نجوم «الوعد»: شخصيات المسلسل مركبة ومستفزة فنياً

في الفترة التي تقع بين عامي 1149 و1185 ميلادي، تدور أحداث مسلسل «الوعد» التاريخي الذي يتناول السيرة الهلالية، وتحديداً قصة بني هلال، ونفي فارس القبيلة أبوزيد الهلالي ووالدته خضرة الشريفة.

ويجمع المسلسل، الذي يتألف الجزء الأول منه من ثماني حلقات، مجموعة من نجوم الوطن العربي، منهم عبدالمحسن النمر، ونضال نجم، ومهيرة عبدالعزيز، الذين كشفوا لـ«الإمارات اليوم» عن كواليس هذه التجربة وما تحمله من خصوصية، سواء عن الشخصيات التي يؤدونها، أو الإنتاج الضخم للعمل الذي سيقدم في ثلاثة أجزاء.

الزناتي خليفة

وقال الممثل السعودي عبدالمحسن النمر: «يتميز المسلسل بأنه عمل عربي بامتياز، سواء على مستوى الحكاية أو الشخصيات، وأقدم فيه شخصية ملك تونس الزناتي خليفة، وهي شخصية مستفزة فنياً، وما يميز العمل هو تناوله السيرة الهلالية بأسلوب يعتمد على تبسيط الحكاية وتقديمها من زاوية جديدة»، مضيفاً أنه حين عرض عليه العمل، أتيح له اختيار الشخصية التي يريد تقديمها، ووقع اختياره على شخصية الزناتي، لأنه رأى فيه الحاكم المتوازن والمنتمي لأرضه.

وأشار إلى أنه على الرغم من أن المنطقة الإنسانية في تلك الشخصية التي يؤديها بالجزء الأول لن تكون معمقة كثيراً، ولكنها مسكونة بالانتماءات، وتحمل تركيبة مختلفة، لذا تشبث بها.

وأكد النمر أن وجود مراجع عن الشخصية التاريخية التي تقدم في الدراما يتيح للممثل العودة إليها، ولكن عندما تكون أقرب للأسطورة فيمكن للفنان الاعتماد أكثر على خياله وأدواته، لاسيما أن الشخصيات المرتبطة بالأساطير تسمح بذلك، وتمنح الممثل مفردات مختلفة.

خضرة الشريفة

من جانبها، وصفت مهيرة عبدالعزيز مسلسل الوعد بالملحمة التاريخية المستوحاة من السيرة الهلالية، ويعد من أضخم الأعمال التي تناولت السيرة، مشيرة إلى أن دورها في العمل هو الأول الذي تقدمه باللغة العربية الفصحى، وتلعب فيه شخصية الأميرة خضرة، والدة أبوزيد الهلالي، وهي شخصية مركبة، وتقدمها منذ الطفولة إلى أن يكبر ابنها. وأضافت مهيرة «يحمل المسلسل العديد من القصص التي تجمع بين مشاهد المعارك، وكذلك الخيانة والحب وغيرهما، ويمكنني القول إن ولادتي كممثلة كانت في صحراء المغرب، فهذا الدور هو من أصعب الأدوار التي قدمتها خلال مسيرتي».

وحول التحديات التي واجهتها في المسلسل، ذكرت أنها لم تواجه أي مشكلات مع اللغة، لأنها تتمتع بخلفية إعلامية، ولكنها عملت مع مدربة تمثيل لشهر ونصف الشهر قبل بدء التمثيل، لأن اللغة الفصحى ليست المتداولة في الحياة اليومية، وبالتالي فترجمة المشاعر بها تحمل قدراً من التحدي، لذا عملت على ترجمة النص إلى اللغة المحكية لتقديمه وفق المشاعر المطلوبة، كما أن النصوص التاريخية لا تحتمل وجود أي نوع من الارتجال أو الإضافة، فضلاً عن كون مدة التصوير كانت طويلة، وتم التصوير في مراكش في شهر يونيو، وكان الطقس حاراً، وملابس العمل والاكسسوارات ثقيلة، فيما في المساء الهواء بارد جداً، واستغرق التصوير ستة أشهر.

وعن تجربتها مع كمّ الممثلين المشاركين في العمل، نوهت بأنها المرة الأولى التي تجتمع فيها بكثيرين منهم، باستثناء عبدالمحسن النمر، مشددة على أنها كممثلة تهتم بالنص والقصة، ومن الجميل الإضاءة على التاريخ العربي، فهناك جمهور كبير لهذه النوعية من المسلسلات.

عن «رزق»

من جهته، قال الفنان السوري نضال نجم عن دوره في «الوعد»: «أقدم شخصية (رزق)، التي ستكون موجودة في الجزء الأول من المسلسل، وستغيب في الجزأين الثاني والثالث، وهي شخصية تقوم على حالة الصراع التي يعيشها صاحبها، بعد أن يكتشف أنه رُزق بطفل ببشرة داكنة، وهو فارس وبطل القبيلة، فيتم نفي الوالدة والطفل، ويتعرضان للكثير من المصاعب بعد النفي، ولكن الزوج بعدها يعتكف بالجبال، وتبدأ الأحداث بالتصاعد والمعارك، حتى يكون الصراع بينه وبين ابنه، وهذا الجزء قائم على تلك الأحداث حتى يعرف أنه ابنه».

ورأى نجم أنه لو شارك في حلقة واحدة فقط بمسلسل يصل إلى 90 حلقة، ويقدم خلالها ما هو مميز على الصعيدين الفكري والإبداعي فذلك يكون كافياً له، مشيراً إلى أن الممثل يكتفي بتقديم ما يناسب مستوى أحلامه، وآمال الناس فيه، والوجود المتميز أفضل من التكرار.

وأعرب عن أمنيته في أن يحقق الجزء الأول أحلامه من الشخصية التي يقدمها، وكذلك ما يرضي الجمهور العربي الذي يتابع المسلسل.

مهيرة عبدالعزيز:

• ولادتي كممثلة كانت في صحراء المغرب، فدور خضرة الشريفة من أصعب الأدوار التي قدمتها خلال مسيرتي.

طاقم العمل

يضم مسلسل الوعد مجموعة من نجوم الدراما العربية، من بينهم: عبدالمحسن النمر، نضال نجم، مهيرة عبدالعزيز، محمد مفتاح، نجلاء عبدالله، وزياد التواتي، محمد الهاشم، شيلاء سبت، إبراهيم الزدجالي، خالد نجم، أحمد سرور.

وصور الجزء الأول بالكامل في مدن مختلفة من المغرب، ومنها مراكش، وأغادير، واستوديوهات ورزازات، ومدينة ايت بن حدو التاريخية. وخصصت إمكانات إنتاجية ضخمة لتنفيذه، وحُشدت طاقات وفرق إنتاجية عالية المستوى من أنحاء العالم، إذ تمت الاستعانة بفريق تصوير من إيطاليا، بقيادة مدير التصوير اليساندرو كيودو، وفرق ملابس ومكياج أجنبية، ونفذت عمليات المونتاج النهائية في أبوظبي.