استضاف حلمي وإليسا وهنيدي واستثمر نجومية عمرو وأحمد سعد

«بيت السعد».. مغامرة غير محسوبة وهفوات بالجملة

الحلقة الثانية من «بيت السعد» استضافت إليسا التي كشفت عن آرائها الشخصية وفشل فريق الإعداد في صياغتها بشكل مهني لائق. أرشيفية

«بيت السعد».. عنوان لبرنامج جديد قرر من خلاله الشقيقان عمرو وأحمد سعد المغامرة بأول إطلالة تلفزيونية «فريدة» خارج نطاق الغناء والتمثيل، واستثمار نجوميتهما وانتشارهما كل في مجاله، لخوض غمار تجربة إعلامية في التقديم، وعلى الرغم من نجاح عمرو وخطوته الثابتة كممثل شق طريقه بثبات بين نجوم جيله، يقابله شقيقه الأصغر أحمد الذي نالت تجربته الغنائية رواجاً وشهرة واسعة، فإنهما «انزلقا» دون أي دراسة ولا دراية في هذا البرنامج إلى فخ الخيارات الخاطئة وقلة الخبرة بإقدامهما على مغامرة تلفزيونية «غير محسوبة» نهائياً.

فخ الرتابة

حسبما يبدو تتكئ «ثيمة» البرنامج الأساسية على استضافة ضيف جديد كل حلقة، لمناقشة مجموعة من الموضوعات الاجتماعية والإنسانية العامة، تليها فقرات أخرى يستعرض فيها الضيف بعض مهاراته ومواهبه الفنية المتميزة في مجال الغناء أو التمثيل، إلا أن المتابع لأولى حلقات البرنامج التي أطل فيها الممثل المصري أحمد حلمي رفقة الأخوين سعد، والتي أراد لها المخرج أن تكون كوميدية وطريفة ومعتمدة على رغبة «عمرو وسعد» في «التأهب الأمثل» لاستضافة النجم عبر التقيد حرفياً بالنص المكتوب والمعد سلفاً، أتت «كارثية» مملة وفاقدة للمضمون، إضافة إلى افتقارها لعناصر الجذب والتشويق، الأمر الذي أشعر النجم أحمد حلمي بنوع من الحرج الذي نجح في تجاوزه مستنداً إلى خبرته وقدرته على التعامل بذكاء مع «المطبات» المفاجئة، لتدور عجلة الحلقة رتيبة وجوفاء وخالية من المضامين وصولاً إلى مشهد تمثيلي «يتيم» قدمه حلمي مع عمرو سعد، وبعض من مقاطع أغانٍ أداها النجم صحبة الأخوين، بدت غير مبررة وخارجة عن نطاق الشخصية المستضافة، أقحمت لإنقاذ الحلقة من مطب الخواء والرتابة.

دون رقابة

استضافت الحلقة الثانية من «بيت السعد» المغنية اللبنانية «إليسا»، التي رفعت النقاب بكل جرأة وحرية ودون أي «رقابة» عن آرائها الشخصية حول مسائل اجتماعية حساسة وأخفق فريق الإعداد في صياغتها بشكل مهني لائق.

أما حلقة الممثل المصري محمد هنيدي فقد جاءت أفضل بقليل، وذلك بعد أن عكست بشكل أكثر وضوحاً قدرة الأخوين سعد على الإمساك بزمام الحوار وصيرورة الحلقة، فيما بدا المشهد الدرامي الذي تبادل فيه هنيدي وعمرو سعد الأدوار أفضل مراحل الحلقة وأكثرها طرافة وكوميديا.

مبالغات بالجملة

على صعيد الرؤية الفنية والإخراجية، لم يقدم المخرج محمد سامي أي إضافات تذكر في خطوة تنفيذ رؤية هذا البرنامج سواء على صعيد حركة الكاميرات أو اقتناص اللحظات الخاصة في الحلقات التي تم عرضها حتى الآن، حيث تكررت كوادر التصوير وتوزيع المشاهد بين الضيف ومقدمي البرنامج على امتداد الحلقات الثلاث في الوقت الذي بدا على أحمد سعد في كثير من المواطن عدم الارتياح ولا الانسجام مع تعليمات المخرج، والتي سرعان ما تدخل شقيقه عمرو لمحاولة معالجتها لكنه لم ينجح للأسف في تجاوزها.

رؤية ولكن

في الوقت الذي راهن المخرج محمد سامي في تجربة هذا البرنامج على فكرة وقصة «بيت السعد» الفريدة التي يسافر من خلالها الأخوان عمرو وأحمد انطلاقاً من تجربة استضافة أحد النجوم في رحلة تلفزيونية قصيرة ولكن مفعمة بالمحطات الإنسانية الثرية والمفاجآت وربما القصص والأسرار المستورة للنجوم؛ فإنه أخفق وبوضوح في طرحها بمفاهيم وصيغ مغايرة تلفزيونياً، فيما زاد سذاجة هذا الطرح فقر المحتويات والأجواء المتصنعة التي رافقت تجربة البرنامج، مكرسة خيبة أمل للمشاهد، على الرغم من الدعاية الضخمة التي رافقت طرحه والميزانيات التي يبدو أنها رُصدت لإنجاحه.

تويتر