أزمات مسلسلات رمضان بالجملة.. اتهامات بالسرقة وحرائق وانتقادات
مع الاقتراب من منتصف شهر رمضان الفضيل، يكشف حصاد عرض دراما هذا العام عن العديد من المشكلات والأزمات التي تنوعت بين إثارة الجدل وتبادل الاتهامات، وأخيراً الحرائق التي تهدد استكمال عرض أعمال، مثل مسلسل «المعلم» الذي يؤدي بطولته الفنان مصطفى شعبان، إذ أصبح العمل أمام مصير مجهول، بعد أن التهم حريق ضخم أخيراً الديكورات الرئيسة للتصوير.
ومن المرجح أن يلجأ فريق المسلسل والشركة المنتجة لاختصاره، والاكتفاء بعرض 20 حلقة فقط بدلاً من 30، نظراً لأن إعادة بناء الديكورات ستحتاج إلى وقت طويل.
الحرائق أيضاً طالت ديكورات تصوير مسلسل «جودر»، للفنان ياسر جلال، الذي كان يجري تصويره في مدينة الإنتاج الإعلامي في الجيزة، وتمكنت قوات الحماية المدنية من السيطرة عليه بشكل كبير، قبل امتداده إلى بقية الديكورات، ولم تحدث خسائر بشرية. وعقب الحريق، حرص ياسر جلال على طمأنة الجمهور، وقال: «الحمد لله كلنا بخير وده المهم، والحمد لله كل الناس بخير ومفيش خسائر بالأرواح وده المهم عندي بفضل الله كلنا بخير»، لكن لم يتم الكشف عن تأثير الحريق على تصوير الحلقات المتبقية، وما هو مصيرها.
مشكلة من نوع مختلف
بينما واجه المسلسل السوري اللبناني «نظرة حب»، الذي يؤدي بطولته الفنان باسل خياط، مشكلة من نوع مختلف، بعد أن اتهم الكاتب السوري بحر لاواديسا صنّاع المسلسل بسرقته من عمل له يحمل عنوان «باليت»، مشيراً إلى أنه تم تحريف قصته بشكل يخدم ثقافة السارق، إذ خضعت الشخصية الرئيسة «بحر» للتشويه، من خلال بتر جوانبها الثقافية والرومانسية بشكل كامل بهدف تشويه الحقائق، وفق ما ذكر في منشور له على حسابه على «فيس بوك».
وكشف لاواديسا عن عزمه اللجوء للقضاء لإثبات حقه، إذ إن لدية دلائل وإثباتات تؤكد أن العمل مرسل بكامل حلقاته لمخرجين ولجهات إنتاجية عديدة داخل وخارج البلاد منذ عام 2016.
اتهامات مماثلة طالت مسلسل «العتاولة»، الذي يجمع في بطولته بين الفنانين أحمد السقا وطارق لطفي، وتحديداً موسيقى المسلسل، إذ أشار الفنان محمود العسيلي في منشور له عبر حسابه على «فيس بوك»، إلى أن الموسيقى التصويرية للمسلسل (دون ذكر اسمه بشكل مباشر) مقتبسة من الموسيقى التصويرية للمسلسل الإسرائيلي طهران. وفي رده على هذا الاتهام، عبّر الفنان ساري هاني، في تصريحات صحافية، عن استيائه بسبب الاتهام والجدل الذي أثير حوله، مشيراً إلى أنه يجب الرجوع إلى من يفهمون في الموسيقى لكي يحكموا من خلال وضع موسيقى العملين، والمقارنة بينهما لكي يرى الجمهور هل هو «فعلاً سارق موسيقى مسلسل العتاولة من مسلسل طهران أم لا».
دفاع عن حسن الصبّاح
ويعد مسلسل «الحشاشين» الأكثر إثارة للجدل والانتقادات منذ بداية رمضان، سواء لاستخدامه اللهجة المصرية بدلاً من العربية الفصحى، أو مدى دقة الحقائق التاريخية الواردة في العمل.
