لماذا يقف الحمام فوق رؤوس الحجاج؟ .. علماء يكشفون السر
على مدار مئات السنين، تشكلت علاقة فريدة بين طيور الحرم وزوار بيت الله الحرام.
حيث تدور هذه الطيور في سماء الحرم المكي الشريف، وتحلق فوق رؤوس الحجاج والمعتمرين، وأحيانًا تشاركهم الطواف حول الكعبة المشرفة، وتقف على أكتافهم ورؤوسهم، مما يضفي على الحجاج والمعتمرين شعورًا بالراحة والسكينة.
وكشف الدكتور عبدالعزيز النجار، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، عن سر تعلق الطيور برؤوس الحجاج والمعتمرين، وهو مشهد يتكرر كل عام، موضحا أن هذه الطيور تدرك بأنها في مكان آمن، ما يجعلها تتصرف دون خوف أو تردد.
وأضاف أن طيور الحرم المكي من الطيور التي يحرم صيدها، وهذا ما يزيد من شعورها بالأمان، ويجعلها تتعلق برؤوس الحجاج والمعتمرين في مشهد مؤثر يعكس علم الطيور بأنها في حضرة الله عز وجل.
وفي تصريحات تلفزيونية، أوضح الباحث في التاريخ المكي ومعالم النبوة، سمير أحمد برقة، أن حمام الحرم المكي يحظى بمعاملة خاصة، إذ يحرم صيده أو قتله سواء للمحرم أو غيره، ويستلزم قتله تقديم فدية، أي ذبح شاة. كما لا يجوز تنفيره أو تكسير بيضه بهدف طرده من المكان الذي يحط فيه.
وأشار إلى أن حمام الحرم المكي يتميز بشكل مميز يختلف عن باقي أنواع الحمام والطيور الأخرى في العالم حيث أن هذا الحمام ينتمي إلى سلالة الحمام الذي بنى عشّه على باب الغار أثناء هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام من مكة إلى المدينة المنورة. ويمتاز هذا الحمام برقبة طويلة وألوان مميزة تحيط برقبته، بالإضافة إلى عيونه المرسومة.
وخلال السنوات الماضية، ومع كل موسم حج وعمرة، انتشرت العديد من مقاطع الفيديو التي ترصد تشبث العصافير والحمام برؤوس المعتمرين والحجاج، في مشهد إيماني مُلهم يعكس التناغم والألفة والسكينة بين هؤلاء الزوار وطيور الحرم المكي.
هذا المشهد لا يعكس فقط الشعور بالأمان الذي تشعر به الطيور في هذا المكان المقدس، بل أيضًا الروابط الروحية العميقة التي يشعر بها الحجاج والمعتمرون بوجود هذه الطيور.