إشادات واسعة بالمستوى الفني والإنتاج الضخم
العامية المصرية تضع «الحشاشين» في مرمى الجدل
مع عرض الحلقات الأولى منه أثار مسلسل «الحشاشين» جدلاً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتركز الجدل بشكل كبير على استخدام اللهجة المصرية في العمل بدلاً من اللغة العربية الفصحى كما هو معتاد في المسلسلات التاريخية. وأشار مهاجمو المسلسل إلى أنه يتناول أحداثاً تاريخية جرت في القرن الحادي عشر الميلادي من خلال قصة حسن الصباح، وتأسيسه لفرقة الحشاشين التي أثارت الرعب في تلك الفترة، بسبب الاغتيالات التي كانت تقوم بها. معتبرين أن تقديم العمل بهذا الشكل يخرج به من نطاق الأعمال التاريخية إلى الأعمال الدرامية والخيال، عاقدين مقارنة بين «الحشاشين» من جهة وأعمال أخرى تناولت مسيرة حسن الصباح من قبل مثل المسلسل التركي «نهضة السلاجقة»، والسوري «سمرقند»، معتبرين أنها تفوقت على العمل المصري، ويرجع جزء كبير من هذا التفوق إلى استخدام العربية الفصحى.
وأرجع منتقدو استخدام اللهجة العامية المصرية في الأعمال الدرامية التاريخية، هذا الأمر إلى عدم إتقان الجيل الحالي من الفنانين المصريين للغة العربية، وعدم قدرتهم على استخدامها ببراعة في الأداء الدرامي، على عكس الأجيال السابقة مثل الفنانين عبدالله غيث وحمدي غيث ومحمود ياسين وغيرهم. وأشاروا إلى أن بطل «الحشاشين» حسن الصباح كان فارسياً، وبالتالي من غير المنطقي أن يتحدث اللهجة المصرية في العمل.
بينما تلقف مؤيدو استخدام اللهجة المصرية في العمل نفس المبرر، موضحين أن تقديم عمل مصري وعربي عن شخصية فارسية، لا يتوجب الحديث باللغة الفارسية، وهذا يماثل ما قام به الأتراك بتقديم مسلسل «نهضة السلاجقة» باللغة التركية ثم تمت دبلجته باللغة العربية الفصحى، كما سبق أن تم تقديم فيلم عالمي عن الملكة كليوباترا في عام 1963، ولم تتحدث بطلته الفنانة إليزابيث تيلور اللغة الفرعونية أو القبطية، ولم تذكر أي إشارة إلى اللغة الأصلية لكليوباترا. متسائلين لماذا تقبل منتقدو «الحشاشين» المسلسل التركي المدبلج، وأشادوا به، وفي الوقت نفسه رفضوا عملاً يتحدث العربية لكن باللهجة المصرية، ساخرين منهم: «دبلجوه».
وأعلن رئيس هيئة الترفيه بالمملكة العربية السعودية، المستشار تركي آل الشيخ دعمه للمسلسل، واختيار اللهجة المصرية عبر حسابه على «فيس بوك»، مشيراً إلى أن العمل شجعه على التفكير في خطوة تقديم عمل ضخم من خلال الهيئة. وقال: «من حق صنّاع مسلسل (الحشاشين) اختيار اللغة التي تناسبهم، واللهجة المصرية عريقة ومفهومة في كل العالم العربي، الأتراك عند إنتاجهم مسلسلات تكون بلغتهم، وكذلك الأجانب في الغرب، اللغة الفصحى قد لا تجذب شريحة من الشباب، أنا أحب الفصحى، لكن غيري قد لا يفضلها، أي عمل لكريم عبدالعزيز أشوفه رغم أني مقل في الفترة الأخيرة في مشاهدة الأعمال العربية، وأطمح دائماً للوصول لمستوى الإنتاجات الغربية وجودتها.. مسلسل (الحشاشين) إنتاج ضخم، وخطوة في الطريق الصحيح للوصول للمستوى العالمي.. لو أنتج مسلسل عن الفراعنة هل سيكون من المناسب اختيار اللغة الهيروغليفية مثلاً؟! قطعاً لا بلغة العصر أوقع وأحسن.. نحن الآن بصدد إنتاج سعودي ضخم برعاية الترفيه، وأنا محتار في اختيار الفصحى أو العامية للانتشار، خطوة (الحشاشين) شجعتني للتفكير».
وعلق الفنان المصري نبيل الحلفاوي عبر حسابه على منصة «إكس» على الجدل الدائر، قائلاً: «مع أولى حلقاته المبشرة والواعدة، ظهر جدل حول استخدامه اللهجة العامية. وبغض النظر عن بعض من يهاجم بدوافع سياسية مريبة. دعونا نفسر لماذا اعترض البعض بدوافع فنية. تفسيري هو اجتهاد شخصي لا أظنه قد طرح سابقاً. لماذا نلجأ للفصحى في معظم الأعمال الفنية التاريخية وأحياناً كبديل للغة شخصيات درامية أجنبية؟ الإجابة ببساطة.. بما أننا نستخدم في حواراتنا اليومية العادية اللهجة العامية فنشأت الحاجة لاستخدام لغة غيرها تكون مفهومة للمشاهد، لتحقيق البعد الزمني للتاريخ أو البعد اللغوي للأجنبي بدون الحاجة لترجمة. فكانت الوسيلة هي الفصحى. وإن كان هذا لا يمنع أن يضحي بعض صنّاع العمل الفني بتغطية هذين البعدين في سبيل تواصل أيسر وأكثر حميمية وأوسع انتشاراً باستخدام اللهجة الدارجة الحالية كبند ضمن الاتفاق المسبق غير المكتوب بينهم وبين المتلقي بتصديق أن الفنانين المعاصرين هم الشخصيات التاريخية أو الأجنبية». نفس الرأي تبناه عدد كبير من المدافعين عن المسلسل، معتبرين أن «استخدام اللهجة المصرية من أجمل سمات المسلسل، لأن العربية الفصحى لغة لم يستعملها الشارع أبداً في أي من دول المنطقة».
حصد العمل إشادة واسعة بالمستوى الفني والإنتاج الضخم، وتميز العناصر الفنية من إخراج وتصوير وأداء فني.
مسلسل «الحشاشين» من تأليف عبدالرحيم كمال، وإخراج بيتر ميمي، ويشارك في بطولته عدد من الفنانين منهم: كريم عبدالعزيز، وفتحي عبدالوهاب، ونيقولا معوض، وتم تصوير مشاهد منه في دول مختلفة منها مالطا وكازاخستان.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news