ورداً على هذه الانتقادات، علّق مخرج المسلسل بيتر ميمي في منشور له على «فيس بوك»، قال فيه إن المسلسل من وحي التاريخ، وهذا هو المكتوب نصاً في التترات، ما يعني أنه ليس وثيقة تاريخية بل دراما تاريخية، وتساءل: هل حينما قتل تارنتينو هتلر في السينما كان حقيقة؟ وهل نابليون في فيلم ريدلي سكوت الأخير هو نابليون الذي في كتب التاريخ؟ مضيفاً أن مسلسل الحشاشين دراما تاريخية، إذ حاولوا عمل خيال تصويري لفترة من الفترات، لكن في شكل درامي، ورجعوا في الديكور والملابس لمراجع كثيرة ونادرة لصنع عالم لم يره الجمهور من قبل، ولا يكون شبه أفلام أو مسلسلات عالمية.
وأشار إلى أنه لا توجد كتب اتفقت على حسن الصبّاح، لأن المغول حرقوا القلعة وكتبه وأفكاره، وما يقومون به في المسلسل هو مجهود من فريقه، مشدداً على أن «الحشاشين» مسلسل تاريخي بالعامية المصرية، رغم أن الأحداث تقع بين أتراك وفرس، وحين أخرجه الأتراك تكلموا بلغتهم، وهو ما صنعه الأميركان أيضاً، إذ تحدث الأبطال بالإنجليزية، لافتاً إلى أن المسلسل باللمسة المصرية، والترجمة موجودة في كل بلد، إذ إن المسلسل يعرض في روسيا وأميركا وأكثر من بلد بلغتها. وتساءل مجدداً: هل كان الفايكنغ يتكلمون الإنجليزىة؟ وهل كان ويليام والاس يتحدث باللكنة الأميركية؟
وعزا اختيار حسن الصبّاح إلى كونه شخصية فذة وغريبة ومستفزة، وليس ضرورياً أن يكون رمزاً للخير ليتم عمل مسلسل له، فهتلر وراسبوتين كانا في منتهى الشر، لكنهما من الشخصيات الفذة التي غيرت العالم، وكذلك على المستوى المصري خط الصعيد أو سفاح إسكندرية. وتطرق لبعض نقاط الجدل الأخرى للدفاع عن المسلسل الذي تتواصل حلقاته وانتقاداته أيضاً بشكل شبه يومي.
عاصفة «زوجة واحدة»
أثار مسلسل «زوجة واحدة لا تكفي»، للكاتبة هبة مشاري، عاصفة من الانتقادات، مثل أعمال سابقة للكاتبة، بسبب ما اعتبره المنتقدون مشاهد لا تليق بعادات وقيم المجتمع العربي، وتحديداً الكويتي، وتشويهاً لصورة العلم والمعلم.
وأصدرت وزارة الإعلام الكويتية بياناً رسمياً، قالت فيه: «نتصدى لأي عمل فني يسيء إلى الكويت وشعبها، ونرفض تماماً أي أعمال فنية تتضمن إساءة إلى دولة الكويت أو تمس أخلاقيات المجتمع الكويتي».
وذكرت أنها باشرت اتخاذ إجراءات عدة تجاه المسلسل الرمضاني المسيء إلى المجتمع الكويتي، ومنع تكرار مثل هذه المشاهد المسيئة، مطالبة جميع المعنيين باحترام القوانين واللوائح والمواثيق.
صدمة «عتبات البهجة»
أصيب فريق عمل مسلسل «عتبات البهجة»، الذي يقوم ببطولته الفنان القدير يحيى الفخراني، بصدمة بعد وفاة المونتيرة الشابة زينة مطاوع، بعد صراع مع المرض، وفق ما كشف الكاتب مدحت العدل في منشور عبر خاصية «ستوري» على حسابه بـ«إنستغرام»، نعى فيه الراحلة، قائلاً: «إنا لله وإنا إليه راجعون، أتقدم أنا وجميع العاملين على مسلسل (عتبات البهجة) بخالص التعازي والمواساة لأسرة المونتيرة الشابة زينة مطاوع.. رحمها الله وأسكنها فسيح جناته».
بيتر ميمي:
. مسلسل الحشاشين من وحي التاريخ، وهذا هو المكتوب نصاً في التترات، ما يعني أنه ليس وثيقة بل دراما تاريخية.
. من المرجح أن يلجأ فريق مسلسل المعلم إلى اختصاره والاكتفاء بعرض 20 حلقة فقط بسبب حريق التهم الديكورات.