الخلافات العائلية تعكّر رحيل صاحب 1500 أغنية
لم تتوقف حالة الصخب الإعلامي التي رافقت وتصاعدت مع إعلان وفاة الملحن المصري الشهير حلمي بكر، الذي باغتته المنية في أحد المستشفيات بمركز كفر صقر بمحافظة الشرقية، عن عمر ناهز 86 عاماً، ويبدو أن قدر هذا الموسيقار أن يثير الجدل حياً وميتاً.
حالة الجدل هذه تصاعدت إثر خلافات حادة عائلية بين زوجته وابنه الوحيد المقيم في الولايات المتحدة الأميركية، ما تسببت في ترك جثمانه خارج ثلاجة حفظ الموتى لأكثر من 10 ساعات، قبل أن تتدخل الشرطة المصرية ويتم دفنه في مدافن العائلة بمدينة نصر، عقب تغيير مكان صلاة الجنازة، بعدما كانت مقررة في مسجد النور بالقاهرة.
وشهدت مراسم دفن الراحل حراسة مشددة تحسباً لأي اشتباكات أو خلافات محتملة بين أسرة الراحل وزوجته، وذلك بعد وقوع مشادات حادة وتبادل الاتهامات حول تأخير تشييع الجنازة ودفن الراحل قبل وصول نجله هشام من جهة، وإخلاء النيابة العامة المصرية سبيل سماح القرشي، أرملة الملحن الراحل حلمي بكر، على خلفية البلاغ الذي تقدم به نجله ضدها متهماً إياها بالتسبب في وفاة والده، مؤكدة أنها قدمت للنيابة العامة المستندات التي أكدت أن الوفاة جاءت بشكل طبيعي، وعلى خلفية التدهور الواضح في حالته الصحية داخل أحد مستشفيات محافظة الشرقية.
وفي تصريحات صحافية، أكد هشام نجل الموسيقار الراحل حلمي بكر، أن آخر اتصال بينه وبين والده كان منذ 13 شهراً، نظراً إلى ظروف صحية تتعلق بإصابة زوجته بالسرطان، مشيراً إلى أن قلة الاتصال بينه وبين والده كانت بسبب انشغاله فحسب، وليس بسبب وجود أي خلافات بينهما، مثلما نقل عن بعض المصادر.
بدأ الملحن المصري حلمي بكر حياته المهنية بعد تخرجه في المعهد العالي للموسيقى العربية، حيث عمل مدرساً للموسيقى العربية في إحدى المدارس الحكومية، إلا أنه استقال منها بعد فترة، بسبب رتابة العمل، والتحاقه بالقوات المسلحة لقضاء الخدمة العسكرية. في هذه الأثناء، أحيَت الفنانة وردة الجزائرية حفلاً غنائياً واستمعت إلى بعض ألحانه، فقررت تقديمه إلى الموسيقار محمد الشجاعي، مدير الإذاعة المصرية آنذاك، لتبدأ مسيرة الموسيقار الفنية التي قدم من خلالها أكثر من 1500 أغنية لكبار المطربين المصريين والعرب، أمثال: ليلى مراد، وردة الجزائرية، سميرة سعيد، نجاة الصغيرة، علي الحجار، أصالة، مدحت صالح، محمد الحلو، محمد رشدي، وعلية التونسية، كما قدم حلمي بكر نحو 50 مسرحية غنائية، إضافة إلى اكتشافاته الفنية المتنوّعة لسلسة من المواهب الصوتية المصرية الواعدة، التي انطلقت بثبات لتكرس نجاحات واضحة على ساحة الفن داخل مصر وخارجها.
اشتهر الراحل بمواقفه الجريئة ونقده اللاذع والصريح، فرويت عنه بعض القصص الفريدة، أبرزها إغلاقه سماعة التليفون في وجه سيدة الطرب العربي أم كلثوم، وتعاقدها معه على لحن أغنية «معندكش فكرة»، التي سبقتها المنية قبل غنائها، لتنتقل إلى وردة الجزائرية.
وروي عن الموسيقار الراحل موقف آخر جمعه بالنجم المصري عمرو دياب هذه المرة، الذي وصفه بـ«المغنواتي» وليس بالمطرب، كما كان للموسيقار موقف صريح آخر من تجربة آخر ألبوم لفيروز الذي رأى أنه لم يضف أي جديد لتاريخها الفني الكبير. أما على الصعيد الشخصي، فقد نقل عن الراحل زواجه 13 مرة، كان أولها بالفنانة سهير رمزي في بداية حياته الفنية.
• شهدت مراسم دفن حلمي بكر حراسة مشددة، تحسباً لأي اشتباكات أو خلافات محتملة بين أسرة الراحل وزوجته.