في استراليا .. الخيول تعالج الصدمات وتُحسّن الصحة العاطفية
يحقق برنامج تعليمي رائد بمساعدة الخيول خطوات كبيرة في حياة الشباب في منطقة كيمبرلي غرب أستراليا، وتركز المبادرة المعروفة باسم المساعدة باستخدام الخيول ( Yawardani Jan-ga باللغة الأبوريجينية الأسترالية) على علاج الصدمات وتحسين الصحة العاطفية من خلال التفاعل مع الخيول.
وبحسب تقرير نشره موقع abc.net، شهد البرنامج استفادة أكثر من 2000 مشارك شاب من منهجه العلاجي منذ بدايته، إذ وجد هؤلاء الشباب، الذين يعانون من ارتفاع معدلات محاولات الانتحار بسبب التحديات الاجتماعية، العزاء والتطور في علاقاتهم مع الخيول.
وبالنسبة لطالبة المدرسة الثانوية أثينا بيركوسيتش، فقد كان البرنامج نقطة تحول، إذ تتحدث عن علاقتها العميقة مع باريس، الحصان الذي امتطته منذ ما يقرب من أربع سنوات. وقالت: "إنها تساعدني على التواصل، كما أنها تساعدني على ضبط النفس". وتنسب أثينا تنظيمها العاطفي وسعادتها إلى التأثير المهدئ لباريس والخيول الأخرى في البرنامج.
وتؤكد البروفيسورة جولي كوفين على الدور الفريد الذي تلعبه الخيول في الدعم العاطفي. وتقول: "توفر الخيول الدعم والحب غير المشروط". وبالاعتماد على تجاربها الخاصة التي نشأت حول الخيول في الإسطبلات، تؤكد البروفيسور كوفين على القدرة الفطرية لهذه الحيوانات على استشعار المشاعر الإنسانية - وهي سمة لا تقدر بثمن في البيئات العلاجية.
ويستخدم البرنامج منهجًا سريريًا صارمًا مدعومًا بالأبحاث، إذ تؤكد البروفيسور كوفين على التوثيق الشامل للبرنامج، بما في ذلك أكثر من 43000 صورة وملاحظات سريرية مفصلة، لمراقبة تقدم المشاركين. لا يتتبع هذا النهج المبني على البيانات النتائج فحسب، بل يرشد أيضًا التحسينات والتوسعات المستمرة.
كما تؤكد عالمة النفس المسجلة فيكتوريا هوفان على فعالية العلاجات متعددة الوسائط التي تشمل الحيوانات مثل الخيول. وتوضح قائلة: "إنها تساعد على تهدئة الأطفال أو أولئك الذين يعانون من الصدمات"، مشيرة إلى التأثير العميق للاتصالات اللمسية في البيئات العلاجية.
وحسب وكالة الأنباء الفرنسية "أ.ف.ب" أدى نجاح برنامج المساعدة باستخدام الخيول إلى تحفيز المطالبة بالتوسع في المجتمعات الأخرى، مع خطط لإنشاء مراكز جديدة بهدف الوصول إلى المزيد من الشباب في جميع أنحاء المقاطعة. يعمل كل مركز وفق نهج يركز على المجتمع، مما يضمن الأهمية الثقافية والمشاركة المحلية، وهو جانب حاسم من فعاليته.
ومن خلال تسخير التعاطف والحساسية الطبيعية للخيول، لا يعالج البرنامج الصدمات فحسب، بل ينمي أيضًا المرونة والذكاء العاطفي بين المشاركين. ومع توسعها في جميع أنحاء منطقة كيمبرلي، تعد المبادرة بمواصلة إحداث تغيير عميق في حياة الشباب، وتقديم نموذج للعلاج الفعال الذي يقوده المجتمع.