إنقاذ مئات «الرجال والنساء» الوسيمين.. الإحتيال أو التعذيب

أنقذت السلطات الرسمية في الفلبين المئات من «الرجال والنساء الوسيمين» الذين أجبروا على العمل في مركز احتيال مترامي الأطراف خلال مداهمة للشرطة في الفلبين.

وتم استدراج الأفراد إلى المجمع الذي تبلغ مساحته 10 هكتارات، والذي يقع على بعد حوالي 90 كيلومتراً شمال مانيلا، عبر وعود بوظائف جيدة الأجر، ولكن بدلاً من ذلك، تمت مصادرة جوازات سفرهم وإجبارهم على القيام بعمليات احتيال مختلفة عبر الإنترنت، أو مواجهة عنف المشغلين.

ونقلت صحيفة «The Sunday Morning Herald» عن السلطات إن الشركة التي كانت تقدم نفسها بصورة شركة ألعاب عبر الإنترنت، أجبرت «الموظفين» على تنفيذ عمليات احتيال متنوعة كانت تعتمد بشكل أساسي على خداع آخرين بقصص حب، أو بالاستلطاف عبر إغراقهم بالرسائل «الحلوة» والإكثار من الأسئلة حول يومهم وماذا كانوا يأكلون، وفقًا لما ذكره وينستون كاسيو، المتحدث باسم اللجنة الرئاسية لمكافحة الجريمة المنظمة، مضيفا أن القائمين على إدارة المركز حاصروا عمداً «رجالاً ونساءً حسني المظهر لإغراء الضحايا.»

وأجبرت الشركة المحتجزين على إرسال الصور عبر الإنترنت لبناء علاقة قوية قبل إقناع الضحايا بالاستثمار في مخططات وهمية أو عملات مشفرة أو أعمال تجارية.

وتكشفت القصة للشرطة عن المجمع بعد أن تسلق رجل فيتنامي الجدار هربًا وأبلغ السلطات.

وكان الرجل في الثلاثينيات من عمره، وصل إلى الفلبين في يناير بعد حصوله على وظيفة طاه، لكنه سرعان ما أدرك أن الوظيفة لم تكن موجودة: وبدلاً من ذلك، أصبح ضحية للاتجار بالبشر.

وقال كاسيو إنه ظهرت عليه علامات التعذيب، بما في ذلك الصعق بالكهرباء. وفي غارة الأسبوع الماضي، أنقذت الشرطة 432 مواطناً صينياً، و371 فلبينياً، و72 آخرين ــ بما في ذلك أشخاص من مناطق بعيدة مثل رواندا. كما ألقت القبض على ثمانية مشتبه بهم بتهمة الاحتجاز غير القانوني والاتجار بالبشر.

وقال جلبرتو كروز، المدير التنفيذي لفرقة العمل المعنية بالجريمة التي قادت المداهمة قبل الفجر، لوكالة فرانس برس: “تم السيطرة على الضحايا من خلال مصادرة جوازات سفرهم بحيث لم يتمكنوا من المغادرة” مشيرا أن «العمال الذين فشلوا في تحقيق حصتهم (من الاحتيال)... تعرضوا للأذى الجسدي، أو حرموا من النوم أو حبسوا داخل غرفهم».

وانتشرت مراكز الاحتيال هذه في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا منذ ظهور جائحة فيروس كورونا، حيث قدرت الأمم المتحدة في أغسطس الماضي أنه تم خداع مئات الآلاف من الأشخاص من جميع أنحاء العالم في هذا النوع من المجمعات.

وقالت الدكتورة كايتلين ويندهام، من منظمة بلو دراجون لمكافحة الاتجار بالبشر، إن «مركبات الاحتيال هذه تختلف تمامًا عن أشكال الاتجار الأخرى التي شهدناها من قبل، وهناك الكثير من الوحشية المتضمنة».

وكشفت «أن التعامل معها أكثر تعقيدًا نظرًا لوجود ضحايا من كلا الجانبين ولأن معظم مراكز الاحتيال تديرها عصابات إجرامية كبيرة ومنظمة للغاية.»

ووفقا للصحيفة فإن التقديرات تشير إلى أن هذه الصناعة مربحة بشكل لا يصدق، حيث تجني مبالغ غير مسبوقة تعادل مليارات الدولارات، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.

 

 

تويتر