الذكاء الاصطناعي يساعد شباب الصين على التكيّف مع العائلة
يشعر ملايين الشباب الصينيين العائدين إلى المناطق التي يتحدرون منها للاحتفال بالسنة القمرية الجديدة، بالقلق من الأسئلة المحرجة التي سيواجهونها خلال العشاء العائلي.. لكن هذه السنة، ستنقذهم لعبة تستند إلى الذكاء الاصطناعي من مواقف مماثلة.
«هل أنت مرتبط؟»، «متى ستتزوج؟»، «كم جنيت من الأموال هذا العام؟».. عيّنة من أسئلة المحاكاة التي تُطرح في هذه اللعبة التي طوّرتها مجموعة طلاب في خلال 24 ساعة فقط أثناء منافسة بينهم.
ولمناسبة دخول الصين «عام التنين»، أمس، يهرع الملايين من السكان إلى وسائل النقل العام في هذه الفترة بغية لمّ الشمل مع أحبائهم والاحتفال بالحدث مع العائلة.
ويبدو واضحاً أن اللعبة التي تحمل اسم «إبيك شوداون: نيو يير ريونيون»، التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لمحاكاة «الاستجواب» التقليدي الذي يخضع له الشباب من عائلاتهم، قد حققت الهدف: «فقد استخدمها أكثر من ثلاثة ملايين شخص في الأسبوع الذي طُرحت فيه في أواخر يناير، حتى أن هذه الشعبية الكبيرة تسببت في تعطل خوادم المعلوماتية الخاصة باللعبة».
وتضمّ اللعبة بين شخصياتها 10 أفراد من العائلة، يختلفون في ما بينهم بخصوص درجة التطفل في الأسئلة.
قد يُطلق على اللاعب وصف «الأناني»، أو يُتّهم بـ«التخلي عن الأسرة»، إذا اعتُبرت ردوده فجّة للغاية أو غير مُرضية في ما يتعلق بالعمل أو بمشروعات الزواج.
لكنّ العمّات الافتراضيات في اللعبة يسدين أيضاً نصائح، مثل: «كن حذراً أثناء القيادة»، أو «ابقَ دافئاً».
وتقدّم اللعبة مستويات مختلفة، يتعيّن على اللاعبين خلالها الصمود في وجه أسئلة ثمانية أعمام وعمّات قبل الوصول إلى المستوى الأصعب، وهو مستوى الوالدين. وبالنسبة لوانغ زيوي، تتركز فكرة اللعبة قبل كل شيء في تعزيز التواصل بين الأجيال.
ويقول: «نأمل في إضفاء قليل من الإنسانية للشباب خلال العام الصيني الجديد، ومساعدتهم على فهم حبّ ذويهم لهم واهتمامهم».
وتشكّل اللعبة أيضاً وسيلة تنفيس للبعض، لإخبار أسرهم، افتراضياً، بما يفكّرون فيه حقاً.
ويلمس آخرون مشاعر جديدة في هذه التجربة، إذ وجد أحدهم الراحة مع «والدته» الافتراضية، قائلاً: «لا أستطيع العودة إلى محافظتي هذا العام، ما جعلني أشعر بالتأثر».
كما روى لاعب توفي والده قبل 14 عاماً، أنه بكى طوال الليل بعد تجربة اللعبة، بحسب ليو لينفينغ، وهو رئيس مجموعة الطلاب الذين ابتكروها.
. تضمّ اللعبة بين شخصياتها 10 أفراد من العائلة، يختلفون في ما بينهم بخصوص درجة التطفل في الأسئلة.