الأنصاري يخوض تجربة «بودكاست» جديدة. الإمارات اليوم

صانع محتوى إماراتي يرفع شعار «جبر الخواطر»

انطلاقاً من قناعاته بقيمة العطاء وأهمية الأثر المجتمعي الإيجابي للأفراد، اتخذ صانع المحتوى الإماراتي عبدالله الأنصاري خطوة التوعية النفسية ومساعدة الآخرين، مكرّساً ملامح تجربة مجتمعية مميزة، استند فيها إلى خلاصة خبراته الحياتية التي جمعها على مدى سنوات، معتبراً أن صناعة هذا النوع من المحتوى التوعوي والتحفيزي الخاص يتطلب جهداً وتطويراً مستمراً، ويحمله مسؤولية اجتماعية وأخلاقية مضاعفة تجاه نفسه وجمهوره أيضاً الذي يحلم بـ«جبر خواطره».

قصص البدايات

وأكد عبدالله الأنصاري في مستهل حواره مع «الإمارات اليوم»، أن فكرة صناعة المحتوى التحفيزي تضرب بأصولها في ماضٍ بعيد، ممازحاً بالقول: «كان أغلب من حولي من الأهل والأصدقاء يلجأون إليّ في أوقات الأزمات والمحن طلباً للمساعدة، ويقولون لي عند تجاوزها، إن كلامي ونصائحي بمثابة البلسم الذي يشفي جراح القلب وعلل الروح، في الوقت الذي يشيدون فيه بقدرتي على التدخل لفض نزاعات العائلة والأصدقاء وإقناع الأطراف، وبالتالي حل مختلف المشكلات مهما كانت معقدة، ما أكسبهم ثقة متزايدة بشخصي ونمّى لديّ هذه الموهبة الفطرية، وصولاً إلى وقوعي عام 2019 في أزمة نفسية، واندفاعي من وقع الضيق للتعبير عن خواطري في قصة (فضفضة قصيرة) طرحتها على صفحتي على (سناب شات) لأفاجأ بعد يوم واحد بمتابعات بلغت 700 ألف، ما أشعرني بالتوتر ودفعني فوراً إلى حذف الفيديو، إلا أنني بعد فترة وجيزة، علمت بأنني لم أحذفه إلا من (الستوري) وظل على خاصية (السبوتلايت) ليحقق مليون متابعة، وقتها فقط أيقنت أنني قادر على التأثير في الناس».

خيار التغيير

على الرغم من هذا النجاح، لم يندفع الأنصاري فعلياً نحو مجال صناعة المحتوى إلا في عام 2022 من خلال «يوتيوب» الذي كان يطرح فيه تجارب ترحاله بين مدن العالم ورسائلها ودروسها الإنسانية الأسمى التي عكست هوية محتواه، وصولاً إلى خطوة «فارس المحتوى» التي أهلته لاقتحام تجربة هذا المجال الصعب بشكل أفضل ودراية أعمق بمهاراته، وتحويل رؤيته كلياً للاستقرار في مجال تطوير الذات الذي أشار إلى أنه متوافق مع مؤهلاته، وطموحه بترك أثر إيجابي وتغيير حياة كثيرين من حوله.

ونوّه بقدرة هذا النوع من المحتوى على استهداف شرائح أوسع من الجمهور والمهتمين بتطوير تجاربهم وتجاوز عقبات الحياة، «إذ أؤمن بأن ملامسة المشاعر هي أفضل طريق وصول إلى الناس لتحقيق أثر إيجابي في حياتهم، وتحدوني سعادة قصوى وأمل في (جبر الخواطر) وإلهام الناس».

التزامات

وحول متطلبات صناعة المحتوى التحفيزي التي انخرط فيها منذ عامين، ليجذب فئات متنوعة من المتابعين، أضاف الأنصاري: «إلى جانب التجربة، تدفعني التزامات المحتوى دوماً إلى البحث والقراءة والاطلاع على مستجدات المجال من بحوث أو إصدارات كتب أو أفلام وثائقية نوعية، لإثراء معلوماتي وتقديم أفكار جديدة تحقق الاستفادة المرجوّة».

وشدد على قيمة التطوير المستمر والتعلم الذي اتخذه نهج حياة ليعكس آثاره الطيبة على تجارب الناس، وعلى تجربته الشخصية، بعد نجاحه اليوم في الانتهاء من تأليف روايته الأولى (حرب الملاذ) التي سترى النور نهاية هذا العام، بعدما استغرق العمل عليها نحو ثلاث سنوات، ويستعرض فيها بعض ملامح حروب الإنسان النفسية الضارية مع الذات وصولاً إلى بر الأمان، واستلهمها من دروس حياتية شخصية ومن قصص الناس الذين يَعدهم برؤية أنفسهم في مرآة هذا الإصدار الجديد.

وبالتوازي مع تجربة المحتوى، لفت الأنصاري إلى انشغاله حالياً بالتفاوض مع عدد من القنوات المحلية على عرض تجربة «بودكاست» جديدة سيصطحب فيه ضيوفه ليحاورهم في «سيارة»، مع توليه عملية إنتاج هذا المشروع بالكامل، على أن يعرضه، في حال عدم استكمال تجربة التلفزيون، على صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي.

كما يفخر الأنصاري بدخول ميادين أخرى، إذ نجح أخيراً في ترجمة بعض طموحاته، عبر مشروع خط ملابس ليكون بصمة إماراتية مغايرة في مجال تصميم الملابس الجاهزة للرجال، ليحجز له مكانة بين العلامات الإماراتية، بما يطرحه من خيارات تتنوع فيها استعمالات القطع (السترة يمكن أن تتحول إلى حقيبة) وخاماتها وطرق تصميمها المتقنة التي تحاكي العلامات العالمية، وتباع بأسعار معقولة، على أن تتوسع تجربته في وقت لاحق، لتشمل نقاط بيع خاصة وخط ملابس نسائية جديدة ذات جودة عالية، حسب تعبيره.

أغلى لحظات حياتي

 

من بوابة أخرى، نجح عبدالله الأنصاري في تكريس حسه بالمسؤولية المجتمعية، من خلال إسهاماته في دعم المحتاجين والمتضررين حول العالم، وانخراطه، صانعاً للمحتوى، في جهود تغطية مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية التي تنقّل فيها بين بلدان مثل باكستان والسودان التي وصفها بفخر واعتزاز، مؤكداً أنها بعض أغلى اللحظات في حياته، بما أتاحته له من فرص استثنائية للمساعدة في إغاثة المحتاجين والمتضررين في تلك المناطق.

عبدالله الأنصاري:

• أؤمن بأن ملامسة المشاعر هي أفضل طريق وصول إلى الناس لتحقيق أثر إيجابي في حياتهم.

• التزامات المحتوى تدفعني دوماً إلى البحث والقراءة والاطلاع على مستجدات المجال.

الأكثر مشاركة