دواء شهير كلفته 5 دولارات يباع بـ 1000 دولار
كشف مجموعة من الباحثين في مجال الدواء عن فوارق كبيرة في أسعار الأدوية وحقيقة كلفتها التصنيعية، مشيرين إلى دواء محدد ذائع الصيت لمكافحة السمنة حيث بلغ سعرة مئات أضعاف كلفته الحقيقية.
وإثر ذلك يواجه صانعوا عقار (Ozempic Novo Nordisk) ضغوطًا شديدة، من قبل ناشطين وأيضا أعضاء كونغرس، بعد أن وجدت دراسة حديثة أنه يمكن صنع مثبط الشهية الذي يتم تسويقه بقيمة 1000 دولار شهريا، مقابل 5 دولارات فقط.
وقالت الدراسة أنه يمكن إنتاج العقار الشهير لمكافحة السمنة والسكري "أوزيمبك" بشكل مربح بأقل من 5 دولارات شهريًا، رغم تحصيل شركة نوفو المصنعة ما يقرب من 1000 دولار في الولايات المتحدة للإمداد الشهري للمراكز الصحية.
ووفق ما أفاد باحثون في جامعة "ييل" ومستشفى "كينجز كوليدج" في لندن ومنظمة أطباء بلا حدود غير الربحية في مجلة JAMA Network Open فإنه يمكن تصنيع الدواء الرائج مقابل 89 سنتًا إلى 4.73 دولارًا أمريكيًا لمدة شهر، وهي أرقام تشمل هامش ربح، لم تذكر حجمه الدراسة، وذلك مقارنة بقائمة الأسعار الشهرية الأمريكية البالغة 968.52 دولارًا أمريكيًا لذات العقار والذي يوزع كحقن أسبوعية.
وعلق السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز، الذي عقد جلسات استماع حول ارتفاع أسعار الأدوية الأمريكية، في بيان بعد ظهور هذه النتائج: "هذا السعر المرتفع بشكل شنيع لديه القدرة على إفلاس برنامج الرعاية الطبية والشعب الأمريكي ونظام الرعاية الصحية بأكمله".
بدورها قالت ميليسا باربر، خبيرة اقتصاد الصحة العامة في جامعة ييل والمؤلفة المقابلة للدراسة أن "هامش الربح هائل" مشيرة أن "الهدف من هذا البحث هو الحصول على إيصالات، وأن تكون شفافة قدر الإمكان".
وغالبًا ما تكون تكاليف إنتاج الأدوية محاطة بالسرية مع القليل من الوضوح بشأن كيفية ارتباطها بالأسعار، هذا إن كانت هناك أية علاقة على الإطلاق، ووفقا لما ذكرته مجلة "فورتشن" فإن شركة نوفو رفضت تقديم تكاليف إنتاج عقاري "أوزيمبك" ومعه عقار آخر اسمه "ويغوفي" ، وهو دواء آخر مرتبط بالسمنة.
لذا استخدمت باربر وزملاؤها تقديرات محدثة لتكاليف المكونات الخام وركزوا على تكاليف إنتاج أدوية مرض السكري، بما في ذلك أدوية GLP-1 مثل أوزيمبك ، إلى جانب حبوب السكري والأنسولين الأخرى. وتجاوزت مبيعات نوفو المجمعة لعام 2023 لعقاري أوزيمبك و ويغوفي 18 مليار دولار.
وردت شركة "نوفو" في رسالة بالبريد الإلكتروني إن 75% من إجمالي أرباحها يذهب إلى الحسومات والخصومات لضمان حصول المرضى على منتجات مثل semaglutide، وهو العنصر النشط في عقاري ويغوفي و أوزيمبك.، كما أنه غالبًا ما يستشهد صانعو الأدوية بارتفاع تكاليف الأبحاث التي قد تستمر لسنوات كسبب لأسعارهم، حيث قالت الشركة إن الإنفاق على أبحاث وتطوير الأدوية بلغ نحو 5 مليارات دولار العام الماضي وسيرتفع هذا العام.
لكن الدراسة كشفت أن التكلفة الأكبر في إنتاج" أوزيمبك" ليست حقيقة في الدواء الفعال، المسمى semaglutide، ولكن في أقلام الحقن التي تستخدم لمرة واحدة.
وخلص الباحثون إلى أنه يمكن صنعها مقابل ما لا يزيد عن 2.83 دولارًا شهريًا، بناءً على مقابلات مع موظفين سابقين
ومستشارين لمصنعي أجهزة الحقن، حيث يستخدم قلم أوزيمبك واحد أسبوعياً ويستمر مفعوله لمدة شهر.
وعلى النقيض من ذلك، يمكن إنتاج الدواء النشط في أوزيمبك بحوالي 29 سنتًا لإمدادات شهرية، أو 7.2 سنتًا للجرعة الأسبوعية النموذجية، حسبما وجد البحث. وكشف البحث أنه بالرغم من أن صنعه ليس رخيصًا، حيث تبلغ تكلفة العنصر الفعال سيماجلوتيد أكثر من 70 ألف دولار للكيلوغرام الواحد، ولكن استخدامه يتم بكمية صغيرة فقط من الدواء في كل جرعة أسبوعية.
وتشمل التكاليف الأخرى تكلفة ملء كل قلم، والتي تقدر بـ 20 سنتًا لكل جرعة شهرية، والمكونات الكيميائية الأخرى، التي تقدرها الدراسة بـ 15 سنتًا لكل جرعة شهرية.
لا يتضمن التحليل تقديرات لتكلفة صنع ويغوفي لكن وجدت أبحاث منفصلة من جامعة ليفربول وأماكن أخرى في العام الماضي أنه يمكن إنتاج هذا العقار مقابل 40 دولارًا فقط في الشهر.