سلمى أبوضيف.. ضحية «السوشيال ميديا» في «أعلى نسبة مشاهدة»
على امتداد أيام الشهر الفضيل، يتبارى نجوم الدراما في العالم العربي، ليس فقط على تقديم أهم الأدوار الفنية، بل وعلى جذب عشاق الدراما خلال الماراثون الرمضاني، وموسم المتابعة الأبرز.
«الإمارات اليوم» تقف في هذه الإطلالة اليومية على أهم الأعمال الرمضانية لنجوم الدراما المحلية والخليجية والعربية، وأبرز الأدوار التي لفتت انتباه الجمهور من ناحية الأداء والخصوصية الفنية وقدرة الممثل على تقديم أداء متفرد.
نجاح جماهيري لافت حققته تجربة أول بطولة مطلقة للممثلة المصرية الشابة سلمى أبوضيف في مسلسل «أعلى نسبة مشاهدة» الذي يخوض باقتدار هذا الموسم، سباق الدراما الرمضانية، منتهجاً مسلكاً مغايراً، ومراهناً على نقاشات واقعية تندرج في صلب المجتمع المصري الحالي الذي صاغت فكرته وأخرجته عبر تجلٍ درامي «لاذع» و«مؤلم»، ياسمين أحمد كامل، لتسلمه لموهبة نجمة العمل سلمى أبوضيف التي جسّدت شخصية «شيماء»، الفتاة المصرية الخجولة والحالمة التي نشأت في كنف أسرة بسيطة تقطن أحد أحياء القاهرة الشعبية والتي تعاني، بسبب سذاجتها المفرطة، حزم والدتها، وحسد شقيقتها التي تقلب مع مرور الوقت، حياتها لتحولها إلى سلسلة لا تنتهي من الكوابيس، وذلك، عقب انخراطها «اللامقصود» في عالم «السوشيال ميديا»، وتورطها في أزمات وصراعات متلاحقة مع أسرتها والوسط المحيط بها، تنتهي بإيداعها السجن، وتغريمها مبلغاً خيالياً، بتهمة الاتجار بالبشر.
قصص مؤثرة
تقدم سلمى في المسلسل الرمضاني الجديد، نموذجاً ناطقاً بالواقعية للفتاة الشعبية البسيطة، البريئة والساذجة في علاقتها بشقيقتها «نسمة» (ليلى أحمد زاهر) التي لا تتوانى عن توريطها في المشاكل، وحياكة المؤامرات والدسائس لشقيقتها، بدافع الغيرة العمياء، وعدم قدرتها على تقبل نجاحها المفاجئ «نجمة تيك توك»، وإقبال الجمهور على ما تقدمه من مقاطع مصورة، سلّطت من خلالها الضوء على عدد من القضايا الواقعية الشائكة في البيئة الشعبية الفقيرة، في علاقتها بالمال والشهرة والصيت المنشود لشبابها في عالم «السوشيال ميديا»، وتأثيره الخطر في واقعهم النفسي وتوازن علاقاتهم بالمجتمع من حولهم عبر نموذج فتاة حالمة سرعان ما تتحول إلى متهمة.
رؤية إنسانية
وعلى الرغم من أن مخرجة العمل، هي صاحبة الفكرة الأساسية للمسلسل الرمضاني المكون من 16 حلقة تلفزيونية، فإن كاتبته سمر طاهر، نجحت من خلال أطروحة اجتماعية رومانسية، ولمسات أنثوية متميزة، في تناول عمق الشخصيات الأنثوية في العمل، لعكس تفاصيل واقعهن، وأهم حكاياتهن والأجمل من ذلك، لحظات هزيمتهن، وانتصاراتهن وحتى معاناتهن من ظلم المجتمع الأصغر والأكبر، خصوصاً بطلة العمل، التي رأيناها تشكل مزيجاً إنسانياً أخاذاً من البساطة والعمق، الفرح والحزن، الأحلام والانكسارات التي ساندتها في أحداث العمل، اختيارات فنية محكمة، والحضور المتكامل لعدد من الوجوه الفنية البارزة ومنها تجربة ليلى أحمد زاهر ومحمد محمود وانتصار وإنعام سالوسة وأحمد فهيم وفرح يوسف وإسلام إبراهيم وغيرهم.
وتمكنت سلمى أبوضيف من تقمص سيكولوجية الشخصية الدرامية وتطوراتها، لعكسها بتجلٍ واضح على الشاشة، سواء على صعيد الصفات الخارجية السمات السلوكية أو البُعد النفسي والاجتماعي للشخصية التي جعلتنا سلمى نعيش في قلب تفاصيلها، لنكون شهوداً على أبرز تحولاتها.
يشار إلى أن سلمى أبوضيف اختارت دراسة الإعلام، قبل أن تعمل مذيعة في إحدى إذاعات الإنترنت الخاصة في مصر، فيما جاءت انطلاقتها الفنية في 2017، عبر مشاركتها في مسلسل «حلاوة الدنيا» مع هند صبري وظافر العابدين، ومسلسل «لا تطفئ الشمس» إلى جانب ميرفت أمين ومحمد ممدوح، وفيلم «الشيخ جاكسون» لتشارك بعدها في نحو 20 مسلسلاً تلفزيونياً وفيلماً، كان آخرها مسلسل «بين السطور» مع صبا مبارك وأحمد فهمي، الذي عادت من خلاله سلمى إلى شخصية المذيعة، فيما جاءت آخر مشاركاتها السينمائية في فيلم «ليه تعيشها لوحدك» إلى جانب شريف منير وخالد الصاوي، والفيلم السينمائي القصير «إن شاء الله الدنيا تتهد».
• بطلة العمل تطل بمزيج إنساني من البساطة والعمق والفرح والحزن والأحلام والانكسارات.