الشاب الإماراتي يقدم تجربة استثنائية في تحدي «التوحد» بالأبيض والأسود
عبدالله صاحب الهمة.. يرسم باعتزاز معالم الوطن
بالأبيض والأسود، يرسم الشاب عبدالله لطفي معالم الإمارات كتعبير عن اعتزازه بوطنه، لينجح الفنان الواعد في ابتكار شخصياته الخاصة في اللوحات، والتي يروي من خلالها الكثير من القصص، ولعل في القلب منها حكايته مع «التوحد» الذي بات متصالحاً معه.
وبعد ما يزيد على 12 عاماً في عالم الرسم، تمكن عبدالله من تطوير موهبته، وتحقيق نجاحات عدة بتشجيع أسرته، وكذلك بمركز مواهب الخاص بأصحاب الهمم في حي الفهيدي التاريخي بدبي، إذ يستعد الفنان الواعد لمعرض جديد يكشف فيه عن إبداعاته الأخيرة.
وقال عبدالله في مستهل حواره مع «الإمارات اليوم»: «بدأت بالرسم منذ كنت في الصف السابع، ولكنني اخترت الأبيض والأسود بعيداً عن الألوان، لأنهما يمنحاني القدرة على السيطرة على الأشكال التي أرسمها، خصوصاً أنني في البدء قدمت مشاهد ومعالم ترتبط ببلدي الإمارات».
تطور الموهبة
وأضاف عبدالله: «بعد أن أكملت الصف الـ12، انتقلت إلى مركز مواهب الخاص بأصحاب الهمم، وبدأت بتعلم الرسم، لأنني لم ألتحق بالجامعة، وعملت على تقديم لوحات متنوعة سواء التي تحمل معالم الوطن، أو حتى الشخصيات التي ابتكرتها».
وأشار إلى أن أعماله تطورت مع الوقت، فبعد تمرسه في عالم الإبداع لأكثر من 12 عاماً، سعى إلى تطوير لوحاته، لاسيما من خلال الاطلاع على ألعاب الفيديو ومتابعة أشكال الشخصيات، وبدأ يلمس نجاحاً من خلال بيع الرسومات، ما أسهم في اعتماده على نفسه مادياً.
دعم كبير
ويقضي عبدالله ما يقارب خمس ساعات في المرسم يومياً، وهذا ما يجعله ينفذ في اليوم الواحد لوحة أو أكثر، موضحاً أنه يطمح إلى تقديم معارض فنية في أميركا واليابان.
وذكر أنه يتلقى دعماً كبيراً من العائلة، وكان ذلك عاملاً أساسياً في نجاحه، إلى جانب تشجيع فريق العمل في مركز مواهب، والذي أسهم في تطوره.
كما يحلم عبدالله بأن يبيع أعماله الفنية كاملة، وأن يصبح لديه مليون متابع على صفحته الخاصة بـ«إنستغرام»، إذ يشعر بالفرحة لدى التفاعل معه، معرباً عن سعادته الغامرة حين غرد سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، عن أعماله وموهبته، مؤكداً أنه شعر بالفخر، خصوصاً أنه يعمل بشكل كبير على إبراز الإمارات وثقافتها من خلال المعالم والشخصيات.
ووصف عبدالله الإمارات بأنها مصدر السعادة له، كما يعشق السفر إلى لندن وطوكيو بشكل خاص.
درجات مختلفة
من جهتها، قالت المرشدة غولشان كافرانا، لـ«الإمارات اليوم»، عن رحلتها مع عبدالله لطفي: «التقيت عبدالله للمرة الأولى في 2010، وقد تطور كثيراً خلال هذه الأعوام، فالتوحد يأتي بدرجات مختلفة للأشخاص، ولم يستغرق هذا الموهوب وقتاً طويلاً حتى بدأ يتطور في الفن». وأوضحت أن عبدالله في مستهل رحلته بدأ يرسم بتقليد الصور الخاصة برسوم الكرتون، وقد عانى مع الألوان، ولذا انطلق مع الرسم بالأسود والأبيض، وقد شجعته على ابتكار شخصيات خاصة بدلاً من تقليد الشخصيات الكرتونية.
وأكدت غولشان أنهم عملوا بشكل جاد لدعم عبدالله من خلال منصات وسائل التواصل الاجتماعي، واكتسب شهرة جيدة، وانعكس نجاحه على تعاطي الجمهور معه، وكذلك الجهات التي تطلب أعماله، إذ دعي من قبل سفارة الإمارات في العديد من الدول، لتمثيل الدولة في منتديات خاصة بالتوحد واحتفالات ومناسبات منحته مكانته المميزة.
وحول الأعمال الخاصة التي قدمها عبدالله إلى جانب اللوحات، نوهت بأنه نفذ رسومات في كتاب خاص بالتوحد، وأبرز شخصيته فيه بطريقة فنية مقبولة للجمهور، ليسلط الضوء على أهمية التقبل، لافتة إلى أنه بات قادراً على مشاركة تجربته مع الطلاب في الاستوديو.
وكشفت أنه يحضّر لمعرض جديد، فيما كان مشروعه السابق يتمحور حول الإمارات واليابان، وقد ساندته في عملية البحث قبل تنفيذ الأعمال، واصفة عبدالله بأنه بات ناضجاً فنياً، إذ أصبح اليوم مدركاً لقدراته، ولم يعد يخفي إصابته بالتوحد وبات متصالحاً معها. وعبرت غولشان عن سعادتها بالعمل مع أصحاب الهمم ورؤية تطورهم، إذ يمنحها ذلك الكثير من الفرح، لاسيما أنها تسعى إلى بناء الجانب الإبداعي بداخلهم، ما يمنحهم الثقة. وشددت على أنها ترغب في أن يرى المجتمع أصحاب الهمم دون أن يركزوا على ما ينقصهم، سواء كان جسدياً أو عقلياً، فرؤيتهم بالجانب الإنساني مهم وأساسي في التعاطي معهم، خصوصاً أنه يمكن مناقشتهم في كل ما يدور في العالم من قضايا وأحداث وكذلك حروب، وأحياناً يعملون على تقديمها في أعمال.
بطاقة معايدة.. بلمسات الفنان
نجح الشاب الإماراتي عبدالله لطفي في تنفيذ مجموعة من المشاريع الفنية التي حققت له مكانة مميزة، ومنها تعاونه مع «أمازون» في تقديم رسومات مصممة حصرياً ببطاقات هدايا العيد الإلكترونية، والتي حظيت بتفاعل وإشادة من كثيرين.
عبدالله لطفي:
. أحلم برواج أعمالي الفنية، وأن يصبح لدي مليون متابع، إذ أشعر بالسعادة بتفاعل الناس معي.
. أقضي خمس ساعات في المرسم يومياً، وأطمح إلى تقديم معارض في أميركا واليابان.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news