الشبنم.. «ديناصورات معاصرة» تواجه خطر الانقراض
يواجه طائر الشبنم الذي يتميّز بمخالب مشابهة لتلك الخاصة بديناصورات الفيلوسيرابتور وعيون ثاقبة ورقبة زرقاء ويعيش في الغابات الاستوائية شمال أستراليا، خطر الانقراض.
ويقول بيتر رولز، رئيس مجموعة محلية توفر حماية لهذه الطيور المهددة بالانقراض، إنّ هذه الطيور بمثابة «ديناصورات معاصرة».
وتحمي طيور الشبنم أراضيها بشراسة، وتصدر صفيراً وصوتاً مرتفعاً عندما تواجه أي تهديد. ويقول رولز «عند النظر إليها وجهاً لوجه للمرة الأولى، قد يكون الأمر مخيفاً، لأنّ عيونها كبيرة ونظراتها ثاقبة»، مشيراً إلى أنّ «شكلها يترك انطباعاً عنها بأنها شرسة». وهذه الطيور التي لا تطير موجودة فقط في أستراليا، وتحديداً في جزيرة غينيا الجديدة وبعض جزر المحيط الهادئ.
وصنّفتها الحكومة الأسترالية ضمن الأنواع المهددة بالانقراض، مشيرة إلى أنّ أعدادها الراهنة في البرية تبلغ نحو 4500 طائر. وطيور الشبنم من «الأنواع الأساسية»، أي أنها تؤدي دوراً أساسياً في حفظ التنوّع البيولوجي ونشر بذور الغابات الاستوائية. وستتأثر الغابات الاستوائية المطيرة في حال انقرضت هذه الطيور.
وتتمثل التهديدات الرئيسة التي تواجه طيور الشبنم في حوادث الاصطدام على الطرق، واستصلاح الموائل الطبيعية، وهجمات الكلاب، والتغير المناخي.
ويؤكد رولز أنّ «طائر الشبنم ليس عدوانياً عندما يتلقى معاملة جيدة»، مشيراً إلى عدد محدود جداً من الوفيات البشرية المنسوبة لهذا النوع.
ففي عام 1926، قُتل شاب أسترالي بعدما طارده أحد هذه الطيور وقطع وريده، فيما قُتل سنة 2019 رجل في فلوريدا إزاء تعرّضه لهجوم من طائر شبنم كان يربّيه. وعلى مدار السنوات الـ300 الفائتة، انقرض نحو 100 نوع من النباتات والحيوانات الأسترالية. ويرجّح الصندوق العالمي للطبيعة (WWF) أن تتسارع وتيرة هذه الظاهرة. ويقول المسؤول في الصندوق العالمي للطبيعة في أستراليا دارن غروفر: «ثمة عمل كثير ينبغي إنجازه، والموارد غير متاحة لإحداث تأثير كبير». ويضيف «هناك نحو 2000 نوع مدرج في قائمة الأنواع المهددة بالانقراض التي تصدرها الحكومة الأسترالية، وتشهد هذه القائمة إضافات سنوية لأنواع جديدة».
ويؤكد غروفر أنّ التغير المناخي وخسارة الموائل والأنواع الغازية تمثّل كلها تهديدات.
ووضعت الحكومة الأسترالية خطة وطنية لإنقاذ طيور الشبنم، على غرار ما أقدمت عليه مع عدد كبير من الأنواع الأخرى، بالتعاون مع جمعيات السكان الأصليين ومجموعات حفظ البيئة. ويتركز قسم كبير من جهود حفظ الطبيعة في أستراليا على حماية الأنواع الأساسية، وهو مفهوم وضعه علماء الحيوانات في ستينات القرن الـ20.