الطيور المهاجرة تتخلى عن أهم محطاتها السنوية
تشكّل بحيرة فاين في ألبانيا، بطبيعتها البرية وتنوعها الحيوي، أشهر بحيرات الطيور المهاجرة بين أوروبا وإفريقيا، وتُعدُّ محطة أساسية للطيور المهاجرة، لكنها لم تعد في الآونة الأخيرة تجتذب الأسراب التي درجت على عبور سماء الدولة البلقانية، بفعل ارتفاع الحرارة.
تقع ألبانيا على إحدى طرق الهجرة الرئيسة بين أوروبا وإفريقيا. ومع أن هذه الرحلة طويلة ومحفوفة بالمخاطر، لا تتوانى الطيور عن القيام بها، كونها تُعدُّ ضرورية لبقائها على قيد الحياة.
وتطل بحيرة فاين على البحر الأدرياتيكي، وتمتد على أكثر من 3000 آلاف هكتار، وكانت تحتضن 196 نوعاً من الطيور المهاجرة التي تتنقل كل سنة، سعياً إلى الشمس والغذاء.
ومن بين الأسراب التي درجت على اتخاذ البحيرة الألبانية محطة أساسية في طريق هجرتها، طيور النحام البديعة ذات الريش الوردي اللامع، وطيور النورس السوداء الرؤوس، وطيور البلشون، وطيور الماء، وحتى البط البري الذي تبدو أصواته الخشنة في الصباح الباكر أشبه بحفلة موسيقية تكسر صمت المكان.
لكنّ أعداد الطيور التي تجتذبها البحيرة آخذة في التناقص سنة بعد أخرى، إذ تراجعت بنسبة 40%، وفق آخر إحصاء فمنذ سنوات، لم يعد البط البري مثلاً يتردد على فاين.
آلاف الطيور المهاجرة تنفق كل سنة، بسبب عوامل ومخاطر عدة، من بينها الصيد الجائر، والتسمم، والاصطدام بخطوط الكهرباء، وفقدان بيئتها الطبيعية.
ويرى الصيادون أن الاحترار أدى إلى انخفاض أعداد الأسماك في البحيرة، وحرمان الطيور من مصادرها الغذائية.