«آرت بازل» يختبر صحة سوق الفن عالمياً
يشكل معرض «آرت بازل» الذي انطلقت فعالياته منذ أيام في سويسرا بمشاركة نحو 300 جهة عرض من حول العالم، اختباراً لصحة سوق الفنون خلال الأشهر المقبلة بعد تباطؤ في النمو سنة 2023.
ويجتمع نحو 285 جهة عرض لمدة أسبوع في هذه المدينة الواقعة على ضفاف نهر الراين لتقديم أجمل ما لديها من قطع خلال هذا الحدث الذي يعد أحد أبرز الأحداث الفنية العالمية، ونقطة جذب كبيرة لهواة جمع واقتناء الأعمال الفنية. ويُخصص المعرض في البداية لمدة يومين ونصف لهواة جمع التحف الأثرياء. وللمرة الأولى سيتمكن الزوار من التصويت على القطعة المفضلة لديهم في فئة سُميت «بلا حدود»، تجمع بين الأعمال الضخمة المخصصة للمتاحف والمجموعات الخاصة الكبيرة.
ويضم الحدث أعمالاً لأسماء كبرى في الفن المعاصر بينها لوحات جدارية للأميركي كيث هارينغ وسيارة فولكسفاغن بيتل ملفوفة في عام 1961 من جانب الفنان كريستو، إضافة إلى أعمال لنجوم صاعدين في المشهد الفني، من بينها عمل تركيبي للفنانة السويدية آنا أودينبرغ. وسيعرض أصحاب صالات العرض على منصاتهم أعمالاً لفنانين من الأكثر استقطاباً لهواة الجمع، بينهم بابلو بيكاسو، وآندي وارهول، ويايوي كوساما، وساي تومبلي لدى دار «غاغوسيان» الأميركية، وحتى فيليب غوستون، وجورجيا أوكيف، ولويز بورجوا، وألكسندر كالدر لدى دار «هاوزر آند ويرث» في زيوريخ.
تراجع 4%
ويقام المعرض هذا العام في سياق أكثر غموضاً، فبحسب تقرير صادر عن مصرف «يو بي إس» وشركة الأبحاث «آرت إيكونوميكس»، انخفضت المبيعات في سوق الفن بنسبة 4% عام 2023 إلى نحو 65 مليار دولار، بسبب ارتفاع أسعار الفائدة والبيئة الجيوسياسية غير المستقرة بعد عامين من الانتعاش القوي في أعقاب صدمة جائحة «كوفيد-19»، ومع ذلك فإن هذا الانخفاض في العام الماضي يخفي فوارق قوية، إذ يطال التراجع بشكل رئيس المعارض الكبيرة، بينما «أظهر المشترون حذراً أكبر قبل إنفاق مبالغ كبيرة» في هذا السياق الأكثر غموضاً، وفق هذا التقرير. وعلى العكس من ذلك شهدت المعارض الصغيرة والمتوسطة الحجم زيادة في حجم مبيعاتها بفضل الطلب على أعمال أكثر بأسعار معقولة.
مبيعات كبيرة
وعلى الرغم من هذا التباطؤ بقيت المبيعات كبيرة جداً العام الماضي خلال هذا المعرض في بازل، حيث تقدم دور العرض قطعاً استثنائية، فقد بيعت منحوتة عنكبوت للنحاتة الفرنسية الأميركية لويز بورجوا بمبلغ 22.5 مليون دولار. وبالنسبة لنسخة 2024، لا يرى هانز لينين، المتخصص في سوق الفن، تغيرات كبيرة في ديناميات السوق، لا إيجابياً ولا سلبياً، وبالتالي يتوقع أن يكون المعرض «مماثلاً لعام 2023».
ويقر بأن «السوق تباطأت قليلاً»، ومع ذلك يقول: «لا أعتقد أنه يمكننا الحديث عن تصحيح، بل عن استقرار السوق».
حدث أساسي
تأسس معرض بازل الفني عام 1970 على يد ثلاثة تجار أعمال فنية، من بينهم إرنست بيلير، وأصبح حدثاً أساسياً في هذا القطاع، ويتضمن أيضاً نسخاً في ميامي وهونغ كونغ، ومنذ عام 2022 في فرنسا تحت اسم «باريس بلاس» الذي حل محل «المعرض الدولي للفن المعاصر». وفي عام 2023، استقبل المعرض 82 ألف زائر في بازل.