دبي بيت المؤثرين وصناع المحتوى الهادف
أكد صنّاع محتوى ومؤثرون أن «قمة المليار متابع» التي ستستضيف دبي دورتها الثالثة في يناير المقبل، تكتسب أهمية كبيرة بناء على النجاحات التي رسختها في النسختين الماضيتين، وتجلت عبر مشاركة نخبة من أهم وأبرز المؤثرين وأشهر شركات الإعلام الرقمي حول العالم، بالإضافة إلى الحضور المكثف لخبراء ومهتمين بصناعة المحتوى، شاركوا تجاربهم وخبراتهم مع الراغبين في صقل مهاراتهم للتميز في هذا القطاع الحيوي، مضيفين لـ«الإمارات اليوم» أن دبي التي تحتضن «قمة المليار متابع»، ترسّخ ريادتها كوجهة للمبدعين، وكبيت لصنّاع المحتوى الهادف.
وقال حسن هاشم (صاحب أكثر من خمسة ملايين متابع وصانع برنامجي «الغموض» و«القصة»)، إن «قمة المليار متابع» نجحت في استقطاب نخبة من المؤثرين وشركات إنتاج المحتوى الرقمي لتبادل الرؤى والأفكار، وخلق شراكات وفرص تعاون مثمرة مستقبلاً.
وأضاف «نعلم جيداً أن المستقبل هو للمؤثرين وصناع المحتوى، إذ بدأ اليوم تداول مصطلح (المنصات البديلة)، التي يجب أن تكون قوة مؤثرة بالشكل والدرجة التي نطمح إليها جميعاً، بعيداً عن المحتوى السطحي المسيطر في هذه الفترة للأسف».
وتابع هاشم «أعتقد أن هذه النوعية من المؤتمرات والتجمعات الفريدة تسهم بشكل كبير في تسليط الضوء على تجارب صناعة المحتوى الهادف، كما تشجع في الوقت نفسه فئة صناع المحتوى والمتابعين دون 18 من العمر في التوجه إلى محتوى أكثر عمقاً وواقعية ومنافسة على الساحة العربية والعالمية».
وأشار إلى أن المشكلة الكبرى التي تواجه صناع المحتوى الهادف، هي الوقوع في فخ «الثقل» والكمّ الهائل من المعلومات التي لا تشجع المتلقي على الاستمرار والمتابعة، لافتاً إلى أن العالم العربي بحاجة إلى عدد أكبر من صناع التجارب المؤثرة، لضمان الارتقاء بمضمون ونوعية المحتوى وتقديمه باللغة العربية الفصحى القادرة من خلال غناها المعرفي والإنساني، على الوصول إلى كل الشرائح والفئات في العالم العربي.
أسعد مسافر
وعلى الرغم من إقامته السابقة في العديد من الدول الأوروبية، إلا أن صانع المحتوى الليبي وليد المصراتي، صاحب تجربة «أسعد مسافر» يتمسك بالتأكيد أن دبي استطاعت بشكل استثنائي، أن تقدم نموذجاً فريداً للاحتفاء بالمواهب وصناع المحتوى، سواء على المستوى العربي أو العالمي، مضيفاً: «على مدار السنوات الماضية، لم يتشكل وعي كاف بتجارب صناعة المحتوى، ولا تقدير جهود المؤثرين، وأستشهد هنا ببداياتي المتواضعة منذ نحو 19 عاماً كصانع محتوى، بإمكانات متواضعة، لصنع الفرق في تجربة هذه الصناعة، أما اليوم وفي ظل ما قدمته أكاديمية الإعلام الجديد في دبي من فرص حقيقية ودورات تدريبية وتأهيلية ودعم معنوي وتقدير كبير لصناع المحتوى في العالم العربي، أصبح المجال ليس فقط تنافسياً، وإنما مبشراً كذلك بمستقبل مملوء بالنجاحات وبالتميز».
وتابع «لهذه الأسباب مجتمعة، أجد أن دبي استطاعت أن تحصد لقب حاضنة الإبداع العربي في كل المجالات، ومن بينها طبعاً، تجربة المحتوى الهادف دون أدنى شك».
حضور فاعل
من جانبه، أكد صانع المحتوى الإماراتي سيف الذهب، أن تجربة «قمة المليار متابع»، استطاعت أن تكرس حضورها الفاعل في المشهد الإعلامي بعد عامين من انطلاقها، مساهمة في تكريس ضرب من التغيير الإيجابي، وتقديم المزيد من الدعم والتوجيه لصناع المحتوى، ليس في الإمارات فحسب، وإنما في العالم العربي، معتبراً وجوده في الاجتماعات التحضيرية للنسخة الثالثة، التي ستنظم خلال الفترة من 11 إلى 13 يناير المقبل، فرصة مثالية للتعرف إلى المزيد من المهارات والخبرات، وتبادل الآراء وتوحيد جهود المؤثرين وصناع التغيير تجاه قضايا مجتمعاتهم الـعربية.
