يلجأ إلى «البودكاست» والأثير لتقديم الآراء العلمية من مصادرها الموثوقة

طبيب إماراتي بدرجة «محاور»: نشهد تخمة معلومات صحية مغلوطة

علي الهامور حوّل شغفه بالمدونات الصوتية إلى تجربة «بودكاست » إماراتي هادف. من المصدر

غير بعيد عن تخصصه العلمي وخبرته الطويلة في مجال طب الأسنان، نجح الطبيب علي الهامور في تحويل شغفه بالمدونات الصوتية إلى تجربة «بودكاست» إماراتي فريد في فكرته وهادف، تحت عنوان «هيلثي تشات»، يطرح من خلاله تجارب دردشات مغايرة حول موضوعات صحية واجتماعية متنوعة، في محاولة لجذب أكبر شريحة من الجمهور بطريقة مبتكرة تبتعد عن الرسميات.

يغوص الدكتور علي الهامور في تفاصيل وتجارب الشخصيات والضيوف بطرق مبتكرة وخارجة «عن الصندوق»، ما أسهم مع الوقت في تكريس حضورها الواضح على الفضاء الاجتماعي، وحجز مكانة أثيرة على خارطة الاهتمام الجماهيري، جنباً إلى جنب مع تجارب وسائل الإعلام التقليدي التي نجح الطبيب الإماراتي في خوض غمارها العام الماضي من بوابة برنامج رمضاني ناجح عبر الأثير.

بوابة الاختصاص

وتوقف الدكتور علي، استشاري اللثة وزراعة الأسنان، في مستهل حواره مع «الإمارات اليوم»، عند ولادة فكرة بودكاست «هيلثي تشات»، مشيراً إلى أهمية طرح المعلومة العلمية الصحيحة للناس، بعيداً عن الكم الهائل من الآراء المغلوطة التي تضخ باستمرار على الفضاءات الاجتماعية.

وأضاف: «لنعترف أولاً بتنامي قيمة المحتويات العلمية والطبية والاهتمام الجماهيري بها، خصوصاً بعد جائحة (كوفيد)، وثانياً بالتخمة التي بتنا نشهدها مما توافر منها اليوم على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل قد يكون عشوائياً، حتى وإن كان لأهداف توعوية ووقائية فإن هذا الأمر فتح في الوقت نفسه الباب أمام أشخاص غير مؤهلين علمياً ولا مهنياً لتقديم معلومات تمس السلامة العامة».

وتابع: «كان الدافع الأساسي من فكرة تجربتي مع (البودكاست) طرح المعلومة الصحيحة والدقيقة من مصادرها الموثوقة المتمثلة في الأطباء والمختصين وكل المهتمين بالجانب الصحي في حياتنا اليومية، بعيداً عن برامج التخصص التي قد تشعر الجمهور بالملل، وعدم الرغبة في متابعتها بصبغتها العلمية الجافة نوعاً ما».

شغف إعلامي

وكشف الدكتور علي عن شغفه القديم بالمدونات الصوتية التي دأب على متابعتها باللغتين الإنجليزية والعربية، ما شجعه على التفكير جدياً في تقديم تجربته الخاصة منذ نحو عامين، مستفيداً من خبرته المهنية وشغفه المتأصل بتجارب «البودكاست».

وأوضح: «أعتقد أن طبيب الأسنان من أكثر الفئات قرباً من الناس بحكم تواصله (الفيزيائي) مع المريض من ناحية وقربه الإنساني من كل شرائح مرضاه على مدار اليوم من جهة أخرى، ما يفتح له إمكانية اختبار التعامل مع عدد واسع من نماذج الشخصيات القادرة على أن تضيف له خبرة مضاعفة سواء على الصعيد المهني أو الشخصي، وهذا ما عايشته من خلال مهنتي، وما شجعني بالتالي على خوض مغامرة تقديم (هيلثي تشات)، وعدم الخوف من محاورة متخصص وإعلامي رياضي في أولى حلقات هذه التجربة، والأهم استشعار ارتياحه الواضح واهتمامه بطريقة إدارتي للحوار بعفوية».

