على مائدة رمضان
الملوخية.. حكايتها «ملوكية»
في شهر رمضان المبارك يزيد الإقبال على الأطباق التقليدية في كل دولة، والتي تمثل جزءاً من ثقافة المجتمع وتراثه الذي تتوارثه الأجيال. وكثيراً ما يحمل الطبق قصة ارتبط بها، وكانت سبباً في ظهوره وانتشاره وتخليده كتراث إنساني في مجتمعه وفي العالم. وهنا نقدم مجموعة من أبرز الأطباق التقليدية حول العالم:
تعد الملوخية واحدة من أبرز الأكلات الشعبية على المائدة المصرية، وكذلك على موائد دول عربية مختلفة، إذ يعود تاريخها إلى آلاف السنين، كما تعتبر من الأطباق الشهيرة، وتختلف طريقه إعدادها من بلد إلى آخر.
وتشير مراجع تاريخية إلى أن طعام الملوخية يعود لمصر الفرعونية، إذ اعتقد المصريون في بادئ الأمر أنها نبتة سامة، وكانوا يسمونها «خية»، ويستخدمونها في العلاج، ولكن تحولت إلى طبق شعبي.
وذكرت الملوخية في كتاب «كنز الفوائد لتنويع الموائد» (كتاب طبخ مصري يعود للقرن الـ13)، الذي يؤكد أن نقوش الملوخية وجدت في مقابر الفراعنة.
بينما تشير رواية أخرى إلى أن تاريخ الملوخية يرجع إلى عهد الفاطميين في مصر، إذ أطلق عليها الحاكم المعز لدين الله الفاطمي لقب «ملوكية»، بعد أن تناولها كعلاج لآلام شديدة في المعدة وشفي، فأراد أن يقصر تناولها عليه وحاشيته وأهله لتصبح أكلة الملوك، وفي عهد الحاكم بأمر الله أشاع أن الملوخية نبات سام، حتى تبتعد عن تناولها عامة الشعب، ويستأثر بفوائدها لنفسه.
فيما تذكر رواية أخرى أن الحاكم بأمر الله كان ذات يوم يشرف على طباخه وهو يعد له وجبته المفضلة، فسقطت الملوكية وهي ساخنة على قدميه، فثار الحاكم وخرج شهيقه بصوت عالٍ خوفاً من سخونة السائل، وهذه إحدى الروايات عن سر ارتباط «الشهقة» بالملوخية.
وتعد الملوخية وجبة غذائية كاملة، نظراً لغناها بالفيتامينات والمعادن والكربوهيدرات والألياف، فهي من أغنى الخضراوات الورقية بفيتامين A، وتحتفظ به حتى عند الطبخ أو التجفيف، وثبت علمياً أن المادة الغروية الموجودة بورق الملوخية لها تأثير ملين ومهدئ لأغشية المعدة والأمعاء، ولاحتواء أوراقها على الألياف فهي تكافح الإمساك بشكل فعال.
وثبت من الأبحاث أن تناول الملوخية يساعد على تهدئة الأعصاب، وتقوية البصر، وتنشيط ضربات القلب، كما تساعد في علاج ضغط الدم المنخفض، وهبوط الطاقة والوهن الجسدي.
وتحتوي الملوخية على نسبة جيدة من فيتامين B الذي يحمي الجسم من الإصابة بفقر الدم (الأنيميا). كما أنها تمنع تكون حصى المثانة والكلى والتهابات المسالك البولية.
طرق مختلفة
تعد الملوخية بطرق مختلفة، ويمكن تجهيزها باستخدام الأوراق الخضراء أو المجففة أو الملوخية المجمدة. فيتم قطف الأوراق وغسلها جيداً وتركها لتجف ثم خرطها، ثم توضع في الشوربة وهي تغلي على نار هادئة لـ10 دقائق تقريباً. وفي وعاء آخر يوضع السمن على النار، ويضاف إليه الثوم المهروس حتى يكتسب لوناً ذهبياً، ثم يضاف على الملوخية. كما تعد الملوخية أيضاً بماء بارد وتسمى «شلولو».
• في بادئ الأمر اعتقد الفراعنة أنها نبتة سامة، وكانوا يسمونها «خية» واستخدموها في العلاج.
• وجبة غذائية كاملة نظراً لغناها بالفيتامينات والمعادن والكربوهيدرات والألياف.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news