باحثون: حتى روائح الطعام تلوث الهواء

من الصعب مقاومة الرائحة اللذيذة لطهي الطعام في المطاعم ولدى الباعة المتجولين،  ومع ذلك، تشير دراسة حكومية أمريكية جديدة إلى أن هذه الروائح قد تؤثر سلبًا على جودة الهواء.

ومؤخرا أصدر باحثون من الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) نتائجهم من دراسة استمرت عدة سنوات حول ما يسمونه "المصادر التي لا تحظى بالتقدير الكافي" لتلوث الهواء في المناطق الحضرية.

وركز الباحثون على ثلاث مدن: لوس أنجلوس، ولاس فيغاس، وبولدر، كولورادو، حيث قاموا بقياس المركبات العضوية المتطايرة التي يسببها الإنسان والمرتبطة بالطهي، ثم قاموا بتلخيص موجوداتهم: "إذا تمكنت من شمها، فهناك احتمال كبير أنها تؤثر على جودة الهواء".

وكتب مات كوجون، المؤلف الرئيسي للدراسة وفق ما نقل موقع " Changing America”  أنه "على مر السنين، قمنا بقياس جميع أنواع المركبات العضوية المتطايرة المختلفة في جميع أنحاء الولايات المتحدة من مصادر مختلفة، مثل المركبات ودخان حرائق الغابات والزراعة والمنتجات الاستهلاكية، وظللنا نرى فئة معينة من المركبات في القياسات الحضرية، (وهو) ما نسميه الألدهيدات طويلة السلسلة، والتي لم نتمكن من تفسيرها من هذه المصادر الأخرى."

ولاحقا وجد الباحثون أن لاس فيجاس، التي تضم واحدة من أعلى كثافة المطاعم في الولايات المتحدة، تعاني من مشكلات مستمرة في جودة الهواء. ففي المتوسط، 21% من إجمالي كتلة المركبات العضوية المتطايرة الموجودة في الهواء الخارجي في فيجاس كانت من "أنشطة الطهي"، حسب تقديرات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، وتراوحت عمومًا بين 10% و30%.

كما وجدت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجو مستويات مرتفعة في لوس أنجلوس وفي باسادينا، كاليفورنيا.

وبشكل عام، خلص الباحثون إلى أن تلوث الهواء الناتج عن الطهي يتم الاستهانة به إلى حد كبير ويمكن أن يمثل ما يقرب من ربع المركبات العضوية المتطايرة في المناطق الحضرية، وتزداد المشكلة حدة داخل المنازل وداخلها.

ويبقى أن نرى ما يعنيه هذا بالنسبة لإدارة جودة الهواء، إذ يعتقد كوغون أن الحصول على البيانات هو الخطوة الأولى، موضحا "من المهم الحصول على الصورة الكاملة للانبعاثات ومصادرها لمساعدة صناع السياسات على فهم فعالية قراراتهم".

 

الأكثر مشاركة