العيد.. عساكم من العايدين الفائزين
إلى زمن الطيبين، تحملنا سوالف الآباء والأجداد لنستعيد من خلالها ذكريات وملامح الحياة في الإمارات في فترة ما قبل النفط، مثل العادات والتقاليد التي كانت سائدة في المجتمع، والتعاملات اليومية بين الناس، وكيف كانوا يحتفون بالشهر الكريم في أجواء روحانية يسودها الودّ والتراحم والتعاون.
بعد شهر كامل من الصوم، يأتي العيد لينشر الفرح والسعادة في كل مكان، وينطلق الصغار بملابسهم الجديدة طلباً للعيدية، بينما يتبادل الكبار الزيارات والتهاني بالعيد والدعاء بتقبل صيامهم وعباداتهم في الشهر الفضيل.
عن العيد وتجهيزاته، أشارت الوالدة رفيعة محمد الخميري لـ«الإمارات اليوم»، إلى أن العيد كانت تسبقه استعدادات مختلفة، وكانت تبدأ أحياناً قبل قدوم شهر رمضان، حيث كانت المرأة تقوم بتجهيزات للبيت والمطبخ قبل شهر رمضان مثل شراء السلع الغذائية الأساسية كالهريس والسكر والقهوة والأرز وغيرها، وشراء البزار التقليدي وغسله وطحنه، وتجهيز خبز الرقاق لإعداد الفريد. كذلك كانت تقوم باستعدادات أخرى، حيث اعتادت النساء على الاعتناء بمظهرهن وزينتهن في البيت، واستخدمن في ذلك مواد بسيطة من البيئة المحلية.
وأوضحت: قديماً ليس هناك أي خياطين، حيث تتعاون سيدات الفريج في تجهيز كسوة العيد، وكن يتجمعن بعد الانتهاء من أعمال البيت والانتهاء من صلاة التراويح، ويتقاسمن العمل وفق ما تتقنه كل واحدة منهن، فبعضهن يفصلن الملابس من خلال الخياطة بالإبرة، وبعضهن يقمن بشغل التلي وبعضهن يقرضن البرقع. وكن في البداية يقمن بتفصيل ملابس الأطفال ثم الرجال والنساء. لافتة إلى أن السيدات والبنات في ليلة الوقفة يقمن بتجهيز الحناء وتزيين أيديهن وأقدامهن بها، وكانت حناء الفتيات تغطي اليد، أما السيدة فتأخذ شكل الدائرة وهو ما يُطلق عليه اسم «طرق»، ويتم لف اليد والرجل بقطعة من القماش. كما يقمن بتصفيف شعورهن. وتقوم المرأة بتجهيز ملابس زوجها وأولادها قبل صلاة الفجر لكي يلبسوها قبل الذهاب لصلاة الفجر والعيد.
وأشارت إلى أنه بعد الانتهاء من صلاة العيد ينطلق الأطفال ليحصلوا على العيدية من بيوت الفريج. وعندما يعود الرجال إلى البيوت بعد الصلاة تكون النساء قد قمن بتجهيز الفوالة والأطعمة.
وأوضحت أن المرأة قديماً كانت تهتم بشكلها وزينتها، وتستخدم في ذلك مواد ونباتات من البيئة المحلية أو يتم استيرادها من الهند وغيرها من الدول المجاورة، مثل الزعفران والحناء، وكانت تصنع العطور من الفل والعنبر والدخون من العود والمسك. لافتة إلى أنها تقوم بصنع المخمرية بالمسك والزعفران ودهن العود، وتتركها تتخمر لمدة تراوح بين شهرين وثلاثة أشهر، وكلما زاد التخمير أصبحت الرائحة أقوى.
الوالدة رفيعة الخميري:
• المرأة قديماً كانت تهتم بشكلها وزينتها، وتستخدم في ذلك مواد ونباتات من البيئة المحلية، أو يتم استيرادها من الهند.