موسيقيون يحبسون الدموع.. في ليلة العزف للمهاجرين بشيكاغو

أرادت لينا يامين أن تمنح المهاجرين الجدد القادمين إلى شيكاغو، الذين يركز معظمهم على تلبية احتياجاته الأساسية، مساحة لإعادة التواصل مع أنفسهم من خلال الموسيقى.

وقامت بالتنسيق مع مسؤولي المدينة لتوفير مكان داخل مأوى للمهاجرين، لإقامة الحفل الموسيقي بداخله، واختارت ثماني مقطوعات موسيقية تجمع بين أنماط الموسيقى التراثية والكلاسيك.

وقالت يامين (33 عاماً - مهاجرة من فنزويلا)، إن العازفين الذين ينحدر معظمهم من دول أخرى بأميركا اللاتينية، حاولوا التمسك برباطة الجأش وحبس دموعهم وهم يحيون الحفل الموسيقي أمام مجموعة من المهاجرين الذين وصلوا إلى شيكاغو أخيراً.

ونظم الحفل في قاعة مأوى للمهاجرين بالكلية الإسلامية الأميركية، أمام حضور جاءوا إلى شيكاغو هرباً من الكوارث الاقتصادية والسياسية التي تعرضت لها بلادهم. ومر أكثر من 42 ألف مهاجر معظمهم من فنزويلا عبر شيكاغو، على مدى ما يقرب من عامين على متن حافلات وطائرات قادمين من الحدود الجنوبية. وأنهم عندما يصلون إلى الولايات المتحدة لا يكون أمامهم مجال آخر في الغالب إلا التفكير في كيفية البقاء على قيد الحياة، وكيفية العثور على منزل، وتقديم أوراق طلبات اللجوء الخاصة بهم، والحصول على ما يكفي من المال لإطعام أطفالهم. وانتقلت يامين وزوجها للعيش في الولايات المتحدة، ولدراسة العزف على الكمان بجامعة دي بول بشيكاغو.

وعندما كانت مع زوجها في فنزويلا، انضما إلى برنامج «إل سيستيما»، الممول من الدولة لتعليم الفنون الموسيقية، وفي إطار البرنامج يتم تدريب مئات الآلاف من العازفين، من مختلف الشرائح الاجتماعية، على كيفية عزف الموسيقى الكلاسيك، وغيرها من المنوعات الموسيقية. وعمل برنامج «إل سيستيما» على نشر تعليم الموسيقى بين الطبقات المهمشة في فنزويلا منذ عام 1975.

والتحقت يامين ببرنامج «إل سيستيما» منذ سن صغيرة، مشيرة إلى أن تعلمها عزف الموسيقى الكلاسيك سهل لها طريق الخروج من فنزويلا عام 2017، عندما تصاعدت التوترات والاحتجاجات ضد رئيس البلاد، لافتة إلى أن تكيفها مع الحياة في شيكاغو كان صعباً. وأصبحت يامين الآن واحدة من 11 مشاركاً في برنامج زمالة «أوركسترا شيكاغو السيمفوني»، الذي يمول العازفين لتصميم وتنفيذ مشروع موسيقي مستقل.

الأكثر مشاركة