يقدم وجبات طعام مجانية لفاقدي السكن والمأوى
مطعم المحبة.. وثيقة أخوة فريدة في تونس
وثيقة أخوة إنسانية جديدة، أثارت إعجاب المجتمع المدني ووسائل الإعلام المحلية والعالمية، وقعها تونسيون مجدداً ليشدوا بها أسر المحتاجين والمستضعفين ويعكسوا إيمان المجتمع المحلي بقيم التكافل ومبادئ التراحم الإنساني الذي جسدته اليوم بامتياز، تجربة أول مطعم اجتماعي يقدم وجبات طعام مجانية لفاقدي السكن والمأوى في تونس، إلى جانب مساهمته في تقديم هذه الوجبات، بأسعار رمزية لا تتعدى أربعة دنانير ونصف الدينار أي ما يقارب دولاراً أميركياً واحداً.
منذ تأسيسها في عام 2014، تلتزم الناشطة التونسية هبة الشاهد ورواد جمعية «متحدون من أجل الإنسانية»، على تحقيق هذا الهدف الإنساني النبيل وتعميم تجربته الاستثنائية على ثلاثة مستويات تشمل فاقدي المأوى وفاقدي السند العائلي، إضافة إلى تقديم مساعدات دائمة للعائلات الفقيرة، وذلك، من خلال إعداد أطباق متنوّعة من الوجبات الليلية وتوزيعها بشكل يومي بين أزقة وشوارع العاصمة التونسية.
في هذا الشأن، وفي تصريحات صحافية أخيرة لعدد من وسائل الإعلام التونسية، أكدت الشاهد، حاجة المجتمع الماسة إلى تعميم هذه التجربة لتخفيف معاناة هذه الفئة الاجتماعية المظلومة التي لا تجد في أغلب الأحيان التعاطف والتجاوب المتوقع، ولا تتمكن من الحصول على أدنى حقوقها الإنسانية في غذاء كافٍ ووافٍ وحصتها اليومية من الطعام، قائلة «لقيت فكرة (مطعم الحب) التجاوب الكبير من قبل فئات واسعة من الشباب المتطوع، إذ تنطلق مهمة الفريق الذي يزداد يوماً بعد يوم، ابتداء من السابعة مساء، مع تحضير الأطباق والوجبات اليومية، وإعدادها تحت إشراف شيف مختص يهتم بمراعاة شروط الصحة والنظافة والقيمة الغذائية للوجبات التي يتم توزيعها على الفئات المستهدفة التي استطعنا الوصول إليها»، فيما أتمت حديثها بالقول «أصبح لدينا اليوم زبائن دائمون يأتون خصيصاً إلى هنا، لأنهم يعرفون جيداً أن أرباح المطعم سينتفع بها أشخاص في أمس الحاجة للمساعدة».
ونجحت جمعية «متحدون من أجل الإنسانية» التونسية، في تسليط الضوء على نشاطها الإنساني اللافت، انطلاقاً من المطعم الاجتماعي الذي يقع على مقربة من أحد أشهر شوارع العاصمة التونسية وأهمها وهو شارع محمد الخامس، قبالة مدينة الثقافة، في لفت انتباه القائمين والمسؤولين في وزارة الشؤون الاجتماعية، ليدفعهم نحو إرسال فريق إسعاف اجتماعي مؤلف من طبيب ومرشد اجتماعي وطبيب نفسي وعدد موسع من الممرضين والمساعدين. في الوقت الذي أعلن عدد من الفنانين التونسيين عن استعدادهم وتطوعهم لدعم هذه المبادرة الاجتماعية الرائدة، وتوسيع نطاق التعريف بها والترويج لأهدافها النبيلة.
تجارب رائدة
غير بعيد عن تجربة مطعم المحبة الفريدة، ومنذ عام 2011، خصص التونسي علي الهادفي، مطعمه الصغير الكائن في إحدى ضواحي العاصمة التونسية، لتقديم وجباته اللذيذة لنحو 2000 شخص من الفقراء والمحتاجين والطلبة المغتربين.
«في حب المطالعة»
في الجهة الجنوبية الشرقية من البلاد، وتحديداً من جزيرة الأحلام «جربة»، اختار «العم علي» طريقة مبتكرة لتقديم الطعام مجاناً لزبائنه من مختلف الأعمار، وضع فيها اشتراطات فريدة للظفر بوجبة تونسية شهية وساخنة «ترجع الروح» كما يقول التونسيون، إذ تنص أحكام «العم علي» الغريبة نوعاً ما، على قراءة كتاب محدد وتقديم ملخص مرضٍ عنه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news