عبدالمحسن النمر: المنصات أهم من القنوات التلفزيونية
لبراعته في اختيار الأدوار وتأديتها بإتقان شديد، لقب النجم السعودي عبدالمحسن النمر بالجوكر، والذي شارك أخيراً في مسلسل «الوعد» التاريخي الذي تناول السيرة الهلالية في ثلاثة أجزاء، وتم تصوير الجزء الأول منه في المغرب. وتحدث النمر لـ«الإمارات اليوم» عن آخر أعماله، وعن أهمية المنصات العربية وما تقدمه من إنتاجات درامية، من أجل حجز موقع لها للمنافسة مع المنصات العالمية.
وقال عبدالمحسن النمر عن دوره في مسلسل الوعد: «يتميز العمل بجمعه عدداً من نجوم العالم العربي، وقد اخترت الشخصية التي أقدمها في هذا العمل، حيث وجدتها شخصية مستفزة كي أقدمها فنياً، وتتميز بمفرداتها الخاصة، خصوصاً أن الحكاية قدمت بطريقة قريبة من الناس». وشدد على أنه شديد العناية بانتقاء الشخصيات والأدوار التي يلعبها، وقد انتقى الشخصية التي لعبها في هذا المسلسل التاريخي، نظراً لأن التصاق الشخصية التاريخية بالممثل لدى الجمهور، لاسيما خلال فترة عرض المسلسل، تحمل العديد من الإيجابيات، وهي أفضل من ارتباط الممثل بالشخصية.
ورأى النمر أن المنصات التي تقدم الأعمال الدرامية باتت أكثر أهمية من القنوات التلفزيونية، مشيراً إلى أنها تمنح المتلقي مساحة أوسع في اختيار التوقيت، وكذلك التهيئة النفسية للمشاهدة، ما يجعلها أقرب إلى تجربة المشاهدة السينمائية. فالمنصة تتمتع بالاستقطاب العالي، معبراً عن حكمة وذكاء منصة «ستارز بلاي» التي أنتجت مسلسل الوعد في أن يكون هذا العمل باكورة إنتاجها، لأن التوجه للدراما مميز وجاذب لشرائح كبيرة من الجمهور.
واعتبر النمر أن بعض المنصات تفرض نوعية من الأعمال، على أنها من متطلبات الجمهور، لكن حين تحاول المنصة الارتقاء إلى منطقة جديدة ومختلفة عن نوعية المحتوى الذي تقدمه، يحسب لها هذا التوجه على نحو إيجابي.
ولفت النمر إلى أن المسلسل الأخير الذي شارك فيه، يتكون من ثماني حلقات، معتبراً أن عملية التطويل وفرض عدد حلقات تصل إلى 30 حلقة، يضع المؤلف في مأزق، حيث يبدأ بالاعتماد على «الحشو» كي يصل إلى 30 حلقة، في حين أن المسلسل المكوّن من حلقات محدودة، يتميز بالتركيز والإيجاز، ويكون أقرب إلى الصناعة السينمائية بسبب الزمن المحدود، والاعتماد على الانتقائية، وبالتالي توجد نقلة في العمل الفني. وأشار النمر إلى أن الحلقات القليلة تعفي المتلقي أيضاً من الحشو، مشدداً على أن كتّاب الدراما ليس لديهم النفس الطويل للوصول إلى عدد كبير من الحلقات بشكل مميز، فهذا يحتاج إلى ورشة وليس كاتباً واحداً، مع الإشارة إلى أن ما تم تقديمه في عمله الأخير كان ورشة كتابة، وهذه الورش تخدم العمل الدرامي.
وحول حضور الدراما الخليجية على المنصات، لفت إلى أن المنصات تعد جديدة نوعاً ما، وفي العالم الغربي سبقوا العالم العربي كثيراً في الإنتاجات المرتبطة بالمنصات، وقد شاهدنا إنتاجات لأعمال ضخمة، كما أنهم كوّنوا قاعدة جماهيرية عالية، وهذا وضع مسؤولية كبيرة على المنصات العربية. وأضاف: «العمل على المنصات العربية يتطلب فترة من الزمن لبناء القاعدة الجماهيرية والدخول في إطار المنافسة، لكن ما يحدث في المرحلة الحالية هو أن المنصات تختصر مراحل مهمة في أن تكون أقرب للمشاهد العربي، من خلال الإنتاجات الضخمة لاختصار المراحل، وهذا يحمل العديد من التحديات وليس يسيراً، لكنه يقود إلى النتائج المرجوّة».
• العمل على المنصات العربية يتطلب فترة من الزمن لبناء القاعدة الجماهيرية والدخول في إطار المنافسة.
سيرة درامية
وُلد عبدالمحسن النمر في محافظة الأحساء عام 1965، وكانت بداية شهرته في عام 1981 في مسلسل «الشاطر حسن». شارك في العديد من الأعمال الخليجية والعربية. ومن أبرز المسلسلات التي قدمها، «أم هارون»، و«هارون الرشيد» و«المنصة»، و«سيلفي 2».
كما قدّم عدداً من الأفلام السينمائية، منها «عقاب»، و«ظلال الصمت»، و«الدائرة»، و«من ألف إلى باء»، فيما قدم في المسرح «بيت من ليف»، و«زواج بالجملة»، و«الضريرة والحب»، لتقتصر تجاربه في عالم الرسوم المتحركة على عمل «أساطير في قادم الزمان». كُرّم من قبل مسرح الدمام في عام 2010، كما حصل على جائزة مهرجان القاهرة للإعلام العربي كأفضل ممثل دور ثان في مسلسل «فنجان الدم».