نجوم الغانم ونواف الجناحي يستعرضان واقع وآفاق السينما الإماراتية
«1.2.3 أكشن».. الفن السابع في ضيافة «الإمارات للآداب»
بين واقع السينما الإماراتية الحالي وجهود صناعها بالنهوض من جديد، وما قدمته في السنوات الماضية من حراك حقيقي وفاعل لم يكتب له الاستمرار بالزخم
ذاته، وعبر فعالية حملت اسم «1.2.3 أكشن» أقيمت في قاعة البراحة 1، احتفى مهرجان طيران الإمارات للآداب ضمن برنامج «بعد النهار في ليل»، بالسينما المحلية وصناعها، ليتشارك محطاتها الأبرز مع كل من المخرجة الإماراتية نجوم الغانم، والمخرج الإماراتي نواف الجناحي، والمحاورة الفنانة هند مزينة، منتقلاً من ثم إلى عرض لمجموعة من الأفلام العربية القصيرة الحصرية لمشروع «بلاك بوكس سينما».
الروّاد الأوائل
وتوقفت المخرجة الإماراتية نجوم الغانم، عند حقبة متميزة في تاريخ السينما المحلية التي قادها روّاد أوائل بجرأة، مكرسين حراكاً سينمائياً واضحاً على الساحة في فترة مبكرة من تسعينات القرن الماضي، مشيرة إلى مبادرة مسرح النادي الأهلي بدبي وتأسيس فرقة المسرح التجريبي، إلى جانب مجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية المهمة مثل العروض السينمائية التي شكلت حالة سينمائية بارزة وحراكاً ثقافياً فاعلاً شارك في صناعة زخمه آنذاك، مجموعة من الأصدقاء والمبدعين من منطقة الخليج العربي، مضيفة «كان لدينا مجموعة من الأصدقاء المشتركين من البحرين وسلطنة عمان، تقاسمنا معهم شغف متابعة الأعمال السينمائية، فيما كانت تصلنا مجموعة من الأفلام المرشحة من قبل مجموعة من كتاب الخليج العربي، كالكاتب أمين صالح الذي أود الإضاءة على مساهمته القيمة في رفد الأدب السينمائي بالكثير من المقالات وترجمات الكتب الثرية لبعض أبرز قامات السينما العالمية. إلى جانب هذه المبادرات، وجب الوقوف عند مبادرة محمد أحمد السويدي الرائدة في المجمع الثقافي عبر إطلاق مسابقة فيلم الفيديو، ومن بعدها مسابقة أفلام من الإمارات، التي أسسها المخرج مسعود أمرالله الذي انضم إلى هذا المجمع ليعرفنا إلى تجربته السينمائية (الرمرام) التي فازت بالمركز الأول في مسابقة أفلام الفيديو تحت رعاية المجمع الثقافي بأبوظبي في عام 1994».
وحول أسباب تراجع الحراك السينمائي في الإمارات، شددت الغانم على أهمية التخصص الأكاديمي في جامعات سينمائية عريقة تعنى بالتنمية الشاملة لصناع السينما، مؤكدة أن السينما عالم تقني متكامل بالدرجة الأولى، لا يعتمد على السيناريو فحسب، وإنما على الخبرة والمعرفة والدراسة الأكاديمية، وخبرة وإلمام بإدارات التصوير والديكور والملابس والمكياج بالجوانب الفنية والتقنية لتوظيفها بالشكل الأمثل لخدمة رسائل العمل السينمائي.
الثقافة السينمائية
ودعا المخرج نواف الجناحي إلى عدم خلط الأوراق الفنية، في ظل عدم وجود كوادر فنية متكاملة، مؤكداً أنه لا توجد صناعة سينمائية بالمفهوم الكامل للمصطلح، باعتبار أن صناعة السينما بمفهومها الشامل، تتطلب استحداث حراك سينمائي وسوق كاملة لتصريف الأعمال بداية من المنتجين إلى كتاب السيناريو والمخرجين وشركات الإنتاج، كما هو الأمر في بلد مثل مصر وغيرها من البلدان المتقدمة في المجال.
ودعا الجناحي بشدة، في ختام حديثه، إلى إدراج مادة السينما في المناهج الدراسية، من أجل تعزيز مفهوم الثقافة السينمائية لدى الأجيال، من خلال تخصيص حصة أسبوعية واحدة لمشاهدة فيلم سينمائي ومناقشة عناصره الفنية ومفرداته السينمائية، مضيفاً «منذ عام 2016 وأنا أدعو إلى هذا الأمر، ولكم أن تتخيلوا ما سيحدث بعد أعوام قليلة من تكريس هذه الثقافة، التي سنخلق من خلالها حتماً جيلاً كاملاً من محبي ومتذوقي الفن السابع».
ورداً على سؤال «الإمارات اليوم» حول سبل الارتقاء بالسينما الإماراتية في ظل اعتمادها على المبادرات الشخصية
فقط، ومآلاتها مستقبلاً، أكدت الغانم أن الإمارات كانت ملهمة للعديد من المشاريع السينمائية الناجحة، كما كانت عبر مهرجاناتها السينمائية سبباً رئيساً في انتعاش السينما العربية في تلك الفترة، بما قدمته صناديقها الداعمة من إسهامات كبيرة في إنتاج العديد من الأفلام العربية في بلدان مثل مصر ولبنان والعراق والمغرب العربي.
نواف الجناحي: علينا إدراج مادة السينما في المناهج الدراسية، لتعزيز مفهوم الثقافة السينمائية لدى الأجيال.
نجوم الغانم: الإمارات ملهمة للعديد من المشاريع السينمائية، وكانت عبر مهرجاناتها سبباً في انتعاش السينما العربية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news