جمعها في رحلاته البحرية وطلعات الصيد

متحف جمعة بن ثالث.. قطع ولُقى وأدوات غوص «لا تقدر بثمن»

صورة

لطالما شكَّل البحر دوراً أساسياً في حياة أبناء دبي، لاسيما الذين امتهنوا الغوص والصيد، ومازالوا يسعون إلى حفظ التراث البحري بكل تفاصيله ونقله إلى الأجيال المقبلة، كالإعلامي والباحث في التراث البحري، جمعة بن ثالث، الذي كرّس وقته وجهده لنقل التراث البحري للأجيال، من خلال مختلف المنصات الإعلامية والمنشورات والمؤلفات، وأخيراً من خلال متحفه الشخصي الذي أنشأه ليعرض من خلاله كل ما له علاقة بهذا التراث العريق من مقتنيات وقطع ولُقى تحمل قيمة معنوية عالية لا تقل عن قيمتها المادية والتاريخية.

تصميم شخصي

فتح الإعلامي الإماراتي والباحث في التراث البحري، جمعة بن ثالث أبواب متحفه الشخصي لـ«الإمارات اليوم» في منزله في دبي، الذي يعرض من خلاله مجموعة من المقتنيات الواسعة التي جمعها منذ امتهانه للغوص، حيث راودته فكرة إنشاء المتحف البحري، بعد تراكم كثير من الأدوات والمقتنيات المتعلقة بالبحر لديه، التي عمل على جمعها منذ سنوات، مشيراً إلى أن بدايته في جمع القطع كانت بهدف تعليم الآخرين هذا التراث، لاسيما خلال عمله في تقديم المحاضرات للطلبة في جمعية الإمارات للغوص. ويقول بن ثالث: «في البداية بدأت بجمع القطع والمقتنيات المتعلقة بالبحر رغبة مني في نقل هذا التراث للأبناء من الجيل الجديد، وعندما كنت أعمل على إلقاء محاضرات عن الغوص للطلاب كنت أسعى إلى جمع القطع من أعماق البحر لتساعدني على شرح المعلومات لهم، إضافة إلى بعض القطع التي جمعتها خلال رحلات الغوص، ومع مرور السنوات اجتمعت لديَّ مجموعة كبيرة من المقتنيات في المنزل، واقترحت زوجتي فكرة المتحف الذي عملت بنفسي على تصميمه وتنفيذه، حيث قمت بزيارة الكثير من المتاحف الشخصية المختلفة قبل البدء بالعمل على المتحف الخاص بي».

قيمة تاريخية

يتزين سقف المتحف بقطع بيضاء مستلهمة من أشرعة السفن، ونماذج لسفن معلقة بأحجام مختلفة، إلى جانب صور ومقتنيات ثمينة تضم كل ما يخص التراث البحري من لوحات وخرائط وأدوات صيد ومقتنيات من أعماق البحر، عثر بن ثالث على بعضها في أعماق البحار خلال الغوص، بينما قام بشراء بعض القطع الأخرى النادرة ثم احتفظ بها لقيمتها التاريخية، ليضيفها لمجموعته الواسعة من المقتنيات التي «لا تقدر بثمن»، كما وصفها، لافتاً إلى القيمة الكبيرة لهذه الأدوات وندرتها، إذ يضم المتحف قطعاً وأدوات غوص يعود عمرها لمئات السنين، كأحجار الغوص التي كان يربطها الغواص في إحدى رجليه، حيث يحتفظ بن ثالث بحجر يعود عمره لنحو 250 عاماً عثر عليه في أعماق مياه دبي خلال إحدى رحلات الغوص، ويقول: «أثناء غوصي لفتتني هذه القطعة بالتحديد، ولأن لديَّ بعض المعلومات عن هذه الأحجار، قمت بأخذها وتنطيفها ومن ثم البحث عن قيمتها التاريخية لدى بعض المختصين الذين أكدوا لي أن عمرها التقريبي يبلغ نحو 250 عاماً».

مقتنيات نادرة

كما يحتفظ بن ثالث في متحفه بمجموعة من «الأفطمة» النادرة، وهي قطعة مشبك توضع على أنف الغواص يتم استخدامها لإغلاق الأنف، ومنع الماء من الوصول إليه تسمى «فطام»، حيث قام بشرائها من مملكة البحرين، وتتميز بأنها مصنوعة من عظام السلاحف المقاومة للماء، وتلقى اهتماماً خاصاً، حيث يحافظ على صيانتها بشكل دوري، ويحرص على حفظها بدرجة حرارة مناسبة. ويضم المتحف أيضاً مجموعة من قطع اللؤلؤ بأنواعها الطبيعية والمزروعة، إضافة إلى لوحات وخرائط لـ«مغاصات اللؤلؤ»، وغيرها من المقتنيات الكثيرة والعزيزة عليه، وهو ما يدفعه لرفض العروض التي تقدم له لشراء هذه المقتنيات، مشيراً إلى أن جمعها لم يكن بهدف التجارة من الأساس، مبرراً رفضه بقوله: «هذا تراثنا ولا أستطيع التفريط فيه».

. من مقتنيات بن ثالث حجر عمره 250 عاماً عثر عليه في أعماق مياه دبي خلال رحلة غوص.

. بن ثالث رفض عروضاً مغرية لبيع بعض المقتنيات قائلاً: «هذا تراثنا ولا أستطيع التفريط فيه».
 

تويتر