وقال إن «تجمعنا دليل على نجاح هذا الحراك المعرفي الذي يضم إلى جانب صناع المحتوى والمؤثرين، نخبة من أبرز الخبراء والرؤساء التنفيذيين، وذلك، ترجمة لأهداف القمة الاستراتيجية في أن تبقى دولة الإمارات الحاضنة الأولى لمبدعي العالم».
صاحب تجربتين
ومن خلال تجربته الناجحة في العمل الإعلامي التقليدي ولاحقاً الرقمي، توجه الإعلامي الإماراتي مروان الشحي، بالنصيحة إلى صناع المحتوى الجدد، مشدداً على ضرورة معرفة أساسيات هذا الميدان، والضوابط وأخلاقيات المهنة التي يلتزم فيها الإعلامي بالتركيز على المعلومة الهادفة وتفادي المبالغات والتهويل بهدف الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور.
وأضاف «لاشك في أن أكاديمية الإعلام الجديد تسهم بشكل كبير في التعريف بأساسيات المجال الإعلامي الرقمي، لكن يجب على صانع المحتوى أن يكون مبدعاً ومقنعاً وقادراً على تكريس بصمته المختلفة، والتميز بأسلوبه المغاير، إلى جانب امتلاكه مهارة المشاركة والاستفادة من خبرات صناع المحتوى حول العالم، والأهم من ذلك، أن يكون مهذباً في نقل الرسالة إلى شرائح المجتمع المتعددة».
واقع ملموس
ولا يختلف حسّ المسؤولية لدى صانع المحتوى الإماراتي محمد الجسمي، الذي أعرب عن سعادته بالمشاركة في الاجتماعات التحضيرية لـ«قمة المليار متابع» المقبلة، معتبراً ما يحدث الآن ترجمة ناجحة لأحلام وطموحات القيادة في وصول الشباب الإماراتي والعربي إلى مستوى عال من صناعة محتوى عربي هادف، يضع بصمته الإيجابية في المجتمع. وقال «من يتابع تطور أكاديمية الإعلام الجديد، والخطوات الثابتة التي قطعتها على مدار النسختين السابقتين من قمة المليار متابع، يجد أن ما دعت إليه القيادة قد أصبح حقيقة وواقعاً ملموساً، تضاف إليه اليوم مفاجأة الجائزة الجديدة التي أعلن إطلاقها، والبالغ إجماليها مليون دولار، تسند إلى تجارب المحتوى الهادف».
وأكمل الجسمي «بالنظر إلى السنوات الخمس الماضية، أرى كم المسؤولية المضاعفة التي يحملها صناع المحتوى الإماراتيون اليوم، في المنافسة على تقديم الأفضل، والحفاظ على شروط الجودة في الشكل والمضمون، وترك بصمة مغايرة تستحق الإشادة والتقدير».
• تكتسب «قمة المليار متابع» التي ستستضيف دبي دورتها الثالثة، أهمية كبيرة بناء على النجاحات التي رسختها في النسختين الماضيتين.
• نخبة من أهم وأبرز المؤثرين وأشهر شركات الإعلام الرقمي حول العالم، شاركوا تجاربهم وخبراتهم.
• 11 يناير 2025 تنطلق النسخة الثالثة من «القمة».
سفراء
قال نائب المدير التنفيذي لأكاديمية الإعلام الجديد، خالد بن حترش لـ«الإمارات اليوم»، إن «منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الرقمي الجديد، تتكامل مع وسائل وأدوات الإعلام التقليدي»، مشيراً إلى أن الجميع متفق على ضرورة وأهمية تقديم محتوى هادف يتناسب مع منظومة العادات والتقاليد العربية.
وأضاف «نعمل جاهدين من خلال أكاديمية الإعلام الجديد على زيادة الوعي بأهداف ورسالة (قمة المليار متابع)، وتحفيز الجمهور على المشاركة في سلسلة الفعاليات والمبادرات التي يتم إطلاقها، مثل مبادرة (سفراء القمة)، والبرنامج الأول من نوعه (مشروع المليار 1B Pitches)، الذي يستهدف توفير التمويل والدعم المالي لرواد الأعمال وصناع المحتوى ممن يمتلكون أفكاراً ريادية».