وشدد على قيمة الالتزام بشرط العفوية في صنع تجارب «بودكاست» ناجح وإلا تحولت المدونات الصوتية إلى حوارات رسمية تفتقد الشعبية والمتابعة والاهتمام، قائلاً: «أتمنى ألا يفهم كلامي على أنه انتقاص لأي من القوالب الإعلامية الأخرى باعتبار احترامي لكل وسائل الإعلام بشقيها التقليدي الذي استطاع النجاح والاستمرارية والمواكبة طوال السنوات الماضية، والرقمي الذي بدأ يفرض سطوته وحضوره على الجمهور الجديد».

تجربة الأثير

وتوقف الدكتور علي عند تجربته الإذاعية الناجحة خلال رمضان الماضي، وتقديمه برنامج «طبيب من بلادي» عبر أثير إذاعة الشارقة، الذي استعرض من خلاله نماذج إماراتية ناجحة في مختلف الاختصاصات الطبية، كاشفاً عن انشغاله بإعداد برنامج آخر يحمل عنوان «قصص مع طبيب»، سيتناول فيه مواقف وقصص مجموعة من الأطباء المتميزين في اختصاصاتهم.

وأكمل: «كما أستعد في هذه الفترة بالاشتراك مع (عرب كاست)، لتقديم بودكاست جديد من 12 حلقة جديدة يتناول الصحة النفسية، ويناقش تفاصيلها وخباياها مع مجموعة من الأطباء والمختصين، وذلك بالتوازي مع حرصي على الاستمرارية في (هيلثي تشات) الذي أعتبره الطفل المدلل الذي أعود إليه كل مرة مع ضيوفي، لارتشاف فنجان من القهوة والدردشة حول موضوعات ذات علاقة بأسلوب الحياة الصحية عموماً».

واستطرد حول مفتاح إنجاح تجربة «البودكاست» وأهم اشتراطاتها: «الاستمرارية مهمة، وهذه نصيحة أود الالتزام بها بناء على توجيهات عدد كبير من المتابعين وملامسة التفاعل الواضح مع ما أقدمه من مواد، والأهم تيقني كمستمع شغوف قبل أن أكون محاوراً، من رغبة المتابع دوماً في الاختصار والحرص على إبراز ألق التجارب الإنسانية في حياة الضيوف، وبالتالي عدم الاقتصار على طرح المعلومات الصحية فحسب».


تحدي زملاء المهنة

عن أبرز التحديات الميدانية، لفت الاستشاري الدكتور علي الهامور، إلى المشقة التي يجدها في البحث وإقناع بعض زملاء المهنة من الضيوف، مؤكداً اهتمامه الدائم بأدق التفاصيل وتركيزه على مقدرة الضيف على التواصل مع الجمهور وخبرته السابقة في هذا الإطار، بالإضافة إلى حرصه الدائم على اختيار الموضوعات القريبة من اهتمامات الجمهور وانشغالاته.

أما أنماط الحوار التي يفضلها فذكر أنها تعتمد التلقائية والبساطة: «لا أفضل فكرة الإعداد المسبق لغالبية المحاور والأسئلة التي سيجيب عنها الضيف، لأنني أفضل ترك الحوار على سجيته ليكون أقرب إلى الواقع وإلى طبيعة قوالب (البودكاست)، وهذا أمر أتمنى أن يراعيه رواد هذا الخط الإعلامي الجديد في عالمنا العربي».

علي الهامور:

. أحرص على إبراز ألق التجارب الإنسانية في حياة ضيوفي عبر عدم الاقتصار على طرح المعلومات الطبية.

. «هيلثي تشات» أعتبره الطفل المدلل الذي أعود إليه كل مرة مع ضيوفي، للدردشة حول أسلوب الحياة الصحية.

تويتر