثل عطر طرحته أخيراً وقمت بتصنيعه في (هوجة غضب)، واخترت له رائحة البحر، لأن البحر هادئ معظم الوقت، ولكن عندما يثور يتحول إلى خطر كبير، كما يخفي دوامات ومداً وجزراً، وهكذا العطر يبدو في البداية هادئاً، ومع الوقت يصبح أقوى وأوضح».
• صفاء مارست عملها طبيبة أسنان لثلاث سنوات تقريباً ثم تعرضت لإصابة عمل فتحولت إلى وظيفة إدارية.
صفاء النقبي:
• أحياناً أجلس مع شخص فيتكون لدي انطباع معين يظل مخزناً في تفكيري حتى أحوله إلى معادلة ثم عطر.
• عندما قررت أن أنتقل إلى مستوى احترافي في مجال الاهتمام بالعطور، اتجهت لاكتساب العلم من أهله.
عوامل اختيار
حول طريقة اختيار العطر المناسب، قالت الدكتورة صفاء النقبي إن «اختيار العطر المناسب يتوقف على عوامل عدة، منها حرارة الجسم، وفصيلة الدم، ونوع الجلد، دهنياً كان أم جافاً، فكلها عوامل تتدخل في تفاعل العطر مع الجسم».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news