أكدت سيرها على نهج زايد في مسيرة العطاء والتضامن وإسعاد البشرية
آمنة بنت موسى.. رحلة ملهمة في العمل التطوعي وخدمة المجتمع
مبكراً جداً، وبالتوازي مع نجاحاتها الأكاديمية وتخصصها في مجال العلاقات الدولية، آمنت الإماراتية آمنة بنت موسى الجداع، بقيمة العطاء الإنساني اللامشروط، الذي نشأت وترعرعت على مبادئه منذ الطفولة، في كنف عائلة إماراتية كريمة، سخية الأيادي، وفية لدروس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في مواصلة درب العطاء والتضامن في خدمة المجتمع وإسعاد البشرية، الأمر الذي التزمت آمنة تجسيده بمختلف الطرق وفي شتى الظروف، من خلال حراكها الملحوظ في حقول الخدمة المجتمعية، وانخراطها في تجارب التطوع بثبات وقدرة خلاقة على شحذ هممها وإلهام الشباب الإماراتي من حولها.
مفهوم إنساني
في وصف بداياتها الفاعلة في مجال العمل التطوعي والخدمة المجتمعية في الإمارات، قالت آمنة لـ«الإمارات اليوم»: «لم تنطلق تجربة التطوع لدي بعد حصولي على درجة البكالوريوس من جامعة الشارقة ورحلة بحثي عن عمل، بل ابتدأت منذ المرحلة الثانوية التي كانت خلالها معلمة الرياضيات تكلفني شرح وتبسيط بعض مفاهيم هذه المادة المعقدة لعدد من زميلات صفي، فكنت لا أتوانى من ثم في توسيع نطاق الشرح للزميلات في بقية الصفوف، الأمر الذي أشعرني بقدرة على مساعدة الآخرين، وجعلني أشعر بنوع من الفخر بنفسي، فحاولت مع الوقت تطوير هذا الحس الذي أمتلكه لخدمة الناس دون مقابل، ولم أكن أعرف آنذاك شيئاً عن مفهوم التطوع، فقد كنت أراه من منظوري الصغير أجراً وأثراً طيباً أحصل من خلاله على رضا الله، ومصدر سعادة شخصية».
أثر وبصمة
من ثم، كبرت آمنة وكبر معها حلم العمل الإنساني وحب العطاء، فاجتهدت في تجسيد معانيه بما أوتيت من شغف، منطلقة في أولى تجاربها التطوعية بخطوة تنظيم وتنسيق الفعاليات مع فريق «أسعد شعب» التطوعي في عام 2015، وأنشطة الأطفال التي كانت تنظم في حديقة «السدرة» في كلباء، وصولاً إلى مشاركاتها الفاعلة أثناء فترة الدراسة، في النشاطات الطلابية المتنوعة التي كانت تنظم داخل الحرم الجامعي، الذي انطلقت بعده آمنة، في تكثيف وجودها في مختلف المبادرات التطوعية في أماكن مختلفة من الإمارات، ووصفت هذه الخطوة الجريئة بالقول «بعد أن استكملت دراستي وتخرجت، تعمدت الوجود أكثر على ساحة العمل الإنساني، أولاً بسبب الوقت الذي أتاحه لي بحثي عن فرصة عمل، وثانياً، رغبة مني في استثمار هذا الحيز بالشكل الأنسب، وتوظيفه لخدمة أهدافي في ترك بصمة إيجابية في مجتمعي، وردّ جميل الوطن».
قنوات العطاء
وحول القنوات التي استثمرتها آمنة لتطوير تجربتها في العمل الإنساني، ورفع نسب مشاركتها الفاعلة في جهود مجتمعها المحلي، أكدت «لقد استفدت كثيراً من منصة (متطوعين. إمارات)، التي تجمع تحت خيمتها العديد من الفرق التطوعية، وتطرح مجموعة واسعة ومتنوعة من المبادرات المقامة في مختلف أنحاء الدولة، ما يسهم في إتاحة الفرصة لكل متطوع لاختيار ما يتوافق مع مهاراته خبراته وحتى ميوله. فيما توفر المنصة لكل متطوع كذلك، سهولة اختيار التطوع في مساحة جغرافية معينة تتوافق مع ظروفه، وتسهل تنقله للمكان المنشود، الأمر الذي أسهم بشكل كبير في تشجيعي على اختيار التسجيل للتطوع في أماكن قريبة، ومن ثم تحديد مجال إدارة وتنظيم الفعاليات والاحتفاليات الذي أجيده».
رصيد
تضم آمنة بنت موسى إلى رصيدها الإنساني إلى حد اليوم، سلسلة واسعة من الإسهامات التطوعية الفاعلة، وأبرزها انضمامها منذ سنوات إلى فريق النخبة التطوعي الذي ينشط في مبادرات مجتمعية عدة، ويسعى إلى غرس هذه القيمة لدى الأجيال الصاعدة منذ سن مبكرة. فيما تفخر آمنة بمشاركتها في مبادرات متنوعة أبرزها «نحن معكم» الخاصة بتجهيز حزم الإغاثة لدعم المتضررين من آثار السيُول والفيضانات في باكستان وفي مبادرات مركز الشارقة للعمل التطوعي الخاصة بأزمة سيول منخفض الفهد الجوي في إمارة الفجيرة، وكذلك في فعاليات «ساعة الأرض» في مدينة كلباء، وصولاً إلى تعاونها كمتخصصة في مجال العلاقات الدولية، مع جمعية أصدقاء البيئة التطوعية في جناح الأمم المُتحدة في معرض «إكسبو 2020 دبي»، ومشاركتها في فعاليات مؤتمر «نموذج الأمم المتحدة للشباب العربي والدولي»، وتمثيل الأمم المتحدة في مؤتمر الأطراف (cop28) الذي أقيم في مدينة إكسبو دبي.
إلهام الوالد
لم يأتِ عشق العمل الإنساني لدى آمنة من فراغ، فهي امتداد لنهج والدها الذي زخرت تجربته بقيم الخير والتسامح وحب الآخرين، ليرسخ مبادئها مبكراً لدى أطفاله، إذ أكدت آمنة «لطالما تتبعت نهج والدتي ووالدي في نهج الخير ومحبة الآخرين، ولعل أبرز الذكريات التي تحضرني إلى اليوم، تعلقه بشجرة بيتنا الكبيرة، وحرصه على عدم تقليمها مراعاة لبعض العمال الذين كانوا يستظلون أثناء فترة الظهيرة بظلها، فكان يزودهم بما توافر في البيت من طعام وماء لمساعدتهم على تجاوز حرارة الصيف، الشيء الذي ألهمني أنا وأخي محبة الطبيعة ومراعاة الناس وخدمتهم، سعياً لتجسيد حب الوطن الذي نقتدي فيه بنهج المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في مبدأ العطاء والتضامن في خدمة المجتمع».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news