أمل عرفة.. بين عواطف الأمومة وعواصف الجريمة
على امتداد أيام الشهر الفضيل، يتبارى نجوم الدراما في العالم العربي، ليس فقط على تقديم أهم الأدوار الفنية، بل وعلى جذب عشاق الدراما خلال الماراثون الرمضاني، وموسم المتابعة الأبرز.
«الإمارات اليوم» تقف في هذه الإطلالة اليومية على أهم الأعمال الرمضانية لنجوم الدراما المحلية والخليجية والعربية، وأبرز الأدوار التي لفتتت انتباه الجمهور من ناحية الأداء والخصوصية الفنية وقدرة الممثل على تقديم أداء متفرد.
بين تجارب شخصيتين متناقضتين في الجوهر والتفاصيل، تكرّس النجمة السورية أمل عرفة حضورها الفاعل في سباق الصدارة الفنية هذا العام، لتطل على جمهور الدراما الرمضانية، بعملين مختلفين ينتمي كل واحد منهما إلى مدرسة مغايرة.
في المسلسل الأول «أغمض عينيك» (للمخرج مؤمن الملا والكاتبين أحمد الملا ولؤي النوري)، تقدم أمل عرفة شخصية «حياة» المرأة الوحيدة التي تواجه واقعها الاجتماعي الصعب، وسط رفض العائلة، وقسوة هجر الزوج لها، لتستمد قوتها من حضور ابنها الوحيد «جود» المصاب بطيف التوحد، والذي يحتاج باستمرار إلى عناية مضاعفة تضطرها لاحقاً للتورط مع أحد زملاء العمل، في تهريب مواد طبية مخدرة، تدفعها نحو الهاوية، والتورط في جريمة خطرة تزج بها وراء القضبان. إلا أنها تقرر الصمود ومواجهة مصيبتها بصبر ورباطة جأش من أجل ابنها الذي اضطرتها الظروف إلى تركه بين يدي صديقها القديم «مؤنس» مدرس الرياضيات الذي فقد في حادث سيارة مؤلم، أغلب أفراد عائلته، ما دفعه دون تردد نحو تبني الطفل «جود» الذي وجد فيه ملاذاً من الوحشة وبديلاً عن الابن المفقود.
وفي تجربة درامية ثانية موازية، تحضر أمل عرفة هذا العام في مسلسل «وصايا الصبار» لتقدم شخصية «نديمة» الزوجة المسيطرة التي تحاول التحكم في مجريات حياة زوجها «خلدون» ضعيف الشخصية، الذي ينصاع لا إرادياً نحو تنفيذ رغباتها الجنونية والجامحة التي وصلت إلى حدود تنفيذ جريمة قتل خططت لها زوجته في إطار سلسلة مشوقة من الأحداث المريبة التي يتضمنها العمل الرمضاني الجديد، المسافر بين متاهات العوالم النفسية وحروبها، ودراما الجريمة وطرق الشر المثيرة التي اقتبست من مسرحية «ماكبث» لشكسبير، إذ تدور الأحداث التي صاغها الكاتب فادي حسين والمخرج سمير حسين، حول عائلتين تتمتع إحداهما بنفوذ لا محدود، فيما تنتمي الأخرى إلى طبقة مسحوقة من المجتمع، أما شرارة الحكاية التي تؤسس قاعدة الهيكل الدرامي، فتندلع مع رغبة إحدى العائلتين في السطو على الأخرى، ليتحوّل الأمر إلى حرب ضروس بينهما وتصفية حسابات قديمة تخص الماضي والحاضر المشترك للعائلتين.
وكشفت الحلقات الأولى في العملين، عن نجاح أمل عرفة في تقديم شخصيتين متناقضتين بحنكة ودراية، وإتقان تجسيد أبعاد كل واحدة منهما بسلاسة وتمكن واضحين، إذ لفتت النجمة السورية أنظار الجمهور إلى العمق الإنساني الذي تتمتع به شخصية الأم «حياة» في مسلسل «أغمض عينيك» بحرفية، وحذق يتلافى المبالغات، ويعكس بصدق عمق عاطفة الأمومة وعناء الفقد والحرمان اللذين يزخر بهما المسلسل الرمضاني الذي يشق طريقاً معاكساً هذا العام، يعيد من خلاله تشكيل فكرة «الحب اللامشروط» عبر تناول موضوع جديد عن الدراما السورية، وهو مرض اضطراب طيف «التوحد»، تحدياته وطرق تعاطي المجتمع معه، بالارتكاز على تجربة وجه جديد كلياً، وهو الطفل الموهبة زيد البيروتي في شخصية «جود»، وباقة من نجوم الدراما السورية تتقدمهم القديرة منى واصف والفنان فايز قزق، وعبدالمنعم العمايري الذي يتشارك مع أمل عرفة أيضاً بطولة مسلسل «وصايا الصبار» الذي تقدم أمل عرفة فيه شخصية مركبة تعاني العديد من الأزمات النفسية التي تدفع بأحداث المسلسل الاجتماعي إلى التصاعد واحتدام الصراع بين العائلتين، وذلك، في إطار حروب السلطة والمال، ما دفع النجمة إلى التعليق على شخصية «نديمة» بالقول إن الجمهور «سيكره الشر مهما كانت إغراءاته كبيرة»، على عكس شخصية «حياة» التي ستدافع حتى آخر رمق عن إنسانيتها، معترفة بارتكابها الخطأ الأكبر الذي فرق بينها وبين ابنها المريض.
• «أغمض عينيك» يعيد تشكيل فكرة «الحب اللامشروط» عبر تناول موضوع جديد عن الدراما السورية.