صلاح السعدني.. "عُمدة اشتراكي" ظلَّ ناصرياً حتى آخر يوم من عمره

حزن كبير عمَّ الشارعين المصري والعربي على رحيل عمدة الدراما والتمثيل الفنان الكبير صلاح السعدني.

ولم يكن الحزن مجرد أسف على رحيل "فنان معروف" بقدر ما هو قهر شخصي على غياب علامة مهمة من علامات جيل مختلف من المثقفين والفنانين، حيث خلَّف رحيل السعدني حسرة بالغة ومرارة لدى الجيل القديم وحتى لدى الجيل الشاب الذي كان يرى في الراحل رجلاً تنويرياً وليس مجرد فنان، كما كان كل شخص ممن أحبوه وجايلوه يراه جزءاً من تاريخه وتكوينه الشخصي، كبر معه ومع أدواره ومع شخصياته الغنية والمختلفة، التي كانت تُراكم في وعي المشاهد العربي قيماً وأخلاقيات أكثر مما كانت أدواراً فنية وتمثيلية، حيث كان "العمدة" انتقائياً ومثقفاً في اختياره لأعماله الفنية.

وأصاب غياب صلاح السعدني الجمهور العربي بحالة مرَّة من الفقد، والشعور بغياب رمز غالٍ من رموز الزمن الجميل.

كما سيطر حزن كبير على الجمهور المصري بالإعلان عن رحيل عمدة الدراما المصرية، الذي فارق عالمنا صباح الجمعة عن عمر يناهز الـ 81 عاماً.

الفنان الراحل الذي تخرج من كلية الزراعة في ستينيات القرن الماضي، وزامل في دراسته صديقه وزميله عادل إمام، انطلق مشواره الفني مطلع ستينيات القرن الماضي، وقدم على مدار تاريخه ما يزيد عن 200 عمل فني، كان آخرها قبل 11 عاما حينما شارك في مسلسل "القاصرات".

لكنه اختار في السنوات الأخيرة اعتزال الناس والابتعاد بشكل تام عن الأنظار، ولم يعد الجمهور يطالع أخباره سوى عن طريق أسرته، حيث كان نجله ينشر صورا حديثه له بين الحين والآخر.

ومما يُذكر من محبة الناس لصلاح السعدني الحكاية التي يرويها صديقه الناقد الفني طارق الشناوي ويقول فيها (حينما قدم الراحل مسلسل "لا تطفئ الشمس" منتصف ستينيات القرن الماضي، وقتها تفاعل الشارع المصري بشكل كبير للغاية مع العمل. وكان التفاعل لدرجة أقيم معها سرادق عزاء، حينما توفي صلاح السعدني في أحداث المسلسل، وذلك من شدة تأثر الجمهور بالمسلسل الذي نجح نجاحا كبيرا وقتها).

ويضيف الشناوي أن صديقه الراحل كان مثقفا للغاية، وهو ما كان يساعده في اختيار أدواره بعناية، كما أنه كان اشتراكيا ناصريا، بل ورغم تضرر عائلة السعدني شخصياً من بعض سياسات الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الاقتصادية، إلا أنه ظل ناصرياً حتى آخر يوم من عمره.

الأكثر مشاركة