الغوص.. رجال في مواجهة المخاطر وطلب الرزق
يعد الغوص لصيد اللؤلؤ من أبرز وأهم المهن التي عرفها سكان الإمارات ومنطقة الخليج بشكل عام، حيث كانت مصدر رزق للكثير من سكان المنطقة الذين عملوا في مجال الغوص وصيد اللؤلؤ والتجارة فيه وكذلك في حرف أخرى ارتبطت به مثل صناعة المراكب بمختلف أنواعها وصناعة أدوات الغوص وغيرها.
وكان لصيد اللؤلؤ مواسم محددة في الإمارات من أهمها موسم «الغوص الكبير»، الذي كان يمتد ثلاثة شهور في الفترة من بداية يونيو حتى نهاية سبتمبر، إلى جانب مواسم للغوص في شهري أكتوبر ونوفمبر، وتستمر 30 يوماً فقط. وكان يسبق رحلة الغوص استعدادات مختلفة، سواء لتجهيز السفن والمراكب، أو تجهيز معدات الغوص التي كانت رغم بساطتها ضرورية لتساعد الغواص على القيام بمهمته الصعبة والخطرة.
وعن أبرز معدات الغوص، أشار المدرب التراثي المتخصص في صناعة أدوات الغوص بدر محمد، لـ«الإمارات اليوم»، إلى أن الغواص كان يقوم بتصنيع الأدوات التي يحتاجها، ومنها الفطام، وهو يشبه مشبكاً مصنوعاً من العظام يضعه الغواص على أنفه ليمنع دخول الماء إلى الأنف، والديين وهو عبارة عن سلة يضع فيها الغواص المحار الذي يجمعه من قاع البحر، وهي تصنع من الحبال أو الخيوط على شكل شبكة، وبها طوق خشبي يصنع من شجرة «الأرطة» وهي شجرة محلية، ويعلق الغواص الديين في رقبته في حبل ناعم العلقة أو الحلقة، وترتبط بحبل يسمى اليدا يمسك به السيب، وعندما يستعد الغواص للصعود إلى سطح السفينة، يحرك هذا الحبل بقوة، فيقوم السيب بسحبه. وهناك الشمشول وهو رداء كان يرتديه الغواص أثناء قيامة بعملية الغوص، وعادة يكون من القماش السميك من اللون الأسود.
وأضاف: «هناك أيضاً أدوات أخرى يستخدمها الغواص منها الزبيل، وهو الحبل الذي ينزل به الغواص إلى عمق الماء، ويربط بالحبل حصاة الغوص يربطها الغواص في إحدى رجليه لتعينه أثناء عملية الهبوط إلى أعماق البحر، ومن أدوات فلق المحار المفلقة، لافتاً إلى أنه يعمل على نقل هذا التراث إلى الأجيال الجديدة.
وترتبط رحلة الغوص أيضاً بتقاليد وطقوس عدة من بينها تجمع السكان وعائلات الغواصين والبحارة على الشاطئ لوداعهم، وهو المشهد الذي يتكرر عند عودة السفن من الرحلة، فتُزين المنازل بأعلام من القماش تسمى البيارق أو «البنديرة»، وتُحضر الأكلات المميزة، بما في ذلك الحلوى والعصائر والمكسرات، وتخرج عائلات العائدين وبقية الأهالي إلى الشاطئ لاستقبالهم مرددين أهازيج تقليدية.
وكانت السفن تضم طاقم عمل يختلف حسب حجمها، وقد يصل إلى 30 شخصاً، ومن أهم أفراد طاقم السفينة: النوخذة وهو صاحب السفينة أو قائدها الذي يدير عملية صيد اللؤلؤ بالكامل نيابةً عن صاحبها، وهو من يقوم بتوزيع أرباح كل موسم على أفراد الطاقم. والسردال وهو قبطان الأسطول بجميع سفنه وقواربه الذي يتمتع بخبرات واسعة في البحر ويعلم أفضل مواقع الهيرات (مغاصات اللؤلؤ)، والغوّاصون، والسّيْب وهو المسؤول عن الحبال المستخدمة لإنزال الغواصين إلى المغاصات، ومن ثم سحبهم إلى السطح عند إرسالهم إشارة بجاهزيتهم بذلك. إلى جانب التبّاب وهم صبية تراوح أعمارهم بين 10 أعوام و14 عاماً، وعادة ما يكونون من أبناء أفراد الطاقم، ويقومون بمساعدة السيب في سحب الغواص، كما يتدرب بعضهم على الغوص، والنهام وهو شخص يتمتع بصوت جميل يقوم بترديد وإلقاء الأهازيج والأشعار التقليدية، ويردد خلفه بقية الطاقم.
. «النوخذة» هو صاحب السفينة، أو قائدها الذي يدير عملية صيد اللؤلؤ بالكامل نيابةً عن صاحبها، وهو من يقوم بتوزيع أرباح كل موسم على أفراد الطاقم.
. «السردال» هو قبطان الأسطول ويتمتع بخبرات واسعة في البحر، ويعلم أفضل مواقع الهيرات (مغاصات اللؤلؤ).
. «التبّاب» هم صبية تراوح أعمارهم بين 10 أعوام و14 عاماً، وعادة ما يكونون من أبناء أفراد الطاقم، يساعدون في سحب الغواص.
. «السّيْب» هو المسؤول عن الحبال المستخدمة لإنزال الغواصين إلى المغاصات، وسحبهم إلى السطح عند إرسالهم إشارة بجاهزيتهم.
. «النهام» يقوم بترديد وإلقاء الأهازيج والأشعار التقليدية، ويردد خلفه بقية الطاقم.
بدر محمد:
. الغواص كان يقوم بتصنيع الأدوات التي يحتاجها، ومنها الفطام وهو يشبه مشبكاً مصنوعاً من العظام يضعه الغواص على أنفه ليمنع دخول الماء إلى الأنف، والديين وهو عبارة عن سلة يضع فيها الغواص المحار الذي يجمعه من قاع البحر.